حزب الأشقاء.. جدلية التاريخ والواقع
حزب الأشقاء.. جدلية التاريخ والواقع. الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد هل كان يدور في أذهان آباء تأسيس حزب الأشقاء، بأن الحزب سيعود إلى الحياة بعد عقود من الغياب منذ تأسيسه الأول. .ولكن بمدينة المناقل ولاية الجزيرة إنعقد المؤتمر التأسيسي لحزب الأشقاء في نسخته الجديدة،
حزب الأشقاء.. جدلية التاريخ والواقع.
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد
هل كان يدور في أذهان آباء تأسيس حزب الأشقاء، بأن الحزب سيعود إلى الحياة بعد عقود من الغياب منذ تأسيسه الأول. .ولكن بمدينة المناقل ولاية الجزيرة إنعقد المؤتمر التأسيسي لحزب الأشقاء في نسخته الجديدة، وتم فيه انتخاب الاستاذ عادل إبراهيم حمد رئيسا للحزب .وهو كاتب وسياسي ومثقف له إسهامات مقدرة في ساحة السياسة والتنوير، وقال حمد لكليك توبرس : إن مؤسسي الحزب قد حرصوا على ركيزتين ضرورتين، تتمثلان في المواكبة وفي جذر تاريخي، فوجدوا ضآلتهم في تجربة الأشقاء الرواد التي تمنح الحزب جذرا تاريخيا والمواكبة، بطرح يجيب على أسئلة الحاضر الملحة. ويرى حمد، أن تجربة الأشقاء الأولى مثلت تجسيدا مبكرا لمظهر الحداثة بعد أن أكملت الكيانات التقليدية دورتها.". ومن المعلوم، أن حزب الأشقاء الرواد تأسس، قبل سبعة عقود أو تزيد، وكان على يد (10) من الاتحاديين الذين عرفوا بالعشرة الكرام، كأول حزب يسطع نجمه في سماء الأحزاب السودانية، وأبرز من ساهموا في التأسيس، الأخوان، يحيى الفضلي، محمود الفضلي، والشقيقان حسن محمد ياسين وأحمد محمد ياسين. عبدالرحيم شداد وحسن عوض الله، محمد عبدالحليم العتباني، إبراهيم جبريل، الريح عيدروس. ويذهب الباحث السياسي والأستاذ الجامعي الدكتور أسامة خليل إلى "أن مؤسسي حزب الأشقاء الرواد كانوا يمثلون المجموعة الأكثر ديناميكية في مؤتمر الخريجين وأن مذكرة الخريجين إلى الإدارة الاستعمارية في العام 1942، تضمنت مطالب وطنية منها زيادة نسبة السودانيين في إدارة البلاد ومنح السودان الحكم الذاتي وكذلك توحيد التعليم في الشمال والجنوب والغاء قانون المناطق المقفولة وأكد دكتور أسامة خليل، أن رفض الإدارة البريطانية كأن بمثابة نقطة تحول جوهرية في حزب الأشقاء وأن الاسم كان يشير إلى الأشقاء بقرابة الدم واشقاء وادي النيل السودان ومصر.
الخطاب.
يقول الأستاذ عادل إبراهيم حمد رئيس حزب الأشقاء" أن حزبهم يعبر عن تيار الوسط المستنير ويتسع ليشمل الاتحاديين المؤيدين لهذا الخط والوسطيين من غير الاتحاديين الذين ظلوا رافضين الفصائل الاتحادية أو متحفظين على أدائها، لذا يهتم الحزب اهتماما خاصا ببعث الحيوية في تيار الوسط بعد أن أصابه ضعف نتيجة التضييق الذي مورس عليه من سلطات انقلابية يسارية أو يمينية أو لعامل ذاتي يخص المنتمين لتيار الوسط أنفسهم بتعطيل اسباب القوة الكامنة فيهم وممارسة السلبية في كثير من القضايا التى كانت تتطلب اتخاذ مواقف حاسمة."وحول مواقف حزب الأشقاء الرواد من قضايا فترة النضال ضد الاستعمار، أشار الدكتور خليل إلى" أن النقطة الجوهرية في تاريخ ذلك الحزب هي رفض السلطة الاستعمارية لمذكرة الخريجين وكان الرفض باعتبارهم نقابة او اتحادات فئوية، لذلك كان سعيهم لتأسيس الحزب وكان تضامنهم في الفكرة وتحولهم كتنظيم سياسي يستطيع تحرير البلاد وكذلك توافقت أهدافهم مع مولانا السيد علي الميرغني في برنامجهم السياسي ورمزيته كزعيم سياسي له عمق اجتماعي كبير وتلك كانت نواة الفكرة الاتحادية الي اليوم. . وأضاف دكتور أسامة خليل أن حزب الأشقاء الرواد كان المحرك للسياسة السودانية الباعث للروح الوطنية في كل ربوع السودان". بينما يشير الأستاذ عادل إبراهيم حمد إلى أن حزب الاشقاء الجديد يعتمد في إعادة الحيوية على مايحمله تيار الوسط من أسباب القوة والفاعلية، وهو تيار ينحو دوما إلى التغيير للأفضل، تؤهله عوامل
أبرزها إيمانه المبدئي بالحرية والديمقراطية، كما تؤهله سعة المدى الذي يتحرك فيه بين يمين الوسط ويسار الوسط من توظيف خيارات يستحيل تيارات أخري التطرق إلى توظيفها، على سبيل المثال، يعتبر اليسار المزاوجة بين القطاعين العام والخاص توفيقية مستحيلة، بينما قدم الوسط في الديمقراطية الثانية مثالا عمليا لإمكانية هذه المزاوجة قبل انقضاض اليسار على الديمقراطية بانقلاب مايو، وتأميم ومصادرة مؤسسات كبيرة كان يديرها القطاع الخاص بأقتدار. كما كان القطاع العام ضحية حكومة الإنقاذ اليمينية التي دمرت السكة حديد والخطوط الجوية والبحرية والنقل النهري و الميكانيكي والمصانع الحكومية والمشاريع الحيوية " .
راهن السياسة
وحول رؤية حزب الأشقاء للوضع السياسي الراهن أوضح الأستاذ عادل حمد أ"ن الحزب المؤمن إيمانا راسخا بالحرية والديمقراطية ويؤكد عظمة ثورة ديسمبر التي أرست مبدأ الحرية بعد الانتصار على نظام أحادي، وقد أنجز الثوار إنجازا تاريخيا يشرفهم إلا أن للثورة حدودا يجب ألا تتعداها لمرحلة إدارة الدولة مابعد سقوط النظام، فالدولة تدار بخبراء يعتمدون المعلومة والخطة لا بالحماس والهتاف اللذين يناسبان الأجواء الاحتفالية التي أعقبت انتصار الثورة، وأن الوصاية على حكومة الثورة مرفوضة وتدخل ضمن إطار التدخل الضار وعلى حكومة الثورة مقابلته بمايستحقه من مكاشفة مع الثوار توضح بأن الحكومة لايمكنها أداء واجب وتحمل مسؤولية إدارة البلاد في ظل وصاية مقبدة والحزب يدعو للتمييز بين الثورة والحكومة، فالديمقراطية ليست إنجازا حكوميا ويجب أن يسند إنجاز الديمقراطية للثورة على أن تقييم الحكومة بماتنجزه في ميادين الاقتصاد والأمن والعلاقات الخارجية. "
دلالة الإسم
يقول الدكتور أسامة خليل أن الأشقاء الرواد كان برنامج حزبهم يرتكز على وحدة وادي النيل والمصير المشترك كنواة للوحدة العربية الشاملة. وحول علاقة حزب الأشقاء الجديد مع برنامج الأشقاء الرواد أوضح الأستاذ عادل إبراهيم حمد رئيس الحزب "بأنهم على درب الأشقاء الأوائل نؤمن بخصوصية العلاقة مع مصر، وضرورة توظيفها لتحقيق مصالح السودان التي تتضرر عند تعطيل هذه العلاقة الخاصة. وحول علاقة حزب الأشقاء ببقية الفصائل الاتحادية في الساحة السياسية أكد الأستاذ عادل حمد أن الإسم التاريخي قد يوحي بأن حزب الأشقاء فصيل اتحادي جديد، ويلزمنا التأكيد أن هذا الحزب ليس حزبا اتحاديا ولافصيلا يضاف إلى قائمة الفصائل الاتحادية في الساحة السياسية السودانية.