كورونا.. خليك بالبيت.  

كورونا.. خليك بالبيت.   الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد  في كل يوم تزداد عزلة الإنسان بسبب فيروس كورونا، الفيروس الذي خرج من مدينة صينية يقطنها11 مليون نسمة،  هي "اوهان" ليبث الخوف في مليارات البشر، يصيبهم الذعر من عاطس إذا عطس، ومصافح إذا مد يده، اختفت القبلات ومد الايدي بالسلام، وأصبحت حالة العزلة إجبارية. وفي لبنان التي كانت تبحث عن السياح حتي في زمان الحرب والاضطراب، بدأت حملة لحث المواطنين للبقاء في البيت "خليك بالبيت" وفي كل يوم تتحقق

كورونا.. خليك بالبيت.  

كورونا.. خليك بالبيت.  
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد 


في كل يوم تزداد عزلة الإنسان بسبب فيروس كورونا، الفيروس الذي خرج من مدينة صينية يقطنها11 مليون نسمة،  هي "اوهان" ليبث الخوف في مليارات البشر، يصيبهم الذعر من عاطس إذا عطس، ومصافح إذا مد يده، اختفت القبلات ومد الايدي بالسلام، وأصبحت حالة العزلة إجبارية. وفي لبنان التي كانت تبحث عن السياح حتي في زمان الحرب والاضطراب، بدأت حملة لحث المواطنين للبقاء في البيت "خليك بالبيت" وفي كل يوم تتحقق العزلة، وكل دولة تسعى لطرق مبتكرة، لإيقاف الوباء، المغرب والجزائر، يوقفون الرحلات الجوية، باتفاق وليس لخلاف السياسة، والملفات العالقة بينهما، سلطنة عمان توقف السفن والرحلات الجوية بينها وكثير من دول العالم، تتوقف العمرة،. والعراق إصابات ووفيات، وفي بغداد، تتوقف الاحتجاجات والجزائر، تغلق المدارس، ولم تكتمل لوحة مفاتيح التغيير. ومصر، التي يزورها في العام الواحد عشرات الملايين، يتوقف "الحنطور والفارس" حياة كاملة ومجتمعات صغيرة، تعيش داخل المجتمع المصري، تعتمد على السياحة والسياح تجد نفسها خارج احصائيات الدخل القومي والدخل الشخصي وتدبير الحياة الكريمة و"سترة الحال" 
المحاور


 

وصل كورونا إلى مركز القيادة في إيران، مستشار المرشد، علي أكبر ولايتي، أصابه الوباء، 456، وفاة في إيران،  آلاف المصابون  كما تقول إحصائيات ، والحصيلة في ازدياد، تتوقف بفضل كورونا الطموحات السياسية للتمدد في المنطقة، والتهديد بحرقها، والكويت أكثر من مئة ألف، سيتم فحصهم، وعشرات الإصابات، وكذلك البحرين، تغلق المدارس، والدول كلها في بحث عن علاج للكورونا، تنتشر الشائعات حول إيجاد مصل مضاد للفيروس،.  والدول الكبرى، لاتنسي في هذا اللحظة العداوات، المشاحنات، تتهم امريكا الصين بنشر الوباء، إلا أن الصين ترد الضربة باتهام أمريكا وجيشها نشر المرض في المدينة الصينية، التي كتبت اسمها بمداد من خوف دخولها أو أنها ستعود مرة أخري الي الحياة الطبيعية، و إلى وطن دائم للخفافيش، المتهمة بحمل المرض وعن طريق "شوربة " أو حساء خفاش، أصاب العالم ضيق التنفس والموت السريع، ينقله عاطس إلى شخص سليم يمشى في الطريق بسلام. زوجة رئيس وزراء كندا، مصابة بكورونا، وغدا يسأل العالم، هل عطس وزير الاتصالات البرازيلي في وجه الرئيس الأمريكي ترامب ونائبه مايك بنس، أم أن الوزير البرازيلي "كتم عطسته" في معطف خوفه من اتهامه بالتسبب في مرض الرئيس الأمريكي ونائبه. يموت في نفس طالبي الهجرة إلى أوروبا الدافع  لدخول جنة الارض و يخيم على الامل القديم شبح الخوف من حجر صحي دائم تحت ذريعة مكافحة كورونا،  يتقزم العالم الغربي، إلى درجة الصفر والوباء يحاصر أوروبا من ملك وملكة النرويج ونواب البرلمان الفرنسي، حتي رجل الشارع العادي.  تغيب الفوارق بين الدول والأفراد، وحصيلة الموتى في إيطاليا أعلى  بكثير  من دول في العالم الثالث. تختفى جنة أوروبا من المخيلة الشعبية لدول التابع للعالم الأول. يتوقف الدوري الأسباني والايطالي، ودوري ابطال أوروبا تلعب مباراة باريس سان جريمان مع خصمه الألماني بدون

جمهور. يعود العالم إلى مرحلة ماقبل التاريخ، كل التطورات في حقب الإنسان، ترجع به إلى  أزمنة الوباء من طاعون وغيره،  كان  في ذلك الزمن المريض يعزل، وبعد موته يحرق.والآن المريض يعزل وإذا مات لن يكون مصيره أفضل من مريض الطاعون وإن تم دفنه.  يقول المفكر/البلغاري / الفرنسي الراحل "تزيفتان تودوروف" في كتابه"الخوف من البرابرة -ماوراء صدام الحضارات " "إن الانغلاق على الذات، يتعارض هنا مع الانفتاح على الآخرين، أن تعتقد مجموعة بأنها الوحيدة  التي تنصف بالانسانية، وترفض أن تتعرف إلى أي شئ لاينتمي إلى تجربتها الخاصة، ولاتقدم شيئا للآخرين وأن تبقى عمدا متقوقعة في بيئتها الأصلية، فذاك هو مؤشر للبربرية، أما الاعتراف بتعددية المجموعات والمجتمعات والثقافات الإنسانية والوقوف على قدم المساواة مع الآخرين فهذا جزء من الحضارة، إن هذا الانفتاح التدريجي، لايختلط مع الأجانب أو مع التفضيل المنهجي للاغراب، ولامع اي تعلق جامع للمغايرة، إن المقصود بكل بساطة هو القدرة المعقولة على الإقرار بانسانيتنا المشتركة " بانتشار فيروس كورونا، يزداد العالم انغلاق على ذاته المريضة، ولعل اسعد شخص في العالم بظهور الفيروس من الصين هو دونالد ترامب، ويليه رئيس وزراء بريطانيا، إذ جاء كورونا في ميعاده لإيقاف عولمة الحياة الطبيعية، لصالح كل ماهو "افتراضي ".