كتاب التصوف بين الدروشة والتثوير.. خطاب السياسة  في ميزان الناقد الآخر (1) *عامر محمد احمد حسين

كتاب التصوف بين الدروشة والتثوير..  خطاب السياسة  في ميزان الناقد الآخر (1)  *عامر محمد احمد حسين

كتاب التصوف بين الدروشة والتثوير..

خطاب السياسة  في ميزان الناقد الآخر (1)

*عامر محمد احمد حسين

-بتاريخ نوفمبر 1988م،كتب الناقد المصري الراحل فاروق عبدالقادر ،مقالا بعنوان"تجليات رشاد رشدي او عودة الوجه القبيح" "فلننظر إذن في هذه العودة ،ولنراجع صفحات الماضي القريب -أما أنا فيعنيني أمران:إمتداد الماضي الكريه في الحاضر من ناحية وضرورة إمتلاك هذا الماضي من أجل المستقبل،من ناحية اخرى فإنني من المؤمنين -بأختصار -ان معارك الماضي يجب ان تخاض المرة بعد المرة حتى لاتتم خسارتها من جديد"

معركة الأمس .. 

معركة الامس التي نخوضها من جديد تتعلق بكتاب "التصوف بين الدروشة والتثوير" للكاتب  والصحفي عبدالله الشيخ.وتبدأ الحكاية بمنع السلطة الامنية الإنقاذية في النظام المخلوع ،كتاب "التصوف بين الدروشة والتثوير "من التداول في احد معارض الكتاب بالخرطوم ،ومنع بيع وتداول الكتب،عادة إنقاذية جاهلة واحيانا مقصودة لذاتها بالترويج  لكتب وكتاب ،وساهم المنع في إنتشار غثاء كتابة ،دخل دائرة الخلود وكان المكان اللائق سعير النسيان.وكانت سلطات دولة الإنقاذ بالمنع تبحث عن إحتكار الخطاب، وممارسة الوصاية الفكرية والثقافية والسياسية،وتملك مفاتيح مايضر وينفع ..وذات يوم من الايام ،اتصل الاستاذ محمد نجيب ،وكان يعمل مراسلا لموقع الجزيرة نت-القسم الثقافي- وطلب إفادة عن كتاب(التصوف بين الدروشة والتثوير) ومشكورا اعطاني نسخة مطبوعة ومغلفة باناقة واعطاني الزمن الكافي الذي اقرا فيه (مجلد) وقال لي نجيب ضاحكا:إفادة لاتتجاوز 300 كلمة في إيجاز وتكثيف ،وكان أن أرسلت له بعد القراءة المتمهلة وبكل حياد ومهنية ومعرفة بالخطاب ولغته ،ارسلت له الإفادة ونشرت في موقع الجزيرة نت -وكان الطرف الآخر في قراءة الكتاب الدكتور حيدر إبراهيم .عقب نشر الإفادة سارع الاخ عبدالله الشيخ الي إتهامي بأنني (ناقد مستعجل) في الصفحة الأولى بصحيفة الخرطوم وكان يراس تحريرها الاستاذ عادل الباز ومشرف القسم الثقافي الزميل محمد اسماعيل الطيب ولم اترك إتهام (ود الشيخ) وكتبت مقالا واستلم ايميل استاذ الباز ماكتبت، ولكن تدخلت جهات مجهولة ومنعت نشر مقالي ،وهذه الجهات المجهولة كانت تملك حق المنع والتشريد والمطاردة وكذلك تحريك كتاب المعارضة المزعومة من صحيفة الي اخرى،تناول الاستاذ اسحاق احمد فضل الله بتأويلاته المعروفه تقرير الجزيرة نت وقد يكون لأسحاق اهدافه وكذلك الجهات غير المرئية في الترويج لافكار من باب (الضد يظهر حسنه الضد) وان تكون بوابة المنع مفتاح الانتشار ؟؟ أما وصف (الناقد المستعجل)فقد اطلقه من قبل الراحل  منصور خالد في كتابه(جنوب السودان في المخيلة العربية-الصورة الزائفة والقمع التاريخي) وقال منصور: "قلة من هؤلاء الناقدين -ومنهم الوزير والسفير والبروفسور-تحملت مكاره القراءة وعناء البحث حول الحركة ،بل قنعت بالمصادر الثانوية والإنطباعات رغم ان الحركة من أكثر التنظيمات وقائدها من اكثر القيادات السياسية تسجيلا لمايقومان به ويدعوان له ولا إغراب في أن يطعن الناقدون في تلك الافكار المسجلة إما لأنها لاتبين بمافيه الكفاية ماتعنيه الحركة باطروحة السودان الجديد ،الغرابة في إغفالها وإحتذاء الأحكام على الانطباعات ،نستبدع أيضا ماذهبت إليه قلة حرصت على الإطلاع على المصادر الأولية وقراتها قراءة رأسية في حين تقرا عامة الناس الكتب افقيا وتستجلي معانيها ممايرقم في السطور قبل السعي لإستكشاف مابين السطور" ويتضح لنا ان وصف الناقد المستعجل اخذه الاستاذ عبدالله الشيخ دون ايراد ماشرحه الدكتور منصور خالد عن( مستعجلة النقاد) وذات يوم في اتصال هاتفي قال لي الاستاذ عبدالله الشيخ :بان قراءته للكتب قراءة راسية وانني اقرا (افقيا) مصداقا لمقولة الدكتور منصور (قلة حرصت على الاطلاع على المصادر الاولية وقراتها قراءة راسية في حين تقرا عامة الناس الكتب افقيا) والغريب ان عبدالله الشيخ في تجلياته النخبوية الرأسية لايذكر مصدر اقتباسه إن كان في الصحف أو في ونسته الراسية مع العامة والقراء افقيا..

طبعة جديدة.

بعد سنوات وعقب سقوط نظام الإنقاذ ،وعبر فيسبوك ،ارسل لي الاستاذ عبدالله الشيخ (غلاف جديد لكتابه وفي الغلاف الاخير إفادتي للجزيرة نت وإفادة الدكتور حيدر إبراهيم وكنت صريحا معه جدا وذكرت له كل ماقاله وماتعرضت له جراء هذه الإفادة وان من وصف الإفادة بانها من ناقد مستعجل ويقرا افقيا لايحق له نشر الإفادة المرفوضة منه بعنف مع الإساءة بالاستعجال والقراءة الافقية .وخلاصة الامر انه سقط في إمتحان النقد والفكر النقدي وكذلك مقولة(الحرية لنا ولسوانا) واخبرته الاكتفاء بافادة الدكتور حيدر إبراهيم.ويبدو ان صاحب الكتاب كان يستبطن مايحقق رغبته ونوازعه في تقديم الكتاب في طبعة جديدة والإصرار على الإساءة للناقد الذي تجرأ واستعجل في تبيان حقيقة الكتاب ودوافعه  .وفي غلاف الطبعة الثالثة-مزيدة ومنقحة-دار الراوي للنشر والتوزيع -رقم الإيداع 1354-2019م-التصوف بين الدروشة والتثوير " وتحت عنوان (حراك تاريخي )أورد الكاتب عبدالله الشيخ الآتي: "بينما يرى ناقد آخر أن الباحث في كتابه قد جانبته المهنية والعلمية مما اخل بالسياق العام وجعل الكتاب سياسيا بأمتياز وقام بألباس التصوف لباسا آخر ،ممايؤشر على ان قراءة الفوارق بين الدروشة والتثوير اخرجته من متابعة حركة وتطور الصوفية الي حراك سياسي إنتظم السودان ،ومن الصعب تحديد المسؤول عن إخفاقاته ..والتصوف برئ من الدروشة وبعيد عن التثوير وهذه قراءة حداثية سلفية ألبسها الباحث جلباب التصوف"--المصدر الجزيرة نت-التاريخ28/ابريل/2013م. ولنترك الباحث والمفكر عبدالله الشيخ  ونأتي الي الناقد الآخر -مجهول الهوية ونعود الي المصدر الذي به تم تزيين غلاف الكتاب وهو موقع الجزيرة نت..وتحت عنوان ازمة كتاب"بينما يرى الناقد عامر محمد احمد ان الباحث في كتابه قد جانبته المهنية والعلمية ،مما اخل بالسياق العام وجعل الكتاب سياسيا بأمتياز ،وقام بألباس التصوف لباسا آخر ،مما يؤشر على ان قراءة الفوارق بين الدروشة والتثوير في التصوف أخرجته من متابعة حركة وتطور الصوفية الي حراك سياسي تاريخي إنتظم السودان ومن الصعب تحديد المسؤول عن إخفاقاته والتصوف برئ من الدروشة وبعيد عن التثوير وهذه قراءة حداثية سلفية ألبسها الباحث جلباب التصوف---- المصدر الجزيرة نت -التاريخ28/ابريل/2013".

نواصل..