العين حق.. و بعض الأقاويل افتراء
العين حق.. و بعض الأقاويل افتراء هاجر عادل العين أداة البصر وأرقى الحواس الخمس، فهي الناطق الصامت عما يجيش في الصدور وأكثر الأعضاء تأثراً وتأثيراً، بعض العيون لها قدرة مخيفة في اختراق الأنفس والأرواح فهي كالسحر تصل إلى دواخلها فتتملكها.. ولا أقصد بعباراتي هذه سحر العين الثالثة أو الحاسة السادسة كما أطلق عليها بعض من سموا أنفسهم بالمستبصرين الروحانيين الذين يدعون قدرتهم على رؤية الهاله حول جسد الإنسان وقراءة ما يجول في خاطره وتوقع مستقبله، بل أقصد تلك العيون التي لديها القدرة على الحسد فمن صفاتها أنها قوية الهيئة وثابتة النظرة،
العين حق.. و بعض الأقاويل افتراء
هاجر عادل
العين أداة البصر وأرقى الحواس الخمس، فهي الناطق الصامت عما يجيش في الصدور وأكثر الأعضاء تأثراً وتأثيراً، بعض العيون لها قدرة مخيفة في اختراق الأنفس والأرواح فهي كالسحر تصل إلى دواخلها فتتملكها.. ولا أقصد بعباراتي هذه سحر العين الثالثة أو الحاسة السادسة كما أطلق عليها بعض من سموا أنفسهم بالمستبصرين الروحانيين الذين يدعون قدرتهم على رؤية الهاله حول جسد الإنسان وقراءة ما يجول في خاطره وتوقع مستقبله، بل أقصد تلك العيون التي لديها القدرة على الحسد فمن صفاتها أنها قوية الهيئة وثابتة النظرة، تنظر للشيء الذي أعجبها لفترات طويلة وهي ثابتة لا تتغير، من قوتها لا تستطيع النظر إليها بشكل دائم، ولقد خصصت كتابتي عن العين الحاسدة المذمومة الملجمة دونا عن السحر.. ذلك لأنها الأسرع في الإصابة فهي سابقة للقدر وتكاد تكون هي السبب الأساسي للمشكلات الأسرية في داخل كل بيت، ولأن بعض الناس لما كان في قلوبهم من شر تسبقهم أعينهم الحاسدة في الإصابة وهؤلاء كثر نقابلهم كل حين وحين، ونحن غافلون عن حجم الضرر الذي سيقترن بنا عند مخالطتهم.
العين الحاسدة تصيب الطير والحيوان وتصيب الأرحام وتصرع الرجال، ففي قصة جرت أحداثها مع رجل متزوج لم يمر على زواجه شهران وهو في طريقه مسافرا وقع به حادث حُمل على إثره للمستشفى وكان قد توفي دماغيا وما زال النبض يسري في جسده، فمن خلال الملاحظة وجدوا في قدمه علامة على شكل عين وهي عين حقيقية تنزل الدموع منها فاقترح أهله جلب أحد الشيوخ ليقرأ عليه لعل عافية الحياة تعود إليه فلما قدم الشيخ ورآها قال لهم إن هذه العين هي العين الحاسدة المؤدية للقبر، فحاله كما قال أبو الأسود الدؤلي «حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه.. فالقوم أعداء له وخصوم».
في الحقيقة أقع في الحيرة من نكران بعضهم لحقيقة العين الحاسدة، كيف ينكرونها وقد أمرنا بالاستعاذة من شر الخلق والحسد.. ففي الآيتين «من شر ماخلق» و«من شر حاسد إذا حسد» من سورة الفلق يوجد الدليل القطعي لمن لا يؤمن. وما يزيد أيضا من الحيرة بعض المشاهد التي لا صحة لها في الشرع انتشرت بين الناس يقدمون عليها خوفا من العين.. فتحتم عليّ ذكرها، أولى تلك المشاهد: الاعتقاد بأن صلاة الجنازة على العائن وهو حي تذهب العين والحسد فقد سئل الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكمها فكان رده أن نفس العائن لاتزال على ما هي عليه من الشر والحسد فلا يزول أثرها ما دامت الروح في الجسد، فلا صحة لهذا الفعل.
– المشهد الثاني: الاعتقاد بقوة الأحجار الكريمة خاصة الفيروز والعقيق، وارتداؤهما على شكل قلادة أو خاتم وتعليقهما على أبواب المنازل حفظاً لهم من أعين الجن والإنس.. فنحن هنا لا نقلل من قيمة الأحجار الكريمة وتأثيرها الرائع على الأعصاب وتهدئتها بمجرد النظر إليها ولكنها ليست الشافية وكل ما ذكر من أحاديث نقلت عن الرسول فيما يخص التشافي بالعقيق هي أحاديث ضعيفة. والله تعالى أعلم.
– المشهد الثالث: إشعال بعض أنواع البخور خاصة «الجاوي» لطرد شياطين العين من المنزل.. فهم في ذلك مخطئون لأن هذا النوع من البخور تحديدا هو جالب للشياطين وليس بطارد.
– المشهد الأخير: مقولات ترددت على مسامعنا كثيرا من شاكلة «خمسة وخميسة في عين العدو أو الحاسد» وهذه المراد بها خمس آيات سورة الفلق تكتب وتعلق هكذا مختصرة.
وأيضا مقولة «امسك الخشب» تقال إن تلفظ أحد بكلمات إعجاب وإطراء لأمر ما.. يا أيها الغافلون إن الخشب جماد لا حول له ولا قوة.
وفي الختام أقول: لماذا الحسد وكل شيء قد خلقه ربي بقدر.
أيا حاسدا لي على نعمتي.. أتدري على من أسأت الأدب.. أسأت على الله في حكمه.. لأنك لم ترض لي ما وهب. فعليكم بحصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة في الصباح وفي المساء في كل يوم وليلة ولا تحصنوا أنفسكم فقط بل حصنوا بيوتكم أيضا وعلموا أولادكم عليها فدرهم وقاية خير من قنطار علاج. كل ذلك حتى لا تحترقوا بنار أصحاب الصدور الضغينة «فهم لذاتهم مبغضون». اللهم يا ذا السلطان العظيم والمن القديم يا ذا الوجه الكريم لنا الكلمات التامات والدعوات المستجابات عافنا من أنفس الجن وأعين الإنس يارب العالمين.