مسامرات حظر التجوال

مسامرات حظر التجوال في سبيل ابجد عثمان أحمد حسن الخطوات التي مشيتها مع جدي لأمي الدومة محمود، مسافة لا تزيد عن ٤٠٠متر ذهابا ومثلها ايابا، طبعت حياتي بطابع جديد، المدرسة التي كنت أقف في مكان تجميع الانعام انتظارا للراعي

مسامرات حظر التجوال

مسامرات حظر التجوال
في سبيل ابجد

عثمان أحمد حسن

 

 

الخطوات التي مشيتها مع جدي لأمي الدومة محمود، مسافة لا تزيد عن ٤٠٠متر ذهابا ومثلها ايابا، طبعت حياتي بطابع جديد، المدرسة التي كنت أقف في مكان تجميع الانعام انتظارا للراعي، واسرح وانا أرقب تلاميذها بجلاليبهم البيضاء الناصعة وامني النفس متى اكون مثلهم، المدرسة التي فيها من المعلمين الذين انطبعت صورتهم في ذهني وانا لم أبلغ سن المدرسة بعد، استاذ المنا، استاذ وليم، استاذ القدال، استاذ محمد احمد، استاذ عثمان، الان اضحت شيئا قريبا. المدرسة التي يجاورنا سكن معلميها ونراهم في زيهم الافرنجي و الساعات البراقة تلصف في الرسغ الأيسر و تفوح حين مرورهم بقربنا عطور الباترا و الريڤ دور و نتمنى أن نجلس إليهم و ندرس على أيديهم.
البناء الحجري المقوس ذو السقف العالي، هو بلا شك اكبر مبنى رأيته حتى ذلك الوقت، الان اسمي مسجل في دفاترها وانتظر اليوم الذي اذهب فيه تلميذا.
اتسعت زاوية رؤيتي لأشياء كثيرة، انتبهت لوجود اشياء كثيرة، قبل أن تفتح المدرسة انطبع في ذهني حدثان، الاول مناسبة زواج في بيت ما، كغيرنا حضرنا مراسم الزواج، استوقفتني رقصة العروس، الايقاع فقط و الكل صامت، العروس ترفع يدها اليمنى مرة واليسرى مرة تؤدي التحية العسكرية، ثم يتغير الايقاع وتغني البنات
قدمو قدام رفعو لي الاعلام
انت يا عبود قائد السودان
لا ادري لماذا انحفر ذلك في ذاكرتي.
بعد ذلك بليلتين كان هناك عرض للسينما المتجولة، ذهبنا وجلسنا ننظر للشاشة التي فردوها على جانب الكومر الحكومي، بدأت العروض بالاخبار ومنها زيارة الرئيس عبود لمدينة النهود وافتتاح محطة مياه المدينة أعقبه حفل غنائي غنى في ابو داوود، لقطات عن لقيط القطن، واسكيتش تور الجر في العيادة.
في الصباح قالت لي امي بكرة المدرسة، اجتاحني الفرح ولم اجد كلمات اجيب بها فقط الصمت كان ابلغ من الكلام.
عاد ابي من السوق يحمل لي حذاء شدة بيضاء وعمامة من الكرب. تلك الليلة كان نومي متقطعا في انتظار الغد.