عزالدين هلالي في رحاب الخالدين
عزالدين هلالي في رحاب الخالدين الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد. انطوت اليوم صفحة مضيئة، من صفحات، الشعر والمسرح ب، رحيل الشاعر والمسرحى. الدكتور عزالدين، إثر اصابته بمرض لم يمهله طويلا. . والدكتور هلالي، في حضوره الأدبي، يمثل الفنان الشامل في أبهى صورة،
عزالدين هلالي في رحاب الخالدين
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد.
انطوت اليوم صفحة مضيئة، من صفحات، الشعر والمسرح ب، رحيل الشاعر والمسرحى. الدكتور عزالدين، إثر اصابته بمرض لم يمهله طويلا. . والدكتور هلالي، في حضوره الأدبي، يمثل الفنان الشامل في أبهى صورة، ارتكز على موهبة ومثابرة واطلاع واسع حتي يأتي مشروعه الثقافى مكتمل فصوله، وكان مختلفا في مفردته الشعرية الغنائية، على ايقاع (طبع الزمن)التى غرد بها المطرب الراحل صلاح بن البادية، تسيدت -طبع الزمن- شباك مايطلبه المستمعين، (تيرمومتر) الاجادة في برامج المنوعات في الإذاعة السودانية، وتلك الفترة كانت مزاحمة الكبار في الشعر والغناء، تحتاج مع الموهبة، الحس الجمالي العالى، والمفردة المثقفة،. يختزل تاريخ الغناء الحديث، سنوات التغيير والوصول إلى مراكب الحداثة، والاجيال التى ولدت في خمسينيات القرن الماضى، ووجدت، وهج الستينيات، يغادر آخر فصوله، بثورة الشباب 1968م. وقد اختطت لها طريق، واسع المدارك، يعمل ضد السقوط في قبضة التخلف الاجتماعي، وقد كانت لهذه الفترة الخصبة، مقامية، في رسم صورة حقبة السبعينات، بمداد الصدق الغنى والتغيير، في الشعر والغناء والمسرح، و كانت تلك الفتوحات، من ذلك الجيل المتمرد، في الكلمة والرأي والمظهر العام. و لعبت هذه اللحظة الفارقة، في تاريخ العالم، الدور الكبير في ظهور المدارس الجديدة النقدية في قراءة الفن والأدب والتشكيل، كما أنها اتسمت بالثبات العقلى، والروح الوثبة في النظر إلى مابعد الظاهرة المنشورة في راهنها الاجتماعي والسياسي والثقافي.للوصول إلى مرحلة اكتشاف الذات. وهذه المرحلة أيضا ساهمت في تطوير الفنون في العالم وظهور مدارس نقدية جديدة.
قول النصيحة..
النموذج الثاني في تجربة الدكتور عزالدين هلالي، الغنائية، ارتبط، بمرحلة معهد الموسيقى والمسرح، وتجربة الموسيقى المختلطة بالتوزيع، ومحاولات وضع آليات التجديد الموسيقي، في قالب حداثي، يستفيد من الدراسات الأكاديمية، في مخاطبة الجيل الجديد، وكانت تجارب مصطفى سيداحمد، والهادي الجبل، ونموذج اغنية (قول النصيحة ) من شعر الراحل عزالدين هلالى وغناء المطربة المهاجرة زينب الحويرص. وكانت أغنية (قول النصيحة ) تحولا كبيرا على مستوى المفردة والموسيقى ومخاطبة المجتمع. ومن نوافل القول التذكير بأن قراءة التحولات المجتمعية، بخطاب الفن والمفردة الشعرية الغنائية والتجديد في الشعر وذاكرة التلقى، تساهم في قراءة المتغيرات الاجتماعية، ومساهمة الاجيال المتعاقبة، في وضع خارطة طريق واضحة لمسار الحداثة الفنية والادبية. وكيفية التعاطي، مع متغيرات العالم. وأصدر الراحل دواوين شعرية
المسرح..
عمل الراحل هلالي، في التمثيل، وكانت له تجربة في المسرح والاذاعة والتلفزيون، وتعد تجربته في مسرحية خطوبة سهير، علامة بارزة في مشوار التمثيل اذ شارك في النسخة الاولى من العروض المسرحية لهذا العمل المسرحى المكتمل و التى تعد علامة بارزة في تاريخ المسرح السودان. و ما كان لهذه التجربة ان تسستمر اذ أن معوقات الانتاج الغنى في المسرح، والتلفزيون، جعلت الكثيرين من ابناء جيله وزملاؤه في الدراسة، يحجمون عن التمثيل، وكانت للراحل هلالي، مشاركات متنوعه في التمثيليات التلفزيونية، وقد برع التلفزيون في فترة في استقطاب كبار ممثلي المسرح والمسلسلات الاذاعية للعمل في مسرح التلفزيون و التمثيلية ، وقدمت مسرحيات عالمية بمشاركة العمالقة، حسن عبدالمجيد، تحية زروق، مكي سنادة، الهادى الصديق، وغيرهم من النجوم. الفنان المسرحى والأكاديمي الراحل عزالدين هلالي، ظهرت موهبته في التمثيل من خلال مسابقات المدارس ومسرح المدارس، إذ اهتمت الدولة بالفنون، وتنمية قدرات الطلاب، ومواهبهم الفنية، وقد ساهمت التربية الفنية في الحفاظ على المواهب، وروح الفن، والابتعاد، عن الغلو، والتطرف. وكانت للراحل تجاربه في التأليف المسرحى، مسرحية (طار في حي المطار) ومسرحية انقلاب للبيع، وقد كانت لهذه المسرحية تبعات سياسية في فترة الديمقراطية الثالثة، وتم ايقافها قبل العرض للجمهور، وكانت بمثابة تذكير بالخطر على الديمقراطية إلا أن الاحتراز، كان في منع العروض المباشرة وترك دبابات الانقلاب تصل إلى الحكم وإقامة أوتاد الاستبداد.
الهجرة..
ساهت الأخطاء السياسية، والتدهور الاقتصادي في هجرات، شملت كل المجتمع السوداني، لم يسلم منها الإنسان العادي أو الفنان. وكانت هجرة( هلالي ) والعمل بالجامعات في الإمارات، ثم العودة إلى السودان في السنوات الأخيرة. وكان شعره حضورا في ملحمة استعادة الشعب السوداني حريته، وهزيمة الاستبداد والتسلط. وبرحيل الفنان عزالدين هلالي، يفقد السودان شاعرا، واكاديميا، وفنانا شاملا، احب البلاد وشعبها، وعاد ليشهد ميلاد الشعب من جديد، ويرحل في وقت عصيب يحتاج فيه السودان، كل جهود أبنائه المخلصين. رحم الله عزالدين هلالي بقدر ماقدم، لشعبه، ومحبته للناس