زيارة مصر واجندة الاشقاء. الخرطوم _ عامر محمد أحمد ..
زيارة مصر واجندة الاشقاء.
الخرطوم _ عامر محمد أحمد ..
جملة مؤشرات تظهر على السطح لقراءة توقيت زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان إلى الشقيقة مصر.عنوانان يظهران ويساعدان في تحديد اجندة اللقاء _ اللاجئون وإعادة السلام والإستقرار ، باعتبار ارض مصر الملاذ لمئات الآلاف من السودانيين وهي من عليها في لحظة الخطر ان تكون في المقدمة مئات الآلاف ،لجأوا إليها مع وجود جالية كبيرة هناك.الاعباء الاقتصادية ،والاجتماعية والامنية، للجوء تمثل نقطة في بحر مابين السودان ومصر، من قضايا تحتم الحل السريع، ويقف على رأس التحديات تمرد المليشيا المجرمة، وملف سد النهضة ،وهو الملف الاساس في استهداف الامن القومي العربي السوداني المصري .والمتسبب الرئيس في حرب السودان،. تعيد الزيارة ومابعدها حقيقة اكتشاف واختبار العلاقة بين" الشعبين" ،طرفا معادلة" وادي النيل" حيث لاتصلح الحلول إلا التي ترتبط بالأستقرار، والأمن الاقتصادي، والمائي، وإنهاء التمرد ،والبحث عن صيغة جديدة للسلام الشامل او الحل السياسي الشامل، وفق ماهو متعارف في ادبيات السياسة السودانية وادبيات الوسط ممثلأً في التجمع الوطني الديمقراطي، وقيادته التأريخية .الإنقسام في الساحة السياسية السودانية المدنية الديمقراطية بين الاغلبية السياسية السودانية المدنية الديمقراطية والاقلية ،التي احتكرت الساحة عقب انتصار الثورة السودانية، والإطاحة بعهد الإنقاذ.هذا الإنقسام يحتم على القوى السياسية، وقيادة الجيش إيجاد طرائق اخرى لحل الخلافا،ت واساسها الحوار السوداني/ سوداني ، ومن قبل ذلك إدانة تمرد المليشيا المجرمة والتبرؤ من اي اتفاق معها ،وإعادة ترتيب البيت الدارفوري، من اجل إنهاء كل مظاهر إنحياز الدولة للمستوطنين، ولو من باب إنهاء التمرد السابق المليشياوي، وكان مهدداًحقيقياً للدولة..هذا التاريخ جزءمن الماضي، وإعادة التعريف للأزمة السودانية ترتكز على السوداني، والاجنبي، والمستوطن المجلوب. .
.الحل الشامل.
.أصطحب رأس الدولة قائد الجيش البرهان معه تطورات الارض، وانتصارات قوات الشعب المسلحة السودانية ،وهي معادلة جديدة تشير إلى اضمحلال الجنجويد ،ونهايتهم الاكيدة. وان مبدا التسامح والمحاسبة متلازمان، يشد بعضهما بعضاً، من اجل ان لاتتكرر المأساة على ارض السودان، ومحاسبة الدول والافراد، على تورطهم وتدميرهم لمؤسسات الدولة السودانية، ونهبهم للممتلكات وعدم تورعهم عن تشجيع النهب والسلب، وفتح حدود الدول لإستقبال اللصوص الأشاوس، استقبال الفاتحين، وتكريمهم بتقنين اسواق المال المنهوب.سقوط بعض دول الجوار اخلاقياً يجب ان يتبعه حصار سياسي واقتصادي سوداني ، ومراقبة الحدود ومنع التسللات المستمرة منذ عشرات السنين. هذه الملفات السياسية السودانية الداخلية، والخارجية ،تقف على رأس اجندة السودان، لمرحلة مابعد الحرب، واي تغيير في العناوين لفرض حل خارجي، لايرضاه شعب السودان لن يكتب له النجاح، وقد يساهم في حالة جفوة طويلة بين الشعب السوداني، وكل من يحاول ايجاد موقع قدم للمليشيا المجرمة في الخارطة السياسية السودانية..
اللاجئون..
الملف الإنساني المرتبط بالحرب، يمثل في راهنه نقطة تواصل شعبية، رغم كل الازمات المرتبطة به ويجب إخراجه، من التجاذبات السياسية، والنظر في كافة الاتجاهات، لكي لايؤثر على مستقبل العلاقات الشعبية، وهي اهم ركن من اركان العلاقات بين الدول .لاتوجد جغرافية طبيعية وبشرية وثقافية يمكن مقارنتها بوادي النيل . والتواجد السوداني بابعاده الاقتصادية ،والاجتماعية ،والثقافية يمثل حلقة مهمة من حلقات علاقة "الشعبين " وكان الرهان الاستعماري قديماً وحديثاً، يسعى لتفتيت العلاقات على المستوى الشعبي، لعلمه بالمكون البشري وجذره الحضاري، ورسوخه في الارض..هناك هجمة ديموغرافية على السودان اتخذت شكل الحرب بتدخلات اثيوبية، وجنوب سودانية ،وتشادية، مباشرة مع مرتزقة من النيجر ،ومالي، وافريقيا الوسطي، وبرعاية غربية امريكية، اسرائيلية، والحرب نواة ،وبذرة، سعوا لغرسها، لصالح الاستعمار الجديد وربائبه في المنطقة، ادوات التنفيذ .اولوية إنهاء الحرب ترتبط بقضايا عديدة لمستقبل السودان وهي قضايا امنية ،وسياسية، واقتصادية ،ولديها ارتباط مباشر بعلاقات السودان الدولية، والاقليمية، وأي تأجيل لها من شأنه زعزعة الدولة الوطنية السودانية وتمزيقها ،وجعلها لقمة سائغة، لدول سعت ومعها الاستعمار لتمزيق السودان ،وتمهيداً للهدف الثاني والاهم في الاستراتيجيات" الصهيوامريكية" المرتبط بأرض الميعاد، والمرتكزة على مبدأ تمزيق العالم العربي، والاستفراد بدوله مع زحام اقتصادي واجتماعي، وخلق نخب معزولة عن واقعها، .والإستراتيجيات الغربية، التي تمتلك النخب السياسية العربية مفاتيحها ،تحولت من المجموع ودوره والتربية الوطنية، وتحصين الشعوب إلى الافراد، وكيفية تجنيدهم، وتوزيع ادوارهم، ودخولهم في مرحلة " السكات " وكان المثال مارأيناه من مأساة الخرطوم، وغزة، إذ غاب المد الشعبي وتحولت المنظومة العربية البشرية، والفكرية، والاجتماعية، إلى المداراة ،والتقية ،والصمت، والبكاء الصامت مع نشيج مكتوم، وحزن تتورم من كبته العيون .الحالة العربية الراهنة من العجز غير مسبوقة، وتوحي بمرحلة تشظي كامل، ولكن التاريخ يقول دائماً كلمته الفصل ،ويعيد في لحظة " عين جالوت " ومعركة الكرامة، والعبور .والمسؤولية في تحريك الواقع الراكد الى الحركة، والحيوية ،والمبادرة ،تقع على عاتق الشعوب، واستجابة الحكومات لنداء الوطنية والمعركة الوجودية..
..سد النهضة..
يمثل سد النهضة، اكبر تهديد وجودي، لوادي النيل وهو ملف مفتوح وحلقة من حلقات التآمر الكبير على دولتي وادي النيل. الحرب في السودان جزء من استراتيجية اثيوبية مدعومة خارجيا وتبدا من التحكم في المياه ووضع اليد على الارض من خلال حرب الجنجويد المرتزقة اشاوس الاستعمار واداته الصدئة في تفكيك وتمزيق وسرقة الدولة والارض.ثمة مخاوف عديدة مرتبطة بنهاية الحرب منها تحويل النصر العسكري إلى هزيمة سياسية وهي سياسية تقوم على مبدا الحصار المفروض على الدولة من زاوية حقوق الإنسان والضغط على قيادة الجيش عبر الترغيب في شراكة دائمة في الحكم.المعلوم بالضرورة ان القوات المسلحة السودانية في بيان إنحيازها الى الشعب كانت واضحة في مسألة الفترة الانتقالية والتغيير الديموقراطي والانتخابات مابعد الفترة الانتقالية. تسببت الحرب في تصفير عداد الفترة الانتقالية والبداية من نقطة الصفر والخطوة تحتاج الى التوافق والعمل على محاسبة كل من اجرم في حق الشعب مع إعادة الامن والاستقرار وجبر الضرر والتعويض للشعب السوداني من خلال الدولة السودانية والمحاكم الدولية. كل هذه الملفات السياسية السودانية الداخلية والخارجية والنجاح فيها من خلال زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان إلى الشقيقة مصر يقرأ مؤشر النجاح بموقف القاهرة وتجديده وانحيازها لصالح الشعب السوداني في حربه الوجودية العادلة ضد مرتزقة الجنجويد وداعميهم.