#خذينى_إليك

#خذينى_إليك. عثمان بشرى .............................. فى الهزيع الأخير من البال جلست إلى فكرة الموت

#خذينى_إليك

#خذينى_إليك.

عثمان بشرى
..............................

 


فى الهزيع الأخير من البال
جلست إلى فكرة الموت
 محتشدا بجلال السكون
 الذى حف مائدة الصمت
 حولي
 وأنا فى غاية اللا شىء
 فى غابة من دخان الهواجس
 أرفع عن وجهك
 خصلة الليل
 التى تتدلى
 على كتف أسمر
 يحتقب كل عمرى
 وانا غائص
 فى تفاصيله االشائكة..
كيف له
 أن يحتمل
كل هذه الغربة المنتقاة
 معلقا شهوة القلب
 فوق منكبه البض
 عابرا
بصحائف من قلق
 كل هذا الحنين
إلى لحظة فى الغياب البعيد..
ليس يدرى
 أننى قادم
أم هناك إحتمال
 لبعض الخرافات فى الحب
بعض الحكايا
التى
 سوف يحرقها العمر
 وهو يكلم الدرب عن النسيان ..
هل تؤمنين بحب ينام
 على قارعة الجوع
 ولا يشتكى
 من موارد الخيبة والتهلكة.؟
فى هذه الساعة
 من أبد قائم
 منذ ان أشعلت شفتيك
 البيان الذى شب
 فى ذوق روحي
 شعرت بطعم النهايات
 يبدأ من سهل عينيك
 وأن الصهيل
 الذى فى جموحي
 سيعبر هذا الحنين الطويل ..
وأنك مبذولة
 للمجرات فى حربها الأبدية ضد إلتقاء التواز..
هل تعلمين
 أنا مثلك الآن
 أشعر أن الحدود
 بلا أي معنى
 فلا بلد تصير
 لهذا الذى تحملين
 من الآدمية وطن..
غريبان نجلس
 فى هذه اللحظة الفاصلة.
اللحظة التى قاربت
 فى صفاتنا ببهائم هائمة
 على وجهها
 وهى ترعى بلا ذاكرة..
نجلس كلا قبالة
 هذى الهزائم
 متحدين
كما لو أن واحدنا
خارج عن ذاته
 ويكلمها بكلام النبوءات
 أن سوف يحدث
 أن نلتقى ذات أثر فى الخيال القريب..
خذى الكأس عن شفتى
 ثملت شديدا بك
 لا تحملى عن جسدى رهق الليلة الكاسرة .
خذى شغفى بوجهك
عن محمل الصبر والإنتظار
الإنتظار صديق المواعيد
 التى سوف تأتى
 ولو بعد حين ..
الإنتظار إحتمال
ثمين لمن جهزوا
 زمنا أيوبيا
 وإنتقوا من معزاتهم
 للذين سيأتوا الهدايا ..
الإنتظار حصان المشيئات
حميم الظنون ظليل الشجر

خذى الطازج
 لما يزال من الأمنيات
رغيفا
لأطفال من يعبرون أمامك
متهكمين
 على شوقنا
 واقفا فى الرصيف..
حذينى إليك
 لأرتاح من هذه الضفة الخاسرة ..
المدينة اليوم فارغة
والشوارع ميتة
والبيوت
 جميع البيوت
فى نواحى البسيطة
أقفاص صالحة لنا
كآدميين ينعموا
 بالحب والخبز
والصمت
 كالكائنات الأليفة..
إنها العولمة .
خذى رهق الصبر والإنتظار
عن هذه المائدة .