إعادة كتابة التاريخ

إعادة كتابة التاريخ أبوطالب محمد تؤشر الكتابات النقدية بعد نهاية الحرب البيولوجية إلى عملية انتقال في إعادة كتابة مسار التاريخ  للمجتمعات الإنسانية المهمشة. ويتم ذلك بتحويل الاهتمام من مجتمعات القادة السياسيين والحكام إلى الفئات الاجتماعية العامة، وتؤسس النهايات أيضا إلى منظور معرفي جديد ينطلق من مناهج  التراث التاريخي الشفاهي الشامل منظور إليه من الأسفل أي تاريخ عامة الناس، ويساعد ذلك إقناع أولئك الذين ولدوا بدون معالق ذهبية في أفواههم؛ كما قال إريك هابسبوم. بأن لهم ماض مثلهم مثل الآخرين، وبأنهم أسهموا بدورهم في صناعة الأحداث

إعادة كتابة التاريخ

إعادة كتابة التاريخ

أبوطالب محمد


تؤشر الكتابات النقدية بعد نهاية الحرب البيولوجية إلى عملية انتقال في إعادة كتابة مسار التاريخ  للمجتمعات الإنسانية المهمشة. ويتم ذلك بتحويل الاهتمام من مجتمعات القادة السياسيين والحكام إلى الفئات الاجتماعية العامة، وتؤسس النهايات أيضا إلى منظور معرفي جديد ينطلق من مناهج  التراث التاريخي الشفاهي الشامل منظور إليه من الأسفل أي تاريخ عامة الناس، ويساعد ذلك إقناع أولئك الذين ولدوا بدون معالق ذهبية في أفواههم؛ كما قال إريك هابسبوم. بأن لهم ماض مثلهم مثل الآخرين، وبأنهم أسهموا بدورهم في صناعة الأحداث في الحربين الماضيتين (الأولى والثانية)، وعليه فهم يستحقون أبحاثا تضيء جزءا من تاريخهم حتى لا يظل قابعا في الظلام، إنهم يحاولون إعطاء معنى للحياة التي أحاطت بهم، فقد أظهر المؤرخين أن عامة الناس كانوا أدوات فاعلة في السيرورة التاريخية بمقدار ما كانوا ضحايا هذه السيرورة وشهودها الصامتين. وهكذا فعلى الفنون في المرحلة القادمة أن تكشف النقاب عن تاريخ من لم يكتب تاريخه بعد ، ويجب أن تتوجه للتواريخ الاجتماعية المفعمة بتراث الفلاحين والرعاة والحرفيين و المهاجرين والأقليات المعاصرة وغيرها من الفئات التى تناستها أقلام المؤرخين. ولم يقتصر تأثير مجال هذا النوع من التاريخ على المؤرخين فقط، بل سوف يمتد إلى ميادين معرفية أخرى في كافة مجالات العلوم الإنسانية. وفي هذا الشأن يقول فريد بن سليمان في كتابه مداخل إلى دراسة التاريخ:( يمكن اعتبار تاريخ الحياة اليومية ممارسة جديدة لإنتاج التاريخ المحلي، أي نوع من التاريخ المنظور إليه من أسفل فالغرض من التاريخ اليومي هو تناول الخبرات الأساسية للناس العادبين في المجتمع، وجعل أفعال الشعب وأفكاره ومشاعره ومعاناته في مركز التحليل التاريخي، وبالخصوص ما يتعلق منها بالفترة التي أعقبت أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الإنساني) إذن يجب أن ينفتح مستقل المؤرخين والرواة والفنانين بعد نهاية الحرب البيولوجية صوب مشروع يوطن معرفة تاريخهم بعيدا عن أي وصايا أيديولوجية من جهة، ويبدو أن أمر إعادة كتابة التاريخ مواجهة لمستقبل إنساني أفضل بكثير مما كان عليه. تبرز الحرب الماثلة مجهودات الطب الشعبي للمجتماعات التقليدية بمختلف جغرافياتها المتعددة بأن هناك مجهود شعبي أنتجته يسهم ولو بقدر قليل في التصدى للوباء الذي اجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه. وقطعا هو يؤثر بشكل كبير على مناحي الحياة بصورة عامة. و سوف تعيد ترتيبه بروح جديدة. على غرار هذا يستحضر إندلاع الحرب العالمية الأولى وأثرها على الإبداع الثقافي سواء كان مكتوبا أو متداولا شفاهة وتحديدا في العامي1917- 16م عندما توقفت الحياة الثقافية وانقطعت أخبار المنتج الثقافي عن وسائط الميديا، باعتبار أن الإعلام سخر مجهوداته لإنتصارات الجنود وهزائمهم مما طغى على بث أنشطة الجماعات الثقافية وأدى إلى إهمال كتابة تواريخها الفاعلة. واستأنفت الأنشطة في الأعوام اللاحقة وأخرجت المجتمعات خطابا إبداعيا يضج  بثورة معرفية طغى عليها إعلام الحرب سابقا، والأن يعيد التاريخ نفسه نسبة لتوجهات حملات الكتابة والإعلام بشكل ملحوظ صوب الحرب البيولوجية توعية وإنتشارا وتوجيها متضمنا الخروج الأمن بأقل الخسائر حتى لا يؤثر اقتصاديا وصحيا. ومما لا يدع مجالا للشك توجهت القراءات  للحرب ولا حديث غيرها يذكر باعتبارها مرحلة مهمة تعطى في العاجل القريب  تحولا كبيرا في المجتمعات، وتسهم في إعادة كتابة التاريخ من أسفل بصورة أشمل.