وفي الموت حياة اخري
وفي الموت حياة اخري حميد الرقيمي.. اليمن هذا الليل لا يشبهني، تقاسيم وجهه المكشرة بتجاعيد سوداء لا تشبهني أيضاً، قلبي الذي خلق للحب لا يطيق لحظة واحدة في عمق هذا السكون المخيف، أتدحرج بين فكرة وأخرى
وفي الموت حياة اخري
حميد الرقيمي.. اليمن
هذا الليل لا يشبهني، تقاسيم وجهه المكشرة بتجاعيد سوداء لا تشبهني أيضاً، قلبي الذي خلق للحب لا يطيق لحظة واحدة في عمق هذا السكون المخيف، أتدحرج بين فكرة وأخرى ، ليس لشيء ، فقط لأسرق ومضة صباح شاردة تبقيني قليلاً على قيد الشعور بالوجود، أسير دون عصا تعين جسدي على تفقد الطرقات، لا أدري أين أقف الآن وبالكاد أتذكر متى وقفت آخر مرة، أبحث عن الصباح، عن ضوء تلاشى على وقع خطواتي المرتعشة، هل كان حقاً هنا، لا أعرف، إنني أغرق في حيرة اللحظة حتى تكاد عيناي تضيع في شتاتها وتقلباتها، ظننتك في الطرف الآخر، ولم يكن إلا الصمت، لم أجد إلا متاهات أخرى مظلمة وقاحلة، تحثني على السير، ومع هذا لم أتوقف، أشد على أزر قلبي وأسير خائفاً وقلقاً، تمنيت لو كنت الصباح، لو كان وجهك على آخر المطاف هو من يسرقني من عتمة هذا الوجود، ودون ذلك أبقتني حيرتي على منوالٍ حزين أفتش فيه عن الصباح، عنك، عن تلك السنين التي رسمناها سوياً ونحن نلاعب أوراق الطفولة المبللة ببراءة غمرتنا وتوهجنا، سألت طيفاً عابراً عنك، كان هذا جنوناً آخر، لم يرد ، لم يقف، لم يشفع لقدمي وهي تجر أعواماً من الحيرة والغرق، ليتك بقيت معي، أهتدي بك إلى نفسي، إلى عنفواني ذلك الطائش الذي خمد بجليد هذا البحث وصار نسياً منسيا، كل الطرقات في هذا الليل مليئة بالفوضى، أتحسس الموت تارة، وتارة أخرى ألفاني عالقاً على أطراف رقعة ملطخة بالدماء، كيف لك أن تغفل عن حالةٍ كهذه يا عزيزي، كان عليك البقاء قليلاً، صدقني بأنني لا أعتب عليك بقدر ما أخفف من ثقلي بهذه الفرضية الصماء، تداعبني نمسات شاردة من نفسها، تتخبط في وجهي كعفاريت هوجاء منفية ومنسية، بينما أنا أسير إليك، إلى حيث تسكن أصوات الأحياء وتزعق بعنفٍ صيحات الموتى، هل يرقص الصباح في عتمة قبرك يا عزيزي؟ اه من حيرتي ومن ليلي ومن موتي، آهات تطاردها آهات ، أنا الذي أحب الحياة أضحيت أطارد الموت كي أستريح بجوارك وأنام للأبد على حضن الصباح.