كرامة
كرامة الحسن بكرى يتداول الناس ببلدتنا، الكمير الرباطاب، رواية تخصهم عن كرامة غياب وظهور الشيخ حمد النحلان. أخبرني شاع الدين ود علوب ود البخيت، قال: حدثني حميدة ود صالح ود تورمنى، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، قال: "قالوا: جاءت زين اللبو بت ست أبوها أم التويمات، خادم جاد الله ود الهد، آبقة، لائذة بالشيخ حمد. كان دمعها يهمي: تف، تف، تف. صاحت متوسلة: - متحوية فيك يا ابوي الشيخ. متحوية فيك: أوب حي، أوووووب.
كرامة
الحسن بكرى
يتداول الناس ببلدتنا، الكمير الرباطاب، رواية تخصهم عن كرامة غياب وظهور الشيخ حمد النحلان. أخبرني شاع الدين ود علوب ود البخيت، قال: حدثني حميدة ود صالح ود تورمنى، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، قال:
"قالوا: جاءت زين اللبو بت ست أبوها أم التويمات، خادم جاد الله ود الهد، آبقة، لائذة بالشيخ حمد. كان دمعها يهمي: تف، تف، تف. صاحت متوسلة:
- متحوية فيك يا ابوي الشيخ. متحوية فيك: أوب حي، أوووووب.
أجلسها فهدهدها وسرى عنها وأبدل خوفها أمنا. سألها:
- مالك يا المبروكة؟
ذكرت:
- سيدي، أبوي ود الهد يريد يذبحني."
قالوا: أمر الشيخ فابتنوا لها دردرا وأدخلوها به وطوبوه بالطوب فأخفوها فيه. ثم عكفوا عليها يطعمونها الخراتة والمطالة والمديدة ويسقونها الماء الأزرق، يدلونها كلها بدلو من كوة بأعلى الدردر، من صوب الصعيد. وقد ظلوا على حالهم هذا حتى أخذ الموت ود الهد ونسى أولاده وأهله ما كان من أمر فرختهم الآبقة.
ثم سافر النحلان سفرته المشهورة إلى الحجاز، فما أن آب حتى أمر بباب الدردر ففتح.
قالوا: ذهل الشيخ والمريدون لما طلعت عليهم زين اللبو ناعمة، مجلوة، منيرة كالشمس، ندية، بهية، طرية كالرقمسيص.
رووا: دخل الشيخ الدردر بأعقاب ظهورها، فسده عليه، ما انتظر حتى يبتل الآبري ليطفئ ظمأ سفرته؛ فعل هذا على غرار ما يقع للشيوخ من الغيرة. وقد أمضى الشيخ ثلاثين شهرا أو يزيد، يأكل الخراتة والمطالة والمديدة ويشرب الماء الأزرق، ثم خرج علينا بعدها وقد أمسى حمد النحلان: ضعيفا، نحيفا، هزيلا، مسلوبا من لحم الدنيا."
هتفت دامعا، محزونا:
- رضي الله عنه وشملنا بعفوه ورضاه أجمعين"