حميدتي وتقدم  ...المعارك الامامية.. .عامر محمد أحمد ..

حميدتي وتقدم  ...المعارك الامامية.. .عامر محمد أحمد ..

حميدتي وتقدم  ...المعارك الامامية..
.عامر محمد أحمد ..
..عدت ياعيد..
في كتابه "خريف الفرح " يقول الصحافي الراحل عبدالرحمن مختار " وامتلأت قاعة البرلمان عن بكرة ابيها ،وساد الصمت وبدأ الترقب وأرهفت الاذان ،وخرجت العيون من محاجرها وتطاولت الأعناق ،وتوقفت دقات القلوب ،وساد الصمت الرهيب إلا من انفاس وصوت "التكييف" وكاميرات المصورين ..عندها وقف النائب السيد عبدالرحمن محمد ابراهيم دبكة ،الذي دخل التاريخ ليقدم اقتراح البقاء والخلود ،وفي صوت وقور مجلجل قال: "نحن اعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعا نعلن بأسم شعب السودان القوي الباسل ان السودان قد اصبح دولة مستقلة كاملة السيادة " 
..الظهور الأول..
كانت المليشيا المتمردة تكذب وتتحرى الكذب وهو تعلن ان المتمرد محمد حمدان دقلو،يقود المعارك في الصفوف الأمامية. ومابين مقتله واصابة مميتة لحقت به ،ظل سؤال غيابه قائماً  .دون اجابة واضحة حتى من مستشاريه ..وفجأة مع الغضب الشعبي ضد ممارسات التمرد في ولاية الجزيرة الخضراء، عاد زعيم اسرة" آل دقلو المتمردة"  الى  الواجهة كانه كان في رحلة سفر  حتى إذا اتاه "هاتف" عاد إلى الساحة السياسية دون ان تعلن جهة عن تحقق  فرضية اصابته ومكوثه بين الحياة والموت منذ ١٧ مايو ٢٠٢٣م .   وكان لابد من إعداد المسرح للظهور ومعه ثلة من الممثلين ، وكما في الافلام، ابيض واسود، تم اختيار شاشة "تقدم _تجمع شخصيات سياسية " وقناة "الحدث" وعاصمة اثيوبيا، وما ان اكتمل الإعداد حتى رفع "الستار" إذ  هو نفسه " وفي لقطة سينمائية طلب منه الدكتور "حمدوك" إنهاء المؤتمر الصحفي    حيث ،لاسؤال،
 ولا جواب بل تلقين الحضور "  وبعيدا عن نظرية المؤامرة فإن المسؤولية الاخلاقية تقع على عاتق قائد التمرد لكي يعلن اسباب غيابه..إلا ان لقاء قائد المليشيا  مع" تقدم" لم تكن به اجابة عن قول "مبارك المهدي" والمعلوم بالضرورة ان أغلب الصف السياسي مابعد الثورة المنضوي تحت لواء "تقدم بعد ازاحة تحالف الحرية والتغيير من الواجهة والذاكرة "  .. تتحكم فيه روح السياسي "الناشط "وبائع الكلام في" سوق " ومع اعلان اتفاقهم  ووقوفهم  مع "التمرد" ضد شعبهم  في فترة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث فإن تجمع "تاخر " يعزز فرضية ان المجموعة"  "فرضت عليها "فرضية" وجود المتمرد وايابه من رحلة" مرض طويلة" تجعل  رجوعه الميدان من" المستحيلات" لذلك هرولوا لسماع النبأ السعيد ولكنه سبقهم الى اعلان انتصاره، وهزيمة الشعب السوداني في حرب التحرير ،وبالتالي نجاح المشروع الاستعماري الاستيطاني الجنجويدي المدعوم من دول اقليم تحركها قوى استعمارية ووكلاء  ..
..  .تجمع" تقدم" وتأخره ...
هو تجمع ناشط، وجد نفسه برافعة  سقوط" الإنقاذ"، في مقدمة" الصفوف" بدلاً من موقع "الهبوط الناعم"   في تنافس انتخابي ضد قائمة" البشير" مرشح حزبه الحاكم لأنتخابات ٢٠٢٠م و قالوا للناس في مجلسهم :ان المنافسة حرة وشريفة وان النظام الإنقاذي جاد في التغيير .لم يناقش وفد تقدم مع المستضيف فرضية" مقتله " اجتماعياً وكيف  تحققت؟، وسياسياً بفقدان جنوده الأحساس مجرد الأحساس، بأن قائدهم اراد الوصول الى السلطة ،وحكم الشعب السوداني، وليس قتل، وتهجير، ونهب، وسحل ،وإذلال الشعب،  وهو في هذه الحالة" مات "سياسياً" حيث لاعودة للحياة السياسية، فمن يقبل من القوى السياسية" حليفة "الأمس  على التسويق، ومحاولة إعادة رسم خارطة الطريق القديمة، بمعادلة المجتمع الدولي "عايز كده" . فإن التقدم السريع نحو الخروج من المشهد السياسي يمثل حقيقة هؤلاء :النواشط"، وموقعهم جماهيرياً، والملاحظ في تجمع "الغرباء" هو الإنحناء لصورة حميدتي وترفعه عنهم ووقوفهم في" طابور طويل" ممل لإظهار فروض الطاعة، والإنكسار، وهي صورة اراد لها صانعيها الرسوخ ..اي تنصيب الرجل حاكماً "مدى الحياة" لسودان افتراضي ناتج مخيلة مريضة تتبع الاوهام وتهوى المغامرة والمقامرة..
 ..الفرضية الأخيرة.
 مقولة قائد مليشيا الجنجويد  عن انتصار قواته، وهزيمة الجيش تشير صراحة إلى ان " القائد" الذي  يقود قوات "المليشيا "على الارض يخدع القائد البعيد عن الميدان إذ ان قوات " الدعم" وبفضل عنصرها المختار بعناية ساهمت في إفشال "المشروع الاستعماري الاستيطاني"، بما قامت به من انتهاكات وفظائع لم يعرفها التاريخ السياسي السوداني واصبحت المواجهة بينها والشعب ولم تعد المواجهة بين مليشيا اسرة آل دقلو العابرة للحدود، والجيش السوداني، والقوات النظامية.والمعادلة الجديدة لاينفع معها اصطحاب "تقدم " وتقديمها للعالم بأعتبارها واجهة شعبية تمثل الشعب السوداني واحزابه السياسية وقواه المدنية الحية .كانت الوجوه التي تصافح المتمرد دقلو ،باهتة تثير الشفقة والرثاء  ،كانت مجبرة جراء التحالف مع الخارج ..امس انتحر اعزاء كنا نعدهم من الاخيار..إن خيار حكم السودان بالجماجم، والدماء، خيار انتحاري لا انصح ان تتقدم "تقدم "نحوه ولن يكون بعيداً من خيار "مجلس الحكم بعد غزو العراق وحامد كرزاي بعد غزو افغانستان "  في الصفوف الأمامية يستعد الشعب لمعركة حاسمة لتحرير ارضه واي خيار لجهة او فرد بالوقوف في الموقع الخطأ سيجعل ذلك منه مثال في التأريخ لمن وقفوا ضد الدولة السودانية المركزية ووحدتها وامنها وسعوا الى بيعها رخيصة واستبدال شعبها بشعوب اخرى يسهل "قيادها" واستبدال جيشها بجيوش :مرتزقة" من دول الاقليم واستبدال نظام حكمها بنظام تتحكم فيه اسرة آل دقلو ،تضع قواعده وتتحكم في قاعدته الاساسية البشرية وفق معادلة جديدة للتقسيم تنبني على آليات تقسيم عرقية جغرافية ،وديموغرافية وما فشل فيه الاستعمار الإنجليزي فإن المهمة اوكلت للمتمرد "حميدتي" واسرته و"انتحاريو تقدم إذ ان تحالف "الحرية والتغيير" فكرة وثورة تمت السرقة الاولى ،والآن يراد بها سرقة دولة السودان وتهجير السكان..  " 
..الاستيلاء والتغيير..
.كان " بقال ،وعمر جبريل، وسفيان المتمرد "يظهرون مثل الأرانب المذعورة. و لايظهر "دقلو "حتى في الصفوف" الخلفية" بأعتبار الصفوف الأمامية "حماية للقائد " .الآن مع ظهوره في العواصم الإقليمية وتدشين مشروع مبايعته قائداً للدولة السودانية وقائد للجيش السوداني الموحد والمهني ،تبدو صورة الواقع السوداني بعيدة عن عقل وعين ،وقلب المتمرد حميدتي ولسبب بسيط حقائق الجغرافية السودانية الارض والشعب، والثقافة، تختلف تماماً عن يوغندا، وتشاد، واثيوبيا "مليس زيناوي" وهي دول مع احترامنا لها تفتقد العمق التاريخي والحضاري..تطور السودان الحديث   مرتبط بالدولة السنارية، والتركية، والاستعمار البريطاني، ووجوده الديموغرافي  قديم قدم الاجتماع البشري. كما ان النموذج التشادي والاوغندي، بوصول "مليشيا" اسرة او قبيلة الى حكم السودان غير قابل للتطبيق مهما تكالب الاعداء ودعموا ،لذلك يستغرب المرء هذا الضعف من قوى سياسية ومدنية، تدعي قيادة الثورة وجمهور الشعب السوداني وبهذاالضعف السياسي ،  والوطني.كيف ستحكمون حرائر الخرطوم ودارفور والجزيرة  وهن في قبضة عصابات مسلحة استهدفت اعراضهن، واعدمت اخوانهن، وابائهن..كيف تتحالفون مع عصابات الجنجويد وتضحكون، وكأن من تقفون لتحيته ،ممثل من" هوليوود" فاز بجائزة الاوسكار وانتم من عشاق السينما الامريكية..
*سؤال اخير..ماهو موقع "الشعب السوداني  في إعراب اتفاقية الحكم  الثنائي .لا التاريخ يمكن تغييره وكذلك الجغرافيا،ومن خدعكم بان السودان تاسس في يونيو ١٩٨٩..وانتم تسعون لتحريره من الفلول، واستبدال قومه، بأقاويم لاتفرق بين الرياض الخرطوم والرياض  عاصمة المملكة العربية السعودية..