إيهاب عدلان: اسفل قاع السرد "1 ".
عامر محمد أحمد حسين..
ابتليت ساحة الكتابة بنباتات متسلقة إذ لاجذور معرفية او قيمة ادبية ..ونبات اللبلاب هذا يعتقد بتوفير ظل معرفي بما يخربشه من خربشات، ولان الجذور المعرفية ،والتجربة الحياتية فارغة، ومقدودة ، يمارس" قرداتية "الخطوة من شجرة إلى شجرة ،فإذا فشلت الشجرة الاولى ( اسفل قاع المدينة ) ولم يستطع التسلق، او كتابة إسمه بين الكتاب من ابناء جيله، إن كان لأمثاله جيل اوقبيل.. فإذا به يصرخ صرخة المجنون ( اسم رواية) فقد اكملت (اللفافة السردية )حالة جنون العظمة ، مع مراعاة فروق وقت بين سوبا، وواشنطن. وكعادة من تصنعهم الانظمة التوتاليتارية الفاسدة، في معامل السرد _ المصدر_ الجذر _ التكوين النفسي . كانت ضجة المنع من التداول( للفافة السرد والعود الاخضر الهش) آسف : مايسمى رواية (أسفل قاع المدينة )هي البوابة لحكاوي، واسطرة، في كل ماحاكت ،وحكت وتحاككت تحت هجير الجهل والصعلكة بمعناها الشعبي، وليس المعنى في تاريخ عرب الجاهلية. لم تغادر الرواية " قاع اسفل السرد "وسرقة الحكاوي المتداولة ،في الشارع ومن صفحات صحيفة" الدار " صحيفة اجتماعية سودانية " وإدخالها في قالب المقال، وقبل ان ينتهي صاحبها من" التفالة السردية" ، يذيعها او ينشرها ، الغريب انه في غربته هذه يلتزم بالوجه القبيح في كل تفاصيل مايكتب ويهندس الاحتيال باعتباره مخيال وخيال وتخييل ، حتى ان القراء يصيبهم مايصيب المشتري من السوق بضاعة تم غشه بها مع (حلفان) بالطلاق عن الجودة ..
.اول شجرة..
من وراء قناع إفراغ الكتابة من محتوى وتاثير ، وإجادة صنع الفقاقيع ، تتسلق حكايات _ قاع _ اسفل المدينة_ تتسلق قناع الواقعية السردية ، في سيرة معطونة في مياه آسنة ، تعتدي هذه الكتابة _ الفاقة/ المحل / الجزاف ، تعتدي على السرد القصصي ، تميته وتتمسك بمواته ، وتتلفت حال سارق من جاره مفاتيح بيته وينتظر خروجه ، لكي يعبث بمحتوياته _ حالة جنجويدية .ماذا قدم هذا الكويتب في مقالته البئيسة وكيف ،إجاد صناعة "التباؤس " وهو ينتفخ باعتباره (.الكويتب الاعظم ، في قفص ببغاوات السرد.المضلل ، المحشو بالنشارة و "شرا القندول"
..ورقة خضراء..
يقول الكويتب (.إيهاب عدلان _ الكويتب : كاتب الكتب الرخيصة _ كاتب كتب لاقيمة لها ) في معزوفته الفريدة ( اسفل قاع المدينة) " دفتر من البرنسيس امامنا ..وربع راس من البنقو ..علبة سجائر وولاعة خضراء .
_ مددت له ورق البرنسيس بيدي اليمني ، استلمها احمد بيده اليسرى ونصف ابتسامة مائلة على فمه _ فقاعة _ اسفل قاع المدينة ". يجب الإشادة بدقة السارد ، وقوة الملاحظة في تقديمه اي السارد ( ورق البرنسيس بيده اليمنى _ قمة الإيمان والالتزام ببركة اليد اليمنى _ ويا للكفر والتزام خط الشيطان _ استلمها بيده اليسرى ،ونصف ابتسامة مائلة والمعلوم ان النساء فقط ممن( يجيد) التعجب والاستغراب في المجتمع الذكوري بنصف ابتسامة مائلة_ لماذا تشتم صديق ( قعدة ) بانه من( المتحولين ) ويضيف السارد الماهر : كان صديقي احمد ، افضل من يكفن رفات البنقو ، بورق البرنسيس _ عبقرية السارد في تحويل صديق البطل إلى حانوتي لورفات البنقو ، ماتبقى من سجارة قديمة .يريد البطل ، تعظيم صديقه ، والإشادة بعبقريته في اللف ، فإذا به يشتمه ، بانه لايجيد لف الجيد من البنقو بل يجيد ، خلق سجارة من مخلفات في شارع او بيت ( كلام يتم تحويله سردياً إلى مكافحة المخدرات ) وجدب الخيال ، يولد الفاقة والمشاط السردي ..اين الخيال هنا ؟.يقول سارد الحشيش ، قليل الخيال ، رغم اصطناع ( الشفتنة_ الشفشفة من صفحات صحيفة الدار " يوزعه على التباكو ، بشكل متساو ، ويبرمه بطريقة معينة ، لم يمرر لسانه علىطرفها البارز مرة واحدة فقط ويكون هنا طرفاها قد التصقا ، ومن ثم يبرم رأسها بالابهام والسبابة _ الرواية القاع " هنا يقدم السارد على طريقة ( طبق اليوم ) برنسيس لحمة مفرومة، وبقية المكونات البنقوية نسبة لنبات البنقو ، مع بهارات وبصل وزيت ، تكتمل بذلك " طبخة خضراء " والنتيجة تعريف القاريء المراهق بكيفية صناعة سجارة او سيجارة او العلم الكبير في كيفية التحضير .السؤال اين الفن هنا ؟ اين الابداع ؟ وقد ياتي صانع ماهر ، ويكتب عن كيفية زراعة البطاطس وكيفية فك وتركيب البوتاجازات ولكن اين الرواية هنا؟.تعرّف الرواية بأنّها فن أدبي نثري طويل يعتمد في أساسه على الخيال " ومن سؤال الرواية إلى اين الخيال ؟ قد ياتي جزار ، وفق حركة السرد اللولبي اللبلابي المتسلق ، ويحكي سردياً عن الذبح وفق مواصفات الصحة العامة ، وكيفية تقطيع اللحم إلى اكوام ، وتحضير السكاكين ، ونظافة (.كرش الخروف المسرود ) مع وضع كل عملية تقطيع وتنظيف سردياً، بدقة ومهارة وسرعة وحسم وجاهزية ، ولايعيب المرء في لحظة التجلي هذه ان يكون بين يديه ، سجارة خضراء ، وبين دخاخينها ، ونظافة الاحشاء ، يدندن باغنية هابطة ، تزجية وقت وتسلية .معرفة التحضير قبل دخول (.حلة العزابة) مهمة جداً في صناعة ( القطر قام ) في السرد وبناء الطوب حكائيا، وتخيله في مقام ( فشفاش احمر ، لحيوان باكي ، تم ذبحه (.كيري_ الذبح الكيري ، هو ذبح عشوائي ، مخالف للمواصفات الصحية وخارج القانون، مثل هذه الرواية البئيس سردها وثريدها ،:اللحم المجفف.والسؤال هنا لعبقري الرواية ، اين الخيال ، في وصف صناعة لفافة تبغ ، وإضافة اللمسات الأخيرة للبنقو؟ وهل تحول السرد ، إلى تعليم القراء كيفية التعامل مع البنقو في مهارة عازف آلة القانون وحزن العشاق. وحتى لايتوه القراء الاعزاء ، فإن السارد او الراوي العليم او الكاتب ، يشير إلى ان طريقة صديق البطل هي الطريقة الصحيحة ( كل البنقو تقريباً ، يلف بهذه الطريقة _ غيران أحمد كان يتقنها لدرجة ان قذفت على الحائط بقوة ترتد إليك_ رواية _ قاع_ اسفل ) وعبقرية صديق البطل في قاع السرد ، اسفل الحكاية ( لدرجة ان قذفت سجارته_ سيجارته ، ترتد إليك من الحائط _ سالمة غانمة _ وترتد للقراء وتلطم الوجوه والعقول على ما وصلت اليه حالة الرواية ، الملفوفة مثل سيجارة تبغ رخيص .
..ورقة صفراء.
يقول الكاتب السارد العبقري" كنا نعشق وهم البنقو وطقوسه ، فبعد النفس الثالث ، نكون دخلنا عالماً آخر لامكان فيه للاحزان _ رواية القاع ) لأول مرة يعترف السارد بانه مدمن ، في عمل سردي باعتباره خيال وتخييل ولاينتمي إلى سيرة سردية مثل ( الخبر الحافي_ محمد شكري) وليس الإدمان فقط إنما ( عشق_ نعشق_ انا بعشقك للسيدة المطربة ميادة الحناوي ) وننتقل من العشق إلى ( كنا نعشق وهم البنقو ، _ النكتة عن اي شيء ، نسخر من كل شيء ولانرى شيئاً" _ رواية قاع اسفل الحكاية) واين السرد هنا وماهذه العبقرية لمن كان مدمناً ، يعني انتم بعد تسطلوا ، تخلقوا نكتة عن اي شيء ، وتسخروا من اي شيء وكل شيء ولاترون شيئاً حقيقياً ، والسؤال هل ثمة غش في البنقو ، ام فساد في الروح او بلادة وغباء لدرجة ان المسطول وبعد (.انسطالته بسيجارة ملفوفة بعناية ودربة ومهارة صديق البطل في الرواية ، يبحث عن التوهم للوصول إلى( الوهم )..
..نواصل.