المفكر-أدبكري-خليل-ل-كليك-توبرس-التدامج-الوطني-لم-يتحقق-نتيجة-للتبعية
المفكر أ.د.بكري خليل ل "كليك توبرس".
*التدامج الوطني لم يتحقق نتيجة للتبعية والتأخر التاريخي.
*تحالف الحرية والتغيير تعبير عن تراكمات بعيدة وحصيلة هيأها الحراك الجماهيري..
*مانراه عاقبة الأمور المرتجلة التي تلف ثورة ديسمبر.. والوضع يماثل المحطة المزدحمة وقاطرتها متوقفة.
*بالهرولة للتطبيع اصبح الإمساك بزمام الموقف العربي الموحد أبعد منالاً .
*سياسات الملالي في إيران منحت مبررات إضافية للانبطاح ..
* حوار:عامر محمد أحمد.
.
يبقى المفكر السوداني الأستاذ الدكتور بكري خليل ،أحد أبرز وجوه الفكر والفلسفة في السودان، وتمتد مساهماته إلى العالم العربي، بما يقدمه من فكر وعلم وماينشره في كتبه من معرفة.وخليل استاذ الفلسفة بجامعة النيلين ،له مساهمات فكرية وجدت انتشارا واسعاً في الاوساط الاكاديمية والثقافية وساحات الفكر والسياسة ومنها "الايديولوجيا والمعرفة" __"الوعي الذاتي وهوية السودان الثقافية"__"التأويل الصوفي للحداثة في الإسلام :عرض ونقد فكر وفلسفة الجمهوريين في السودان __"الدرس الفلسفي والنزعات الانطولوجية"_"الفلسفة وإشكاليات النهضة العربية _"المنطق عند الغزالي "_ الفكر السياسي واستشراف المستقبل..وحول الاندماج في المجتمعات العربية اشار البروفسير بكري خليل بأنه على الصعيد الحضاري والثقافي والاجتماعي فقد قطعت مجتمعاتنا تاريخياً شوطاً مقدراً في كسر العزلة والتباعد بين اقسامها وهذا هو كلمة السر في تماسكها وبقائها ،بعكس نظام الدولة الذي تناوبه الاندثار والقطائع حتى مجئ الاستعمار بنموذج الدولة الوطنية ولكنه حوره لمقتضياته واستراتيجياته.واوضح" خليل" ان التدامج الوطني والثقافي والاجتماعي والنفسي لم يتحقق لأسباب منها نتائج التبعية وآثار التاخر التاريخي وتخلع الدولة وانعكاسات العولمة وانبعاث الهويات ماقبل الوطنية.وحول ثورة ديسمبر السودانية ومايواجها من صعوبات اكد الدكتور خليل، بان كل مانراه عاقبة الأمور المرتجلة التي تلف الثورة الحية .والوضع يماثل المحطة التي ازدحم فيها الركاب والمودعون ولكن قاطرتها متوقفة ولاتعرف موعداً لانطلاقها..واشار البروفسير بكري خليل إلى ان بؤرة المشروع القومي هي الوحدة العربية كهدف مركزي لكن المشروع واجه مخططات الإجهاض حتى من قبل ان تكتمل تصورات النظرية وذلك بقيام المشروع المضاد الممثل بالمشروع الصهيوني التوسعي وتقسيم الوطني العربي واحتلاله .وفي ظل الهرولة نحو التطبيع الذي اتخذ اشكالاً مخزية اصبح الإمساك بزمام الموقف العربي الموحد ابعد منالاً من اي فترة سابقة والذي يزيد الطين بلة ،سياسات الملالي في إيران واذنابهم في المنطقة العربية والتي منحت مبررات إضافية للانبطاح لسياسات تل ابيب.إن مايجري من اختراقات جسيمة تستوجب توحيد النضال الوطني الفلسطيني لخلق حالة نضالية جديدة لتصليب حركة النضال العربي التحرري.وحول واقع الامة العربية الراهن اوضح خليل ، ان الغرب بالذات يعلم ويعي حقائق الجغرافية السياسية للمنطقة ويتعامل معها على اساس الطبيعة الواحدة ولكننا لاندرك معنى هذه الحقائق وابعادها ولانستوعبها في مواقفنا وسياستنا. والمتغيرات التي حدثت في المنطقة هي التي وجهت أوضاع العالم بدءاً من الحروب الصليبية والكشوفات الجغرافية ونهاية الإقطاع الاوروبي..إلى الحوار.
* في علاقة الفكر بالواقع ، يلاحظ ما يشبه الانفصال في ظل هذه المهمة المعقدة ، ما هو السبب في تضخم الفكر المجرد و التصورات المتضاربة لحل مشاكلها ؟
_ في كل الأحوال، ان ما يطبع تلك العلاقة ، هو الاستقلال النسبي بين طرفيها ، و لكن المسافة بينهما قد تطول و قد تقصر ، و المهم ان لا تصل المسالة الى حد التوازي و التباعد المصطنع.
و الحاصل ان هذه المرحلة الانتقالية التاريخية بين الحداثة و التقليد ، تصطحب معها مظاهر التخلف و انعكاس مشكلات التقدم بطفراته غير المحسوبة مما يضاعف تحديات الالتباس و التداخل ، و من ثم تطوح بالأفكار تارة نحو الطوبائية و أخرى نحو القفز في فراغ او الانغلاق و الهروب نحو الماضي ، و كلاهما يحمل نظرات وثوقية متضخمة و هي مظاهر تابعه لما اسميتموه بتعقيد المرحلة.
* لماذا فشل الاندماج داخل المجتمعات العربية ، و هل مرد ذلك سياسات الدولة الوطنية ام التدخل الخارجي بدعم الأقليات ، ام دور الاغلبيات في فرض مواقفها في إدارة المجتمع؟
* على الصعيد الحضاري الثقافي و الاجتماعي فقد قطعت مجتمعاتنا تاريخيا شوطا مقدرا في كسر العزلة و التباعد المتبادل بين اقسامها ، و هذا هو كلمة السر في تماسكها و بقائها ، بعكس نظام الدولة الذي تناوبه الاندثار و القطائع حتي مجيء الاستعمار الذي اتي بنموذج الدولة الوطنية الحديثة و لكنه حوره لمقتضياته و استراتيجياته و معادلاته الدولية
* فشل التدامج الوطني الثقافي؟
_اما التدامج الوطني الثقافي و الاجتماعي و النفسي المثالي فلم يتحقق لأسباب كثيرة ذكرت بعضها، فضلا عن نتائج التبعية ، و اثار التأخر التاريخي ، و تخلع الدولة نفسها و انعكاسات العولمة و انبعاث الهويات ما قبل الوطنية و سواها.
* لماذا يثور الحديث عن الاستبعاد و الاقصاء مترافقا مع تناول موضوع الاندماج. و هل يمكن حدوث تكامل وطني استنادا للوعي الوطني و تطلعات المجتمع؟
_ تبدو دوما اعراض جانبية لجدلية الالتحام و الانفصام في بلادنا، لوجود مشكلات تحويل التنوع الى تعددية فعليه تقوم على المشاركة و التفاعل و التوجه الجامع. و هنا يأتي دور التوعية و التثقيف الممهد لانتظام الوحدة الوطنية الحقيقة و المتينة، و هو ما اشرت اليه بالاندماج ، الذي لا يعني بالضرورة الانصهار و الذوبان بين مكونات المجتمع.
فالمهم قيام التحام كيفي في المجتمع تتوافر فيه الثقة المتبادلة و الروح الوطنية و الشعور بالإخاء و وحدة المصير.
* في السابق، طرحت مفهوم " التاريخ الظني" ، هل هو من قبيل اعتماد الرواية التاريخية على مرويات غیر أكيدة ، وهل فى ذلك ما هو في صالح الاهداف البناءة ؟
_ان کل تاريخ هو قراءة معاصرة للماضي، وهو نوع من فهم الاقوال والسماعيات ، لذا فنحن نقرأ التاريخ بأذاننا الى حد بعيد. هنا يتجدد المأثور عن قسطنطين زریق في تمييزه بين التاريخ العبء والتاريخ الحافز، فبعض تأويلات التاريخ تشكلت صناعته فيما يشبه السمكرة ، لتشكيل صورته و معالجات تشوهاته، وانتزاع إيجابياته من ركام شواهده السلبية ، وبالتالي بناء وعي للذات لا يعاني من عقد التاريخ واعاقاته.
* بعد ثورة ديسمبر المجيدة، ازداد التفاؤل بقرب الخلاص من الأزمات ، ولكننا لم نغادر محطة تشكيل الحكم الانتقالي ، فكيف تنظر للأمر؟
_ وهذه هي عاقبة كل الامور المرتجلة التي تلف الثورات الحية. والوضع بالفعل يماثل المحطة التي ازدحم فيها الركاب و المودعون ، ولكن قاطراتها متوقفة ولا تعرف موعدا لانطلاقها.
والذي يلوح لي ، أن مدارك الساسة اوسع في معرفة ما لا يريدون اكثر من معرفة ما يريدون ، ولذا فهناك ضبابية في تشخيص المخارج ومتطلباتها، ويبدو ان تلك الامور سوف لن تنجز في المدى المنظور وان تم عبور المرحلة الانتقالية اجرائيا.
* بما أن تاريخ السودان يكرر نفسه ، هل يحدث ذلك للتاريخ نفسه، و هل الدوران في الحلقة المفرغة سيتجدد؟
_ من الصحيح أن جانباً من التاريخ يتكرر بدون أن يتشابه، والامر ليس قانوناً مضطرداً. فالتاريخ يتسم بالتجدد والتجاوز بل بالارتداد. وبالنسبة لأوضاعنا فمن غیر المستبعد ان يتكرر بعض ملابساته السابقة، إن لم تتغير معطياتها و توازناتها. وقد تتجدد مقولات "لابلاس" في امكانية استعادة التاريخ تماماً فيما توفرت نفس مقدماته. ولكن هيهات ان تتجدد عودة التاريخ بحذافيره.
* ما هي قراءتكم لما اصاب تحالف الحرية والتغيير، و هل ما تم هو ناجم عن العشوائية والتخبط؟
* التحالف السياسي الذي تمخضت عنه ثورة ديسمبر، تعبير عن تراكمات بعيدة، وعن حصيلة هيأها الحراك الجماهيري ، و لذلك ينبغي وضعه في حجمه الحقيقي وبثقله النوعي . فعدم بلوغ الاستقطاب السياسي إلى عمق الاحداث كاد أن يودي بكل المكاسب ويسهل الانقضاض النهائي عليه ، لذلك اهتز مركز الحراك السياسي ، وارتبكت فعاليته حتى فشلت الثورة في المحافظة على وحدة مكوناتها و قواها.
وكانت النتيجة الطبيعية اطلال البونابرتية برأسها وقلب الطاولة على اطراف الحراك الوطني، ودخول المرحلة الانتقالية إلى عنق الزجاجة.
* استطاعت الحركة القومية العربية ان تلهم عديد الأجيال، وتفرض نفسها في الساحة لعقود، لماذا سقط المشروع القومي وكيف يكون العمل لايجاد الحد الأدنى من الوحدة والنظام العربي المشترك؟
_ لا شك ان بؤرة المشروع القومي هي الوحدة العربية، كهدف مركزي له لكن هذا المشروع قد واجه مخططات الإجهاض حتى من قبل ان تكتمل تصوراته النظرية،و ذلك بقيام المشروع المضاد الممثل بالمشروع الصهيوني التوسعي وتقسيم الوطن العربي واحتلاله.
اما النظام العربي السياسي فقد لاحقته التراجعات والتفكك واصيب بالهزائم والتمزقات الداخلية واصبح دوره شكليا الى اقصى الحدود فهذه الحقائق تستدعي مراجعات كبيرة لإعادة الاعتبار للتوجه الوحدوي مما يجعل عناوين المرحلة الجدية هي الديمقراطية والوحدة واحياء اشكال التضامن والعمل العربي المشترك و حماية الامن القومي العربي و تفعيل المواثيق و الاتفاقيات التي تدعم التوجه نحو الانتقال الى مرحلة البناء الوحدوي الموضوعي.
* في ظل صيغ التطبيع المطروحة مع الكيان الصهيوني ما السبيل الى فاعليه الرفض وفرض التراجع على هذه الصيغ؟
_في ظل الهرولة الى التطبيع الذي اتخذ اشكالا مخزية اصبح الامساك بزمام الموقف العربي الموحد ابعد منالا من اي فترة سابقة والذي يزيد الطين بلة سياسات الملالي في ايران واذنابهم في المنطقة العربية والتي منحت مبررات اضافية للانبطاح لسياسات تل ابيب
انما يجري من اختراقات جسيمة في هذه المرحلة الدقيقة تستوجب توحيد النضال الوطني الفلسطيني لخلق حالة نضالية جديدة لتصليب حركة النضال العربي التحرري في وقت تقطع فيه المخططات الصهيونية في فلسطين شوطا بعيدا في الاستيطان وتهويد القدس ونفض اليد عن ايه تسويات سياسية من شانها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني المناضل لإقامه دولته الوطنية وانهاء الاحتلال الصهيوني الغاشم
*:كيف تقرا موقع الامه العربية من التاريخ وفي الوقت الحاضر وكيف يستطيع العرب استثمار الوضع العربي الجيو سياسي في عصر الرأسمالية المتوحشة؟
_من المستغرب ان الغربيين بالذات واعين لحقائق الجغرافية السياسية للمنطقة ويتعاملون معها على اساس طبيعتها الواحدة ويتعاملون معها ضمن هذه الحسابات ولكننا لا ندرك معنى هذه الحقائق و ابعادها ولا نستوعبها في مواقفنا وسياساتنا.
فالمتغيرات التي جرت في هذه المنطقة هي التي وجهت اوضاع العالم بدءا على الاقل من الحروب الصليبية والكشوفات الجغرافية ونهاية الاقطاع الاوروبي وما زالت مفاتيح الموقع وتوسط العالم وقضايا الطاقة الاحفورية والمتجددة والممرات الدولية وتمدد المنطقة وعمقها التاريخي عوامل مهمة في تقرير الوضع الدولي في المستقبل المنظور
فان قدر بهذه العوامل ان تحشد على نحو مفيد فان هذه المزايا سوف تكون عناصر قوة فاعلة تعمل لصالح الشعوب والسلام العالمي وازدهار الإنسانية.
* رفعت الحركات الإسلاموية شعار العداء للغرب كما ركزت على النظرة الماضوية فهل لهذه الحركات قدرة على الإجابة على اسئله المستقبل ؟
_الحركات الاحيائية ناهضت الغرب دون وضع يدها على تناقضاتنا مع الهيمنة الاستعمارية وصورت الامور بنزعاتها وكأن موقفها نابع عن شوفينية دينية والغرب بدوره ركب موجة تصوير الصراع وكانه ضد الاسلام فهو رديف هؤلاء على سرج واحد وهكذا تمضي جولات الفعل و رد الفعل بين هذين الطرفين.
اما نظره الاسلامويين الى المستقبل فلا يعدو خروجا عن نظرتهم الخطية الماضوية ومدها الى المستقبل اذ يرون انه لا يصلح عالمنا في اخره الا ما صلح به اوله أي المقصود به ان امسنا البعيد هو الصورة الذهنية للمستقبل في كل حين.
*يظل سؤال العلمانية قائما في اروقة الفكر والواقع ما هو تصوركم عما قاله عبد الوهاب المسيري عن وجود علمانية جزئية واخرى كلية؟
_ أيا كانت الصيغ التفسيرية العلمانية سواء تلك النظرية او الإجرائية فان اسهامات المسيري التحليلية تكتسب اهميتها في تقسيم العلمانية الى جزئية تفصل الدولة عن الدين وعلمانية كلية تفصل القيم الإنسانية والدينية عن الطبيعة والحياة.
والذي يهمنا هو مدلول العلمانية وجوهرها فصل الدولة عن السلطوية الدينية التي تقهر المجتمع وتفرض عليه وصايته وفي الوقت نفسه رفض العلمانية الدغمائية التي جعلت من العلمانية مذهبا اعتقاديا جامد ومفهوما ايديولوجيا احاديا. ولابد من جهد للتأصيل الفكري للعلمانية في الاسلام لأثر ذلك في التحديث الثقافي والسياسي ووصل التراث بالمعاصرة وخلق ارضية ثابتة ذات مرتكزات ثقافية وروحية لتوطين العقلانية في نظامنا الاجتماعي و الحضاري.
* كيف تقرا خطاب محمد اركون على ضوء ابحاثه ودراساته للفكر الإسلامي؟
_ فيما ارى ان محمد اركون كمؤرخ فكر ومنظر، عمل على معالجة إشكالية المعنى في النص الديني والنقد الحضاري بمنهج نقدي تفكيكي، قد واجه موقف الفكر الديني الكلاسيكي في التعامل مع معطياته وحقائقه.
وهكذا توجه الى تتبع التيار السائد في التفكير الاسلامي الذي قصر في ما يراه على صعيد التمييز بين وعي دلالات الأسطورة والوعي التاريخي وبينما هو عقلاني وخيالي في النص القرآني.
فهو يدعو الى فكر جديد للتأويل وتخطي التفسير الحرفي الذي يعتمد على مختلف علوم اللغة العربية واثار السلطة وظروف المراحل التي اثرت على التفسير. لذا فهو يدعو الى فهم تحييني للدلالات والمقاصد التي ارادها الله تعالى ليتم فهم النص من مراده مستخدما اللسانيات و العلوم الإنسانية المعاصرة لتجاوز المصاعب الفكرية لارتباطها بالأبستمولوجيا الإسلامية الموروثة مما يحول دون انعتاق العقل من مكبلاته المعرفية النمطية.
* ما هي الابعاد الفكرية والتاريخية للصراع الجاري بين روسيا والغرب وتأثيره على هيمنه القطب الواحد؟
_ حتى وقت قريب كان التحالف الغربي بقياده امريكا يعمل على خط احتواء روسيا وابعادها عن الصين ذلك لمواجهة الأخير كقطب صاعد. لكنهم كانوا يعملون في نفس الوقت على تطويق الاتحاد الروسي وتهديده خروجا عن تعهداتهم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو بعدم توسيع حلف شمال الاطلسي شرقا.
غير ان ادراك الروس لتلك الاخطار على امنهم القومي جعلهم يتحركون لدرءها في حدود إمكاناتهم. ولعل البابا فرانسيس قد عبر ببساطة عن ما حدث لأوكرانيا بانهم -اي التحالف الغربي- ظلوا ينبحون امام باب الدار حتى خرج لهم سيدها. وبكلمة واحدة فإنما يجري هو صراع على النفود منعا لنشوء تعددية قطبية بعد نهاية الحرب الباردة.
لكن الامر على الطبيعة ليس كذلك لان الاستقطاب الدولي يجري على قدم وساق ولا تلوح تسوية بين الفرقاء في الافق وهذا ما نبه اليه بعض الغربيين مثل هنري كسنجر حتى لا تعود الحروب منطقا في السياسة الدولية.
ومن حيث المبدأ لا شك بان الروس قد ارتكبوا خطا كبيرا استدرجوا اليه استدراجا ولكن اوكرانيا في كل الاحوال وقعت ضحية تنازع القوى والمصالح الكبرى التي تهدد السلام العالمي باكمله نتيجه هذه التطلعات واعتماد الحرب بالوكالة في وجه الاتحاد الروسي وهذه هي حقيقة الامر.ان ما يجري امور سوف تصيب الوضع الدولي في كل الاتجاهات بأضرار دولية فادحة ينبغي ان يتداركها العالم اليوم قبل الغد.