حرب السودان....الرمال المتحركة.. *عامر محمد أحمد حسين..  الخرطوم._ كليك توبرس..

حرب السودان....الرمال المتحركة.. *عامر محمد أحمد حسين..  الخرطوم._ كليك توبرس..

حرب السودان....الرمال المتحركة..
*عامر محمد أحمد حسين..  الخرطوم._ كليك توبرس..
شغلت الحرب في السودان الساحة العربية، والدولية والافريقية ،لما تحتوي عليه من مخاطر وتداعياتها المحتملة ،في حالة صدقت توقعات المبعوث الأممي إلى السودان  "فولكر بيرتس" بوصول النزاع بين الجيش السوداني، ومليشيا الدعم السريع المتمردة ،إلى حرب أهلية ..يستبعد مراقبون سياسيون الحرب الاهلية في السودان، ويرون ان الدولة السودانية تميزت   بوجود فاعل ،رغم النزاعات بين السلطة المركزية ،وتمردات محلية، رفعت شعارات المطلبية في مواجهة المركز وانتهت إلى اتفاقيات سلام ومشاركة في السلطة على مستوى المركز والاق

اليم.. مصطلح الحرب الاهلية، ظل على الدوام مجال سؤال حول توصيف مايحدث من نزاع بين السلطة المركزية وحركات مسلحة . الحرب في جنوب السودان لم تصل الى مرحلة الحرب الاهلية الشاملة ،إلا في الجنوب فقط بين مكونات الحركة الشعبية لتحرير السودان بين جون قرنق، وفصيل الناصر بزعامة رياك مشار، وكاربينو، واروك طون وكان الخلاف بينهما في مسالة محددة ترتبط بتعريف الحركة الشعبية لنفسها ،وهل هي حركة لتحرير السودان؟ ام حركة لتحرير الجنوب من قبضة الشمال السياسي؟ وقد انتصرت رؤية جناح الناصر بعد اقتتال عنيف اهلي خلف عشرات الألاف من القتلي وملايين نزحوا نحو الشمال. تحذيرات" فولكر" ترتبط بخطاب سياسي ارتبط  بالتعاطف والدعم لمليشيا الدعم السريع، والنزاع لن يتمدد  اكثر في دارفور رغم مآسي الجنينة وزالنجي ومناوشات الابيض وبارا، ولغياب اتفاق حول التمرد في دارفور  على الدولة وجيشها وكلفة الامر بالنسبة لمكونات عديدة اكتوت بنيران الدعم السريع ،ولن تكون إلى جانبه بعد فشل مغامرة تغيير  سلطة المركز، وتكييفها حسب مايراه قائد التمرد محمد دقلو. وبالتالي سؤال مامصلحة اهالي دارفور في دعم التمرد، وقد اعطتهم اتفاقية جوبا كل ماطالبوا به ،وإذا خسروا الاتفاقية باعلان التمرد من يضمن لهم اتفاقية جديدة معترف بها من مجلس الأمن.".


*الخاسرون..
راهنت دول، وكيانات سياسية، وشخصيات على وصول مليشيا الدعم السريع المتمردة إلى السلطة المركزية في الخرطوم، عبر حركة عسكرية خاطفة بالأستيلاء على السلطة ،وبدلاً من دمج وتسريح الدعم السريع يصبح الأمر دمج وتسريح الطرف الآخر الجيش السوداني في قوات حميدتي. ويستغرب المراقب لمثل هذه الافكار وكذلك الشروع فى تطبيقها في جغرافية لم يقرأ من فكروا في دمج الجيش في قوات حميدتي لم يقراوا تضاريسها السياسية، والاجتماعية ،والثقافية، والحضارية ،وتوازنات القوة المرتبطة بالجغرافية الطبيعية والبشرية .وآفة محدودية القراءة لها ظلال كثيفة وغيوم في سماء الساحة السياسية السودانية تبدأ بالجهل ،وتنتهي بالمغامرة ،والمقامرة ،والطمع في النفوذ الشخصي..استعصت الجغرافية على كتائب حميدتي، وداعميهم ،وظلت شوكة حوت في الحلق لم ينفع معها خطاب إعلامي ماكر مخاتل ولا ابواق مرتزقة ،فتحت لها ابواب القنوات الفضائية العربية وظلت في "صراخ وعويل" متواصل لتبشر بقرب هزيمة جيش الكيزان وكان هذا الخطأ الإستراتيجي القاتل الصامت للتمرد تسللت الكلمة على عكس وصفها ،وجعلت الكراسي تتحرك في اتجاه الوعي الكامل بخطورة الركض في الفضاءات الخلاء المجهولة الهوية ،واسراب قطعان الصحراء تجتاح البيوت ،وتقتل وتنهب ،وتسرق، وتغتصب ،في خسة ودناءة لم تعرفها جغرافية السودان من قبل..اطل السؤال على الجميع_ أولاً: لغة الخطاب ومضمونه ومراميه..وكانت الاجابة على غير ماخططت ودبرت الجهات مجهولة الهوية الداخلية والخارجية. الافق المسدود ،وقراءة ماتحت الاقدام ساهمت في تحويل انظار الشعب نحو خطر وجودي يستهدف الفرد قبل الدولة.يستهدف الارض، والعرض، والهوية والتاريخ، ولايستثني احداً .ابتدات الدولة الجديدة المبشر بها والمدعومة من كيانات سياسية مدنية وحركات تمرد سابقة وصلت الى مجلس السيادة ولاتزال في عضويته وتناور بالحياد والتآمر ولولا اتفاقية جوبا والفترة الانتقالية الديمقراطية التي خانتها بالوقوف مع انقلاب اكتوبر ٢٠٢١م، لما وصلت الخرطوم يوماً حرباً او سلماً، بقراءة الميدان الدارفوري..تسبب تمرد حميدتي وجنوده، في تثبيت حقيقة الجغرافية والمكان السوداني وتجلياته الثقافية والاجتماعية والحضارية ومستودع الركون إلى الجغرافية التي تنتمي إليها وابعادها الحضارية وتشكلها في الاندماج الوطني السوداني الريفي والحضري وان سؤال الهوية في لمعان الليل يرتبط بهذه الاريحية والتساكن في المدن، وان الفسيفساء هذه عصية على الوصف، وعصية على" فولكر" واضرابه ممن يضربون الفيافي وياخذون عينة من التربة ولاينظرون إلى صاحب التربة باعتباره طارئ في جغرافية لن يستطع احداً منهم التعرف عليها واخذ نموذج واحداً من غازي دخل إلى الارض وقتل ونهب واراد محو شعبها فإذا بعواصم تستجدي الخروج الآمن ومشاركة مابعد الحرب في سلطة المركز والاقاليم...
*الخاسر الاكبر...
تمثيل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير نتج عن زهد الثوار في تتبع ماساهموا فيه من ثورة اذهلت العالم .هل الحديث عن هبوط ناعم أم تمكين جديد..مصطلح الهبوط الناعم وجد رواجاً ولم يجد القراءة وقد تثير قراءته الاسئلة والاستفسارات حول ماهية الهبوط ونعومته وبالعودة الى العام ٢٠١٥م ولقاء برلين وتكوين قوى نداء السودان وكان الأمر جاداً ووطنياً في الحث على الحل السياسي الشامل وتفكيك النظام سلمياً والدخول في فترة انتقالية متفق عليها وكانت اول خطوة في الالف ميل إنطلاق الحوار الوطني والمشاركة من قوى سياسية مدنية وحركات تمرد سابقة ولكن عقلية النظام ساهمت في تاخير الهبوط الناعم ومن بعد سقوطه..إذا رجعنا قليلاً الى الوراء سنجد ان الورقة الثانية في يد سلطة الإنقاذ وهي ورقة اساس في اجندة الحزب الحاكم منذ ميلاده ترتكز على تشجيع الانشقاقات الحزبية ورعايتها رعاية كاملة .بالنظر الى الخارطة الحزبية والامثلة سنجد ان الهبوط الناعم الإنشقاقي قد لعب الدور الاكبر في إدعاء تمثيل الجمهور مما اخل بالمعادلة السياسية وساهم في تخبط الفترة الانتقالية وانعكس على التغيير ومن نوافل القول التذكير بان حكومة الفترة الانتقالية لم تقم باي خطوة تجاه التغيير الديمقراطي في القوانين والتشريعات وتغافلت عن تكوين البرلمان الانتقالي وعطلت قانون النقابات العمالية بالتسويف وشراء الزمن وكانت الحسنة الوحيدة موقف وزيرة العمل في حكومة الفترة الانتقالية الاولى " لينا     " وجهادها من اجل اجازته..انعكس التسويف على دولاب العمل الحكومي وتفشي المؤامرات والحروب الدنكشوتية في تمدد المؤسسة العسكرية واستغلال حميدتي ذلك في خلق نواة لجيش جديد مدعوم بالمال والسلاح وتنقصه الحاضنة الشعبية والسياسية..الآن اصبحت كل اوراق اللعبة مكشوفة ولم يعد إنكار الفشل يغني عن تداعياته على قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وعلى قوى الثورة وبالتالي يتحول سؤال ماذا خسرتم؟  إلى لماذا خسرتم؟ وقد ربحتم في يوم من الايام شعباً، اعطاكم كل الدعم، ولم يكن في حساباته ابداً صمتكم عن فظائع" الدعم" ..يقول: بيان مؤتمر القاهرة للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير " أدان الإجتماع الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي نتجت عن هذه ا جرائم القتل والسلب والنهب وإحتلال البيوت التي قامت بها قوات الدعم السريع، وجرائم القصف الجوي والإعتقالات التعسفية للناشطين وحماية أنشطة وفعاليات وفلول النظام البائد من قبل القوات المسلحة. " ولازال مقال الثنائية يسيطر على الذهنية..الجنرالان..الجيشان ..الفظائع ..قصف الطيران..هناك تشويش في منطقة ما تحجب الرؤية والاستماع، وتساهم في تأخير تشخيص العلة من اجل روشتة للعلاج.. 


..