و النُجُيمَاتُ إنْطَلَقْنَّ

و النُجُيمَاتُ إنْطَلَقْنَّ

عوضية يوسف 

.............................

قبضت نجماتها في باطن كفها ..

واتكأت تلمُّ  ملماتها ..

قالت النجمة : اعتقيني .

قالت الملمّات تجاهليني .

قالت سويعاتها الباقيات : هيهات ! !

فتحت يدها لتفلت النجمة .. فانطلقت

وطارت صعوداً هبوطاً في كلتا رئتيها ..

وخرجت حاملةً  مئات الأنجم .. 

انتثرن حولها يأخذن من احلامها ..

 ومن خيباتها وانتصاراتها .. اتراحها 

وافراحها .. سجنها وانطلاقتها ..

حتى بتن  اجمعهن في حالة ثمالة .. 

الليل يزحف زحفاً وئيدا .. وهي تراقب 

حركة  البشر حولها وتنتظر نومتهم ..

 تمارس  ولعها المخبوء تحت

ستار اللحاف السميك مخافة أن

 يلمحها السابلة فيختطفونه منها

 ..وتتلقى هي تلك  الصفعات المدماة ..

اشعلت مصباحها الصغير  وانكفأت 

على بطنها امعاناً في الحرص حتى

لا يمُرُّ  بصيص من  المصباح الصغير ..

 وشرعت تلتهم مابيدها .. واعينها

تجول وقلبها يخفق وعقلها يتآمر 

دونما رأفة فباتت تردد المعاني من

اشارات تلك السوانح .. 

وما انتبهت لهمهمتها المتزائدة ولا

ولا لصوتها اليعلو :

- :  { الشجاعةُ تريد أن تضحك } *1

ضحكت ولم تنتبه للخطوات الّتي 

باتت قرب سريرها ..

وعلا صوتها ثانيةً :

: -  {  الإنسانُ مُحِبٌّ لذَاتِهِ  } * 2

ولم تنتبه للسابلة قرب سريرها ..

وشرعت تستدعي .. سقراط و كانط ..

وابن خلدون .. وابن رشد .. وماركس و ......

هنا تمَّ نزع غطاءها بسرعة قاسية 

وهجم السابلة عليها ..

: -  تقرأ في كُتُب الكُفّار ..

: -  دايرة ضرب وتأديب ..

قالت بصوت الشجاعة الّتي تريد أن 

تضحك :

: -  دا ما كتابك انت .. لقيته في راس

 الدولاب ! 

وجمت إحدى السابلات

 المعنية وهمهمت :

- :  ايِّ اداني ليهو زميل في الجامعة 

وجدعتو  في راس الدولاب لأنه كتاب

كفار .

قالت ثاني السابلات :

- :  لو خليناك من حسّه تقري كتب زي 

دي بعدين حتعملي شنو !؟ 

 { حتفتحي  بيت  }  !؟ 

 ابوي تعال اكسر رقبتها .

صرخت الأم : 

  : -  لا خلُّوها .. بننضَبِح  واحد واحد.. 

همهمت اولى السابلات :

: -  دا ما الكاتِلنا زاتو ..

حَدَّقَتْ في أعْيُنِ السابلة وسألَت :

: - ايريس فيكن منو !؟ الاتنين تشبهنّها. *3

- :  ايريس دي منو كمان !؟

- :  الرَبّة المنكرة ! 

: - شوفوا مش  قلت ليكم الشافعة دي 

كافرة ..احسن نلحقها ..  احسن ماتمتحن 

زاتو .. جامعة شنو كمان البتمش ليها !؟

وشرع السابلةُ  في ضربها وقرصِها 

وتمزيق الكتاب بأي وصف لا ادري ..

لكنما هي باتت تحَدِّق في الثعابين 

على رأس السابلة و تصرخ

 بعناد وهسترية  :

{ الشجاعةُ تُرِيد أنْ تَضْحَكَ } *

••••••••••••••

هوامش :

 : * 2  ----- 1 * 

من مؤلف هكذا تكلّم زارا  .. نيتشة 

  :  3 *

الالياذة ..هوميروس

عوضية يوسف 

12 يونيو 2020 م