المتنبّي الحزين ساجدة الموسوي... العراق
المتنبّي الحزين
ساجدة الموسوي... العراق
------------------
( لمناسبة ذكرى حرق شارع المتنبّي عام ٢٠٠٧م وهو أهمّ شارع لعرض وبيع الكتب في العراق حيث تسبّب الحريق في استشهاد ثلاثين مواطناً أغلبهم من الشّباب كما أدّى إلى تدمير عشرات المكتبات وحرق الآلاف من الكتب والمراجع والخرائط وغير ذلك...) .
القصيدة تروي ما سيقوله الرّواة بعد مِضيّ زمانٍ طالَ أم قَصُر .
كان يا ما كان
وفي سالف ِ العصرِ عصر ِ الجنون
إنَّ سوقاً ببغدادَ قيلَ احترق
نفيسُ ذخائره ليس ماساً
ولا ذهباً ٍ..هي أغلى
وإن صُنعت من ورق
تفجّر في لحظةٍ فاستحال َالصّباحُ ظلاماً
وصدرُ الأمان اختنق
دخانٌ ونارٌ ، وللموتِ أذرعُه الخاطفات
أعاصيرُ نارٍ تُذيبُ الحديدَ
وتحصدُ في جريها كلَّ شيءٍ
ولم تُبقِ حتى الرَّمق
فما ظلَّ في السّوق غيرُالرّماد ِ
وذكرى الفجيعةِ
واللّافتات ِالتي حملت صورَ الرّاحلين
ملامحُهم تسأل العابرين :
لماذا قُتِلنا بسوق الكتاب ؟!
تُرى أيُّ ذنبٍ جناه محبُّ الكتاب ؟!
وما ذنبُ تلك الكتب ؟!
وماذا جرى ؟ وكيف جرى.. وانتهى
مثلُ كلِّ الضّلالاتِ كلِّ الخطوب
وما امتدَّ كفٌّ !
وما من ضميرٍ نطق ؟!
***
ثلاثون روحاً قضت وهي في شَغَفٍ للحياة
ثمَّ غابت كسربِ حمامٍ
يشقُّ عنانَ الفضاءِ
إلى عرشِها ها هناك
هناكَ المدى واسع ٌ
والنّدى باردٌ لا يُملّ
٥***
بيدَ أنَّ العيونَ على الأرض ِ
شاخصةٌ وهي تقرأُ في كلِّ يومٍ
عذابَ السّؤال :
لماذا جرى ؟
ومَنْ سوف يملك لغزَ الجنونِ
لكي لا تموتَ الشّوارعُ من بيننا
ويموتَ الكتابُ وأحبابُهُ الطّيّبون
لكي لا يموتَ الأمان؟
سؤال ٌ كبيرٌ بحجم العراق
وحجم ِالدّموع ِ
وحجم ِالألم..
ـــــــــــــــ
ساجدة الموسوي