أيُّهَا الشِّعْرُ

أيُّهَا الشِّعْرُ

أنَا عَادِل سَعد يوسُف
لَسْتُ شَاعِرًا كَبِيرًا، أعْنِي لَسْتُ رَسُولًا مَأنُوسًا بِكَهْرَبِيَّةِ الْمَجَازِ
وَلَسْتُ حَقْلًا مِنَ الإيمَانِيَّاتِ الْمَفْرُوشَةِ عَلى طَاوِلَةِ الله 
لَكِنَّنِي فِي كُلِّ صَبَاحٍ 
أخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ 
أدَاعِبُ جارَتِي الْعَجُوزَ 
أقُولُ لَهَا: سَيِّدَتِي مَا أجْمَلَكَ الْيَوْمَ! فَتَرْتَبِكُ قَلِيلًا وَتَضَعُ فِي يَدِي 
إِوِزَّاتٍ مِنَ الْقَصَائِدِ

أيُّهَا الشِّعْرُ
أنَا شَاعِرٌ صَغِيرٌ جِدًا
صَغِيرٌ كَقْبْلَةٍ 
كَلَيْلٍ يَحْمِلُ وَرْدَةً، وَيَبْكِي مِنْ قَسْوَةِ الظَّلامِ
كَغُرْفَةٍ فِي نُزُلٍ عَلى طَرِيقٍ عَابِرٍ.

أيُّهَا الشِّعْرُ
بَعْدَ ثَلاثِينَ عَامًا مِنَ الشِّعْر 
أحَاوِلُ أنْ أضَعَ نَقْشًا عَلَى حَدِيقَةِ الْحَيَاةِ
أنْ أسْتَعِيدَ طَعْمَ أُصْبُوحَةٍ مِنَ الْحُبِّ عَلَى سُورِ الْمَدْرَسَةِ
أنْ أسْتَعِيدَ طَعْمَ أًصَابِعِكَ الْمُرْتَجِفَةِ حِينَ قَدَّمْتُكَ لأوَّلِ مَرَةٍ لامْرَأةٍ فِي شَارِعِ مَا
امْرَأةٍ لا تَحْمِلُ أَيَّ صِفَةٍ سِوَى أنَّهَا امْرَأةٌ فَائِضَةُ الْجَمَالِ 
وَمِنْ هَامِشِ الْمَدِينَةِ.

أيُّهَا الشِّعْرُ
أنَا شَاعِرٌ صَغِيرٌ جِدًا
فِي هَذِه اللَّيْلَةِ
سَأتَذَكَّرُ رَجُلًا الْتَقَيْتُهُ فِي بَحْرِ إيجَة 
كَانَ قِدِّيسًا فِي مَسَاءٍ صُوْفِيِّ
كَانَ مُؤمِنًا عَلَى طَرِيقَةِ الشُّعَرَاءِ
قَالَ لِي: " لا تُفَكِّرْ، افْتَحْ عَيْنَيْكَ، انْظُرْ بِبَسَاطَةٍ ، تَنَفَّسْ بِهُدُوءٍ، قُلْ: أَنَا نَبْتَةٌ ! أَنَا نَبْتَةٌ! 
وَسَوفَ تَتَطَوَّرُ فِيمَا بَعْد وَتَرْتَقِي إِلى دَرَجَةٍ أُخْرَى". 
كَانْ اسْمُه نِيكُوسْ كَازَانْتِزَاكِيسْ.

أيُّهَا الشِّعْرُ
أنَا عَادل سَعد يوسُف
فِي هَذِه اللَّيْلَةِ لا أقْرَأُ الْقَصَائِدَ
فَقَطْ سَأجْلِسُ كَغَجَرِيِّ عَلى جِدَارِ مَدِينَةِ هِيرَاكلْيُونْ
أقّدِّمُ صلاةً أبَدِيَّةٍ.