الحقيقة ابنة البحر

الحقيقة ابنة البحر
آن الصافي
؛؛

ها أنا عند دارك أبي
ماذا معي؟
حروف من الشعر
وفنجان قهوة مرة نقتسمه
نعم كلانا لا يشرب القهوة ولا يحبها!
أحب ابتسامتك و أشتاقها !

أهرب من مساكن الكهرباء
إليك
وأجد دائما أن لديك جيران جدد
لن أخبر أمي
أن عن يمينك ويسارك
حسناوات المدينة

أبي هل وجدت أنهار العسل؟
وهل أصبح لديك حور عين؟
سأسعد لأجلك كثيرا
فقط كن بخير

ما هي أخباري؟
ما زلت أعمل بوصيتك..
ألتزم
الصدق والإخلاص والوفاء
ماذا جنيت؟!
إحباطات السنين
و خيبات الرجاء!
لا عليك
في قلبي...
صلاة لا يعرفها غيري
اكتنزها ليوم عيد
قد يأتي أو لا ..
لا أدري!

وتعلم يا أبي
أني لست بشاعرة
ولكني أجيد مع الحروف
فن الشغب
و تعلم أيضا..
أن احتفاظي بالرسائل القديمة
يشعرني بحياة الغبار فوق التعب
فأحرقها مرارا و أبعثر رمادها
في عيون المطر
ولا أندم
ولكن يا أبي..
سأخبرك بسر سيدهشك حتما!
بعد رحيلك..
وجدت حقيبتك الصغيرة
مكدسة برسائلك العظيمة
من والدك إليك..
من أصدقاء و أهل
كم أحبوك جميعا..
أبيت إلا أن أحتفظ بحديثهم معك
فأراكم هنالك تتبادلون القهقهات
والعتاب و الأخبار والأشعار
و كذلك بعض الطرب.
أعلم بأنكم الآن في ضفة معا
تنظرون إلي..
لا تحزنوا!
فأسراركم لدي
أغلفها بحبي في علب
أوسدها تعاريج ذاكرتي
أداعبها بحنو السنين
فتبثني حياة في حياة
و أمضي لذاتي
بصدر ابتسامة
يهواها الورق.
__
آن