شجرة التوت لا تنمو في أصيص

شجرة التوت لا تنمو في أصيص سونيا الفرجاني... تونس تركت أصابعي عند الرسّام، وجلست في البيت وحدي ،أعاند سرعة الخرز يتطاير على البلاط،أو يتقاطر، دمًا عالقا بين عينينا.

شجرة التوت لا تنمو في أصيص

شجرة التوت لا تنمو في أصيص

سونيا الفرجاني... تونس

 

 

 

تركت أصابعي عند الرسّام،
وجلست في البيت وحدي ،أعاند سرعة الخرز يتطاير على البلاط،أو يتقاطر،
دمًا عالقا بين عينينا.
لو كان الغد زجاج نافذة أو زجاج سماء
لكسوْته بفمي،
لأَعْبُرَ ،
لكنّي لا أتقن رسم الغد، ولا قطع العقد فوق عنقي.
كنت أريد أن تدلّني الحبّات المتطايرة ،
على شكلنا ملتصقين في الدخان،
نتحدّث بسرعة وبصوت خافت،
رغم نقْر الإبرة على كلّ مشهد في الإطار.
داخل الإبرة سرّ عالق،
أحتاج أن أخيطه في اللّغة،وفي صدرك،وعلى بخار المواقد في بيوت كثيرة.
الخوف من تجميع العقيق ،
جعل أسوار القلعة العظيمة ترتجّ،
وجعل صوتي محكوكا بينهما متناثرا كالغبار.
شجرة التوت لا تنمو في أصيص،
يلزمها،جنّة مكتوبة
ورجل وامرأة
ويلزمها نار.
تسقط دبابيس شعري من شجرة التوت
على صدرك في خفوت
يسقط أفريل مع الزجاج على عنقي  البارد
كأنّه يصبّ الغد واضحا،
أو كأنّه يقطّره.
وحدي في الغرفة،أعاند قرون البقر الوحشيّ
وأخيط جلده رقعة أسكب فيها سرّي.
هذا السرّ طبيعة مترعة
ووجه قابل للطيّ.

سونيا الفرجاني
تونس