سقط اسمك في حلقي

سقط اسمك في حلقي سونيا الفرجاني... تونس يمرّ اليوم كلّ يوم من تلقاء نفسه،

سقط اسمك في حلقي

سقط اسمك في حلقي

سونيا الفرجاني... تونس

 

 

يمرّ اليوم
كلّ يوم
من تلقاء نفسه،
أُلْقي بك فيه،لأقطع المسافة معك،
تقودني أوأقودك،لا أعرف،لكني كنت ألفّك في قماش رطب
وأعبر المدارات والخطوط.
لم يصبني الدّوار
ولم أتعب،
أقفز أحيانا فوق حطامات السفن
وفوق بيوت هدمتها الحروب أو الزلازل،
لم أحتج عون أحد،لأضغط عليك في صدري
وأنا ألهث.
أتسلّق الجدران الكثيرة
والأشجار
والأبواب المفكّكة،
قرب العواصم
والقرى
والحدائق المنسيّة.
لم أتوقّف أبدا ، عند المنحدرات وعند مطاعم الأكلات السريعة،
لن أطعمك من أماكن لا أطمئن إليها
كلْ لحمي وعظمي
أكل الشارع يؤذي،
وغيابك يؤذي.
مازلت أقطع معك المسالك،الشائكة
تعثّرت في أصص صبّار أوّل العام
قرب بيت كوبيّ جميل،
وصلت كوبا،
أتعلم أني وصلت كوبا؟
لم أقع ولم أوقعك،
كنت أرصّك في المسافة بين نهد ونهد،
وكنت أخفيك عن لسعات انتهاء الوقت
وعنهم.
البرد متساقط بشدّة الآن،
يوافق رأس العام عبورنا بالجزر البعيدة،
فأتوقف ليلتين أو أربعا
في بيوت جدّات وحيدات،
أحتسي معك "شوربات"دافئة،
وأطعمك لوزا طريا وزبيبا
و تينا جفّ  في الأنين .
يصاب العالم  في  الأعياد بالحنين ،
منذ سقط العالم العلوي على السفلي
وسقط آسمك في حلقي.
سنجلس الآن على السّجادة القديمة،
،
سنجلس لبعض الوقت،
عاما أو بعض عام.
يمرّ العام من تلقاء نفسه
وتمرّ الأيام من تلقاء نفسها .
سأقطع معك المسافة المتبقّية،
ملفوفا داخلي كغيب ،ومرتجفة كحامل،تنقصها شجاعة اللّهاث الأشدّ.