قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز البحث عن الزمن المفقود (In Search of Lost Time) تدور القصة حول ذكريات الكاتب (مارسيل بروست) عن طفولته وتجاربه في مرحلة البلوغ خلال أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين في فرنسا الأرستقراطية والتي عكست تفكيره في ضياع الوقت وافتقار

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز    

 البحث عن الزمن المفقود    (In Search of Lost Time)

 

 

 

تدور القصة حول ذكريات الكاتب (مارسيل بروست) عن طفولته وتجاربه في مرحلة البلوغ خلال أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين في فرنسا الأرستقراطية والتي عكست تفكيره في ضياع الوقت وافتقار العالم للمعنى . استعاد فيها الكاتب ماضيه بدقة أعطت لذكرياته من الواقعية أكثر مما كان للأحداث نفسها .

 

 

بدأ (بروست) في استرجاع ذكريات طفولته مضفيا عليها طابعا رومانسيا وفي نفس الوقت كان يحاول أن يتذكرها بشكل أفضل فقد كانت تربطه علاقة وطيدة بماضيه . عندما كان طفلا كان يكافح دائما للنوم وغالبا ما يعتمد على عاطفة والدته الرقيقة لتهدئته للنوم . على الرغم من أن العائلة قد استعانت  بمصباح سحري لكي تنومه لكن يبدو أن ليس هناك شيء يمكن أن يساعده على النوم بشكل أفضل . كان يقضي معظم فترة الصيف في كومبراي مع أجداده وعمته (ليوني) التي كانت تزورعائلته في كثير من الأحيان . في أحد أيام الصيف قام (برقوت) صديق طفولته بتقديمه الى الكاتب (بلوخ) الذي أثار حلم (بروست) في أن يصبح  كاتبا . كبر (بروست) و أصبح مهتما بالأوضاع الاجتماعية . جارهم (سوان) غالبا ما كان يزورهم حيث كان صديقًا لجد (بروست) . لقد كان يروي  العديد من القصص المثيرة  لكنه في نهاية المطاف كان يعوض بها عن إحساسه بكونه من خارج النخبة الاجتماعية الراقية . تقابل (بروست) مع (أوديت) زوجة (سوان) وابنتهما (قلبيرت) التي وقع في حبها . نادرا ما كان يراها ولكنه ظلّ محتفظا بحبه لها . في تلك الأثناء تحركت رغبات (بروست) الرومانسية بعد أن شاهد (البرتين) ابنة جار آخر وهي تمارس علاقة صاخبة مع عشيقها .

 

في وقت لاحق علم (بروست) بأن (سوان) كان قد تزوج من زوجته فقط من أجل وضعها الاجتماعي  الراقي قبل أن يعرف بأن لها علاقات مع رجال آخرين وكان يتأسف دائما لرفضها بأن تبقى وفية له وحده . بمقارنة هاتين العائلتين الجارتين مع بعضهما البعض خلص (بروست) إلى أن الناس في كل مكان لديهم القدرة على الأنانية المطلقة ولا يمكن الوثوق بهم جيدا وخاصة المتسلقين إجتماعيا . عندما بلغ سن الرشد حاول (بروست) جعل نفسه محسوسا في المجتمع الراقي فساعدته في ذلك السيدة (جيرمانس)  . توقع (بروست) أن يجد نسخة أكثر صدقا ونقاءا لما يفترض أن يمثله المجتمع الراقي من فكر وشرف و ذوق وما إلى ذلك  لكنه أصيب بخيبة أمل كبيرة عندما وجد داخل الدائرة الاجتماعية للسيدة (جيرمانس) القليل من المثيرين للإهتمام . بعد وفاة جدته قرر (بروست) الاستفادة من شبابه والمجازفة باقامة علاقة رومانسية مع (ألبرتين) التي رفضته في السابق . على الرغم من حبه لها إلا أنه  أصبح يشتبه ويشك في أن لها علاقات غرامية مع آخرين في السر  . مرضت أمه وتوفي (سوان) بعد أن فك ارتباط زوجته و ابنته مع النخبة الإجتماعية . هربت (ألبرتين) من (بروست) في باريس وماتت في حادثة ركوب خيل  فأعاد (بروست) علاقته مع عشيقته (قيلبرت) ابنة (سوان) . بعد خطوبتهما انفصل العاشقان فسافر (بروست) إلى البندقية مع والدته  بعد أن استعادت صحتها . أثناء وجوده في الخارج علم بأن (قيلبرت) قد تزوجت من رجل يدعى (روبرت) . لسوء حظها وبعد زواجهما فقد إتضح بأن (روبرت) كان مثلي الجنس فقد تزوجها لكي يستخدمها فقط كواجهة لإثبات احترامه والتغطية على مماراساته المثلية . اندلعت الحرب العالمية الأولى مشيرة إلى بداية تراجع تفوق النخبة الاجتماعية في باريس . مات (روبرت) في الحرب وأصبحت السيدة (جيرمانس) هي الأميرة (جيرمانس) و وضعت حداً لحرية المناقشات في الصالونات وصارت تحكم المجتمع  بتعالي .  في تلك الأثناء شعر (بروست) بالملل من الحياة الاجتماعية في باريس وقرر حبس نفسه و تكريس وقته للكتابة بحثا عن الزمن المفقود و ماضي الذكريات الجميلة في حياته .

 

 

(البحث عن الزمن المفقود) رواية للكاتب الفرنسي  (مارسيل بروست) و معروفة أيضا  بعنوان (ماضي الذكريات) صدرت في مجلدات و تم  نشرها بالكامل في عام 1927 . توفي (مارسيل بروست)  قبل أن يتمكن من إنجاز النسخة النهائية من الرواية وتركها على شكل مسودات الا أن أخاه (روبرت) قد راجعها ونشرها بعد وفاته . الرواية عبارة عن مغامرة إنسان رائع الذكاء  ومريض الاحساس إنطلق منذ طفولته بحثا عن السعادة المطلقة فلم يجدها فى الأسرة ولا فى الحب ولا فى العالم . كان يرى نفسه منساقا وراء البحث عن مطلق خارج الزمان شأنه شأن المتصوفين من الرهبان فوجده فى فن الكتابة مما أدى الى اختلاط الرواية بحياة كاتبها . تم وضع هذه الرواية في قائمة أفضل وأهم الروايات العالمية في كل العصور . الكاتب (قراهام قرين بروست) وصفها  بأنها " أعظم رواية في القرن العشرين " أما الكاتب (سومرست موم) فقد وصفها بأنها  " أعظم رواية خيالية " .