ادريس ديبي..نهاية الرحلة.. -كليك توبرس-عامر محمد احمد
اعلن المجلس العسكري الانتقالي مقتل الرئيس ادريس ديبي ووصفه في بيان بانه رجل عظيم وهب حياته لتشاد وان ابنه اللواء محمد ادريس سيخلف والده في رئاسة الدولة.
ادريس ديبي..نهاية الرحلة..
-كليك توبرس-عامر محمد احمد
اعلن المجلس العسكري الانتقالي مقتل الرئيس ادريس ديبي ووصفه في بيان بانه رجل عظيم وهب حياته لتشاد وان ابنه اللواء محمد ادريس سيخلف والده في رئاسة الدولة..وصل العقيد ادريس ديبي الي الحكم في العام 1990م عبر انقلاب طويل المسار من الخرطوم الي انجامينا وبدعم دول جوار مباشر و غير مباشر من اجل القضاء على حكم الرئيس (حسين حبري،) .كرس المشير ادريس ديبي حكم (الاثنية السياسية) تماما على مثال حكم أسرة (الاسد) لسوريا باسم العلويون.ومثال ادريس ديبي في تشاد،وقع الحافر بالحافر حكم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح واللعب على كل حبال السياسة في الاقليم ،والداخل التشادي ،والعالم..اقام ادريس ديبي ،دولة على مقاسه مسيجة بسياج امني عشائري وظلت حالة اضطراب علاقته بالداخل والقوى السياسية ظاهرة في كل مراحل حكمه و الانقلابات العسكرية المتخذة من الزحف العسكري نحو العاصمة طابعا مميزا لكل تحرك عسكري ضد السلطة التشادية برئاسة ادريس ديبي وكان الرجل على غير سيرة رؤساء تشاد السابقين يبحث عن إطار اقليمي ودولي يظهر فيه باعتباره قائدا فذا أكبر من دولته التى يحكمها بقبضة من حديد ،وظلت مسيطرة عليه صورة القائد الافريقي العظيم صاحب الدور في الاتحاد الافريقي و الخبير بخبايا السياسة الدولية والمشارك والمساهم في كل قضايا افريقيا والعالم وإن كانت كل هذه الخبرة والمعرفة بالسياسة لم تظهر في اقامة دولة ديمقراطية مدنية لايحتكر فيها السلطة ،فرد واحد ،يقيم الانتخابات على مقاسه ويختار نسبة الفوز الصورية لإرضاء الغرب الاوروبي وحساسيته من نسبة فوز الديكتاتورية (99%) ولكن كل هذا الذكاء السياسي والمعرفة بالعالم لم يستفد منها الشعب التشادي في رفاهيته الاقتصادية او استقراره السياسي، وظل سوء ادارة الرئيس ادريس ديبي ،لموارد البلاد النفطية مرتبطا بمسيرة حكمه الديكتاتوري حتى لفظه انفاسه الأخيرة وهو يتفقد جنده منتصرا ،بعد معركة قالت وسائل اعلام تشادية: ان الجيش التشادي، قد دمر ارتالا لمرتزقة القادمين من ليبيا،بعد انتهاء معارك الكرامة ومابعد الكرامة، بتوقيع اتفاق سياسي، ينهي الحرب الاهلية في ليبيا مابعد القذافي..
مابعد ديبي..
لعب الرئيس ادريس ديبي ،ادوارا متعددة ،على خشبة مسرح السياسة السودانية ،مابين داعم للسلام ،ومتهما بمساندة الحركات المسلحة السودانية المناهضة لحكم الرئيس المخلوع عمر البشير ،وقد تزامنت فترة حكميهما وظهور البترول في دولتيهما ،والاتهام واحد كذلك بتبديد الثروة النفطية في مشاريع لاعلاقة لها ببناء البنيات التحتية للدولة ،والتنمية الاقتصادية المتوازنة مع مراعاة الفارق الكبير في السكان ،والمساحة بين السودان، وتشاد..برحيل ادريس ديبي تبدا في تشاد مرحلة جديدة من تاريخ الدولة الافريقية غير المستقرة سياسيا وامنيا والتى تعاني من تباينات عرقية وسياسية وتعانى من كل ازمات الدولة الوطنية ،في مرحلة مابعد الاستقلال ،من نخب تسعى لتوسيع مواعين الثروة الخاصة باحتراف العمل السياسي، وجيوش ارتبطت مع الخارج ويتنافس قادتها في ايهما اقرب الي الغرب وخدمة مصالحه،وما نموذج ادريس ديبي ببعيد فقد احتكر الدولة التشادية في شخصه واسرته والدليل ان جيش الدولة التشادية لم يجد من بين صفوفه من يقود الدولة إلا نجل الرئيس القتيل البالغ من العمر (37) عاما ويحمل رتبة اللواء ليخلف والده المارشال ادريس ديبي المتوفي عن عمر (69) سنة في معركة مع متمردين في شمال بلاده ،والمعلوم بالضرورة ان المشير لايشارك في معركة مع فصيل متمرد في حدود بلاده؟؟ ويبقى السؤال مفتوحا دون اجابة من قتل( ديبي) في معركة أو غيرها،وماهو مستقبل الحرب ضد الارهاب التي كان يقودها الراحل ديبي، بكل همة ،وعزيمة، لصالح حماية اوروبا ،من الارهاب العابر للقارات؟ وما مستقبل تشاد بعد غياب ادريس ديبي،؟ الذي طبع الدولة بطابعه، ورسمها بريشة الروائي العظيم ،مهندس الشخصيات ،والخطاب، والراوي العليم لعلاقات بلاده مع اوروبا ، وامريكا ،واسرائيل ،والصين وروسيا ،وافريقيا ،والوطن العربي، وحركات الكفاح المسلح في السودان.