من قصص البنات  إيماض مهدي 

من قصص البنات 

إيماض مهدي 

عندما كنت صبيه في الثالثة عشرمن عمري، وبينما كنت أعبر الطريق ،أصاب الصبي المتعجرف يدي بنبلة طير دونما قصد، فأقمت الدنيا ولم أقعدها حيث قدمت شكوى لمدير مدرسة البنين تأكد أن الضربة كانت موجعة ومقصودة في حين أني نسيت مكانها تماما عندما سألني معلم الصف والله قلت في يدي، نال الصبي عقابا موجعا ، امام زملائه وفي حضوري ، وأظنني كنت سعيدة بذلك. بعد أسبوع زرت صديقتي وزميلتي في الصف في منزل أسرتها ، فرحت جدا بزيارتي لها إلا أن أخاها كان غاضبا عندما فتح باب الشارع وقال بصوت مغلولظ بعض الشيء: أهلا ، قلت : اوعى تقولي ده بيتكم؟ فرد بحدة: عندك مانع ؟ تفضلي ريري بهناك...
قابلت صديقتي وأمها سيدة لطيفة جدا وحكيت لهما قصة الولد المتعجرف الذي حاول صيدي بالنبلة ضحكن من منظره للتدليل على كونهما مهتمتان بحكايتي فقلت لهن : تعرفوا طلع منو؟ قالت صديقتي: منو منو ؟ فقلت : اخوك الفتح لي الباب. فحكت الأم عن عودته غاضبا في ذلك اليوم ، ثم انصرفنا بعد الضيافة للعب و الونسة في حديقة المنزل . تبادلنا الزيارات أنا وصديقتي وقدمتني وقدمتها كثيرا ودونما تخطيط تحسنت علاقتي بالصبي المتعجرف وأصبحت بيننا أحاديث وبعد مدة ليست بالطويلة تحول العداء إلى إعجاب وأصبحت أخته مرسال تحايانا والتي اصبحت بعد مرور سنتين تحايا وأشواق وأقلام ملونة ومناديل. 
          ذات مساء اتصلت بي صديقتي ومرسال شوقنا قائلة إيما من الإجازة بدأت ما شفناك بكرة جاياكم زيارة وقبل أن تنهي المكالمة خطف اخوها سماعة الهاتف وقال: إيما في موضوع مهم لازم تعرفيه ، قلت هي محمااااااد كيفك موضوع شنو؟ فقال بصوت خافت: " قام لي شنب" وقفل سماعة التلفون. تيت تيت تيت تيييي
لم استوعب الأمر وبدأت افكر بحدة " شنب؟ كيف يعني آي هو اكبر مني بس مش لدرجة يطلعلو شنب يعني، أكيد بيهظر .
على حد علمى وعلى حسب ما ورد في مقرر الفقه الذي لم أفهم حتى الآن الهدف منه ، أن من علامات البلوغ عند الأولاد غلظة الصوت ونمو الشعر وكذلك الشارب ووووو ، وبالمقابل هناك علامات بلوغ للأنثى أهمها ظهور حب الشباب على الوجه تبا إذا علي الإستعداد لهذه المرحلة البايخة أنا أقرف من الفتيات البدينات وذوات الوجه الضارب يااااه وجهي الناعم مهدد بحب الشباب، كنت متشوقة لرؤية شنب محمد وفكرت كثيرا في ذلك اليوم في قطع علاقتي به تماما ، كيف لبنت مثلي أن تعجب بشخص له شنب وبدأت اتخيل منظره بالشنب ياترى هل أصبح يشبه فلان ابن علان  يا للمصيبة، أم أن شنبه مثل أبو لاكوما ؟ أفضل الثاني فأبو لا كوما رجل محبوب ويحترمه الناس في المدينة نسيت تماما أن لأبي شنب ولوالده شنب،والأشناب أنواع ،في صبيحة يوم الزيارة المنتظرة اتصلت بصديقتي ورد والدها على الهاتف حييته وطلبت التحدث إليها فأخبرتني عندها أن محمدا سيوصلها إلى المنزل ليسلم علي .لم يكن شاربه بالبشاعة التي توقعتها بل على العكس تماما كان يبدو أكثر وسامة لم يكن شنب بالشكل الذي عرفته كان لونه أخضرا يميل إلى السواد زاد اعجابي به وجعلني أشعر بالخجل والمزيد من التأدب عند الحديث إليه.
مرت الأيام ودخلت المرحلة الثانوية ياااااه بنات العالي ياخ .... وكان هو في الصف الثالث اي مودعا للثانوي ، بعد دخول الثانوي اختلفت اشياء كثيرة ووزعت صديقتي في مدرسة غير التي وزعت إليها واصبحت فرص اللقاء قليلة بل تكاد تكون منعدمة إلى أن تفاجأ نا بكون البعيد من العين بعيد من القلب وأصبح الذي بيننا سلاما عاديا وأمنيات باهتة بالتوفيق هو زاد اسوداد شاربه وأنا زاد قلقي من تأخر ظهور حب شبابي .
وأنا في الصف الثاني انتبهت إلى أن نصف زميلاتي يكدن يتقاتلن على معلم اللغة العربية وكل واحده تحاول اظهار اعجابها بشكل من الأشكال وكنت مصدر قلق للكثيرات حيث تفاعلي الإيجابي مع الحصة والماده وقراءتي للشعر وكم حنك كده ، ففكرت في إحداث ثورة مفاهيمية وبدأت ألمح لصديقة مقربة باعجابي بمعلم العلوم الهندسية وكيف انه في نظري شخص مهيب ويستحق الإعجاب وووووو وبدأت اكتب في جريدتي الحائطية عن أهمية الهندسة والرياضيات وأنجر ابيات شعر من دقنوسي والمهم بعد كم شهر نص المدرسة كانت بتحب معلم الهندسية وانتقلت اسرتي لخرطوم الجن هذه ، مدرسة جديده بيئة جديدة وناس جديدة خاااالص اها في المرة دي كنت ممتحنة شهادة وقررت أنقطع للمذاكرة بس الشعر والشيطان شطار خالص فبقيت مهتمة بالقراية والشعر وحبيبي الجديد الشاعر أها وظهرت لي حبتين شباب جبر خاطر كدة غايتو ونسيت معلم الهندسية والشاب ذو الشارب النامي ووووو ، أها وبعد سنة ومثل الكثير من الفتيات حطيت كل شيء على جنبة وقلت أيه تسوي في الإجازة الطويلة دي يابنت ؟؟؟؟؟؟ ومع أول عريس بشنب مناسب طااااخ تزوجت البنت وفي وجهها ثلاث حبات شباب.