في مديح الإعتصام

في مديح الإعتصام معتصم الإزيرق سلامٌ علي قمرٍ ساهرٍ في ليالي السهادِ يحنُّ إلي لغةِ الأُنسِ في ليلِنا، سلامٌ علي وترٍ مفعمٍ بالغيابِ  يؤلفُ شعراً لأجلِ عشيقتِنا، يحدقُ فينا طويلاً ويرثي لنا!

في مديح الإعتصام

في مديح الإعتصام


معتصم الإزيرق


سلامٌ علي قمرٍ ساهرٍ في ليالي السهادِ
يحنُّ إلي لغةِ الأُنسِ في ليلِنا،
سلامٌ علي وترٍ مفعمٍ بالغيابِ 
يؤلفُ شعراً لأجلِ عشيقتِنا،
يحدقُ فينا طويلاً
ويرثي لنا!

سلامٌ علي وردةٍ لم تجدْ ألفَ بدٍّ
لتنشرَ رائحةَ الإغترابِ 
                          في كوبِ قهوتِنا،
وتمنحَنا ثقةً في التماهي مع الذكرياتِ
لنلقي هنا الآنَ عزلتَنا،
ونلقي هنا عزلةَ الطيرِ
وهي تهاجرُ عبرَ سماواتِنا 
وتغني لنا،
سلامٌ علينا 
علينا سلامُ

ونحنُ جميعاً غدونا علي أهبةِ الإعتصامِ؛
لنعرفَ من نحنُ،
من أمسِ كنا
ومن سنكونُ

هو برزخٌ ماببنَ منزلتينِ
منزلةَ التوحُّشِ والحضارة،
هو برزخٌ مابين نورٍ أو ظلامٍ
ببن جبنٍ أو جسارة،
هو كلُّ ما حوت البلاغةُ 
من لماحيةِ الجمالِ
ومن شفافيةِ العبارة ْ!

في الإعتصامِ أتت إليكَ حمائمُ المنفي
وأهدتكَ المسرَّةَ والسلاما

(وصرنا علي رِسلنا نتناجي
وننشدُ فتحاً قريبا،ونغدو علي أهبةِ الإنسجامِ،
فقد بزغ النورُ..قد أينعَ الإعتصامُ!

وفي الإعتصامِ يصلي عليكَ اليمامُ
وفي الإعتصامِ يصيبُ الخيامَ الهُيامُ
ويرشدُنا ظلُّنا،
كلما غابت الشمسُ 
قمنا إلي قمرٍ ساهرٍ لاينامُ!

وخلفَ السرابِ رسونا
علي بؤبؤٍ للحنينْ،
وصرنا طيوراً مع الطائرينْ
لندخلَ في عالمٍ:
كلُّ شئٍ معدٌّ 
                علي عتباتِ الهيولي
نهاجرُ فيه قليلا ًقليلا
ونبلغُ منزلةَ الفاتحين?!وما إن بلغنا مقامَ الإشارةِ 
حتي فقدنا الدليلَ
وصرنا الدليلَ علينا
وشعشعَ فينا الظلامُ
خيَّمَ جُنحُ الظلامِ علينا!

وفي الإعتصامِ تصلي عليكَ القماري
تميسُ العذاري عليك،
وفي الإعتصامِ تصلي عليكَ المني
ويصلي عليكَ الغمامُ،
فليس الأمامُ أماماً
وليس الوراءُ وراءً
وليس الختامَ الختامُ

وفي الإعتصامِ إذا قلتَ للشئِ للحبِّ:كن فيكونُ
كأجملِ ما قد يكونُ
"حريةً وعدالةً وسلاما"
ويضطربُ الملكُ
يبدي الملوكُ انهزاما
يغارون منكَ
 يفيضون حقداً عليكْ،
ويأتمرون مع (الجنجويدَ )لكي يذبحوكْ!

والإمبراطورُ الصغيرُ
أذاعَ سرَّاً قال:إنَّا قد أمرنا أن يُفضَ الإعتصامُ
فزِعَ الأميرُ وقال بالتأكيدِ سوف يُفضُّ هذا الإعتصامُ
وقال لي(دسِّيسُ):أقبلْ
فالمقامُ موطَّأٌ لكَ
فالتحدد ما تريد
إن شئتَ صدنَ لك النجومَ 
ملاعقاً في قهوةِ الفجرِ..وفي شايِ الصباحْ
أو شئتَ أهدتكَ الجميلةُ شالَها ..ودلالها
قال الأميرُ يُفضُّ هذا الإعتصامُ

لأنَّكَ سفَّهتَ أحلامَنا بافتي
لأنَّكَ بخَّستَ أملاكنا ياغُلامُ
لأنَّكَ أفسدت في ملكنا:أمرنا..نهينا
وحرَّضتَ شرزمةَ الدُهماءِ علينا
وأصبحت الأرضُ فوضي
يجاورُ فيها الصغيرُ الكبيرا
ويشبهُ فيها الحقيرُ الأميرا
 ويصحبُ فيها الغنيُّ الفقيرا
ولابدَّ أن يصلح الأمر فوراً
 وأن يُحبطَ الإعتصامُ
لابدَّ من أن يُفضَّ بكلِّ سبيلٍ
وأن يُذبحَ الكلُّ فيه
هذا الوريدُ لذاكَ الوزيدْ
ولابدَّ أن يهجمَ(الجنجويدْ)

فالإمبراطورُ الصغيرُ سعي إلي قصرِ الأميرِ
وقال سوف يُفضُّ هذا الأعتصامْ
حتي ينامَ الخلقُ
حتي تعرفَ العينُ السلامْ
وتعودُ ثروةُ أهلنا
عسلاً علي أفواهنا
وتعودُ خمرةُ ليلِنا
                     في ليلِنا
ويعودَ للأرضِ السلامُ
يُفضُّ هذا الإعتصامُ

هو برزخٌ مابين منزلتينِ منزلةَ التوحُّشِ والحضارةْ هو برزخٌ
مابينَ نورٍ أو ظلامٍ
ببن جبنٍ أو جسارةْ
هو كلُّ ماحوتِ البلاغةُ
من لماحيَّةِ الجمالِ
ومن شفافيةِ العبارةْ!

هو في القلوبِ حدائقٌ متألَّقة
هو في الخيامِ حرائقٌ متسلِّقةْ
هو شارعٌ متقاطعٌ
ببن المراسمِ والجثثْ
بدمِ الشهيدةِ والشهيدِمُضاءةٌ أنوارُهُ
ونجومُهُ متلألئةْ
ليلاً..نهاراً
في سديمِ المحرقةْ!!!!