الروح صافنة

الروح صافنة شعر اسامة سليمان تقديم وترجمة للفرنسية صلاح محمد الحسن كثيرا ما يتهم (بعض النقاد من غلاة أنصار الشعر العمودي) قصيدة النثر بالخفة والسهولة ويسر الاصطناع في مقابل القصيدة العمودية التي يرون أنها تتطلب مقدرات خاصة لا تتوفر للكثيرين

الروح صافنة

الروح صافنة

شعر اسامة سليمان

تقديم وترجمة للفرنسية صلاح محمد الحسن

 

 

 

كثيرا ما يتهم (بعض النقاد من غلاة  أنصار الشعر العمودي) قصيدة النثر بالخفة والسهولة ويسر الاصطناع في مقابل القصيدة العمودية التي يرون أنها تتطلب مقدرات خاصة لا تتوفر للكثيرين. ولم يكن (غلاة أنصار قصيدة التفعيلة) بأحسن حالاً من سابقيهم. فهم يزعمون بأن (قصيدة النثر) هي لعبة العاطلين عن الموهبة والقدرة على الإبداع.
كنت على يقين دائما بأن (الشعر الجيد) (هو الشعر الجيد) عموديه المقفى وموشحه الموشى وتفعيلته المتنوعة وقصيدة نشره الثرية. وكنت وما أزال على يقين بأن من يكتب (قصيدة نثر) جميلة يستطيع أن يكتب قصيدة تفعيلة رائعة أو شعراً عموديا يخلب الألباب.
قراءتي لنصوص الشاعر أسامة علي أحمد سليمان في مجموعاته الشعرية الثلاث المنشورة ومجموعته الرابعة القادمة (في مديح الدينكاويات) أكدت هذه القناعة. فبقدر إجادته لكتابة (قصيدة النثر) تأتي إجادته لكتابة القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، بل والقصيدة التي تجمع في مقاطعها بين خصائص الأنماط الثلاث.
هذا النص – الذي أجبرني – على ترجمته يمكن أن يكون إشارة لهذه المقدرة التي تؤشر هي الأخرى (لوحدة الشعر) أياً مان النمط.


الروح صافنة
أسامة سليمان

حطّ الغبارُ على الحروفِ ونام عصفور ٌ على الشرفةْ

أرنو إلى الشباكِ ثمة نجمةٌ تنضو الضياءَ من الملالِ ، تقولُ - ساخرةً- لجارتها : تعالي نغزلُ ( اللاشيء) في هذا الفراغِ
تقول جارتها: ...
وتعبر في السماء سحابةٌ كسلى فينقطع الحوارُ
أعودُ للصمتِ، الستارةُ ظلُّها في حافةِ الشباكِ منسكبٌ ولم تنبسْ بهمسِ تموّجٍ يشفي ولا رفّةْ

في صالةِ البيتِ السكونُ
 يسيلُ موتاً أبيضَ الأزهارُ
تغفو في الأصائصِ ،
تذهلُ الأسماكُ عن أحزانها
وتدورُ في الحوضِ الزجاجيِّ الصغيرِ
 فلم يعد سجناً
 فكلُّ الكون سجنٌ،  
والسكونُ يفيضُ من خللِ الجدارِ
فلا الغناءُ ولا الصراخُ يشلُّ نزفَهْ

ما يفعلُ الشعراءُ في هذا الفراغِ
وقد تكدَّست المشاعرُ ،
بعضهم يزهو بوزن مهملٍ،
 أو يطلقُ الألحانَ من صندوقِهِ السحريِّ
 لكن لاتطاوعه
 وتخلدُ للسكونِ ،
 فما الغناءُ ،؟
الروحُ صافنةٌ
ونبضُ الشعرِ مرهونٌ
بما في الروحِ من قلقٍ
وما في القلبِ من خفّةْ

 

 

L'âme … Cheval de Selle

La poussière couvre les lettres, pendant qu’un oiseau s’endors sur le balcon
Je regarde la fenêtre pour voir une étoile qui cclignote sa lumière   d’ennui et dit – moqueusement - à sa voisine : Viens tisser le rien dans ce vide
Sa voisine lui répond : ...
Un nuage paresseux traverse le ciel pour interrompre le dialogue
Je retombe dans le silence, l’ombre du rideau se jette au bord de la fenêtre, sans rien dire, ni murmure d’ondulation qui peut guérir, ni rabat.
Dans la salle à vivre, s’impose le silence,
Une mort en fleurs blanches,
Qui s'endorment dans les vases,
Les poissons s’effarent de leurs peines,
Et flottent dans le petit aquarium,
Qui n'est plus prison,
Comme l'univers entier devint prison,
Le silence déborde à travers le mur ;
Ni chanter ni pleurer ne termine son hémorragie

Que peuvent faire les poètes dans ce vide ?,
Les sentiments s’encombrent,
Certains se vantent d'une mesure négligée,
Un autre catapulte des mélodies de sa boîte magique,
Qui ne l’obéissent point
Et tombent dans le calme,

Qu'est-ce que le chant ?
L'âme est cheval de selle,
Le pouls de poésie est soumis,
A l’anxiété dans l'âme,
Et la légèreté de l’âme…