البرْزَخي في مناقب الخليفة عبدالله توتو عبد الله محمد عبد الله... أمريكا
البرْزَخي
في مناقب الخليفة عبدالله توتو
عبد الله محمد عبد الله... أمريكا
يَطير ُ، قالوا ،
و الناس ُ في سُباتِهم ْ
يطير يعبُر ُ البيوت َ و الأسواق ْ
في الفجر ِ
ناشراً قِفطانه ُ
كما مِظلّيٍ آو طائر ٍ عملاق ْ
حذاؤه الفاشْري ُ في رجليه ِ ..
و المِسبحة ُ التي تدلْت
من عنقِه ِ
لها في العُتمة ِ ائتلاق ْ
مُحلقا ً نحوَ الصلاة ِ
لا يكفُّ يَستغيث ُ
( يا حسن ْ )
بصوتِه ِ الصباحيِّ الأجش ِ ...
يُنشِد ُ البَرّاق ْ
و قلبُه ينضح ُ بالذِكرى
و بالأشواق ْ
و عندما يعود ُ راجلا ً لِبيته ِ
يَعرِج ُ في طريقه ِ
مُصبِّحاً على ( البَيان ِ)
بالدعاء ِ :
يا حَسن ْ
يا حسَن َ السرِيرة ْ
( يا دابي رُندَه )
يا حارس َ الجزيرة ِ المُمتدة ْ
أدِم ْ ما بيْن َ أهليَ المودة ْ
و احفظ ْ ديارَهُم ْيا سيدي
مِن كل ِ شِدّة ْ.
و إن أتت أُمسية ُ الخميس ْ
ينهض ُ نحو حضرة ِ الأحباب ْ
يُزينُه ُ وشاحُه ُ الأخضر ُ و الجلباب ْ
يتلو ...
فلا يّطالع ُ اللوح َ الذي يَليه ِ من ْ كتاب ْ
لكنه من قلبه ِ ينساب ْ
و كيف َ يحفظ ُ الأميُ ما سُطّر َ مِن مُتون ْ؟
كنت ُ صغيرا ً، قال َ ،
عندما أوْمَأ لي ..
فمَس ّ هامَتي بالمِسبحه ْ
و قال هامسا ً ( هيَا انشِد ْ )
أحْسسْت ُ يومها بقلبي
يَجيش ُ بالمدائح ِ التي يَعرفُها الناس ُ
و ما لا يَعرفون ْ
كلّلني بالذِكر ِ و الصلاة ِ و الشجون ْ
فصرت ُ كالقُمرية ِ التي علي الغصون ْ
أطير ُ أو أحط ُ من عَل ِ
أكون ُ ما أود ُ أ ن ْ أكون ْ
أقول ُحين َ الضِيق ِ ( يا حسَن )
و ( يا علي )
فينجداني .
أنا مُريدُهم ْ
و لست ُ بِالولي ..
أمال َ وجهَه ُ نَحو جليسِه ِ و قال :
أنظر ْ لعَينيّ ..
ألا تَرى ؟
الجبل َ الذي عَلا
و القُبة َ التي في كسلا
يَحرُسها الخُدّام ْ؟
من حولٍها ينتشر ُ الحَمام ُ ..
يا لذلك َ الحَمام ْ
يَهفو لما يفوح ُ من ذِكر ٍ ..
- ولِلّذي يدرِكهُ - هديلُه ُ كلام ْ.
قد كان في الخلاء ِ حوْلَنا مُحلّقا ً
شهرين ِ بالكمال ِ و التمام ْ
يُظلُّناِ كما الغمام ْ
يَدلُّنا علي مَواقع ِ المياه ِ و الطعام ْ
كنا مع حفيد ِ سيد ِ الأنام ْ
غوث ِ الزمان ِ ، أكرَم ِ الكرام ْ
نُنشِد ُ في مَسيرِنا
تتبعُنا الغزلان ُ و الآرام ْ
تقربنا السّباع َ لا نهابُها
نأمنُها في الصحْو ِ و المَنام ْ
كان سيّدى يَقول :
من حام َحولَه ُ الحَمام ُ لا يُضام ْ.
من عاش َ ختْميا ً له حُسن ُ الخِتام ْ
و ها أنا
شهِدت ُ ما شهِدت ُ في تِسعين َ عام ْ
لكنني بفضلِه ِ
حَييت ُ سالما ً مِن الأذى
مُبرءا ً مِن السُّقام ْ.