كورونا.. حظر تجوال وارتفاع حالات الإصابة

كورونا.. حظر تجوال وارتفاع حالات الإصابة. الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد أعلنت وزارة الصحة السودانية عن اكتشاف عشرة حالات جديدة من إصابات كورونا الفيروس المستجد. وكانت منظمات عديدة قد حذرت من تفشي المرض في السودان في الاسابيع القادمة،

كورونا.. حظر تجوال وارتفاع حالات الإصابة

كورونا.. حظر تجوال وارتفاع حالات الإصابة.
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد

 


أعلنت وزارة الصحة السودانية عن اكتشاف عشرة حالات جديدة من إصابات كورونا  الفيروس المستجد. وكانت منظمات عديدة قد حذرت من تفشي المرض في السودان في الاسابيع القادمة، وبالتوازي مع الحالات الجديدة المكتشفة، أعلنت الحكومة السودانية عن حظر التجوال الكامل 24 ساعة اعتبارا  من السبت المقبل ، مع استثناءات تشمل الصيدليات والمخابز ومحلات بيع الأغذية في الأحياء السكنية. ويعاني السودان من ضائقة معيشة وارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار منذ سنوات وازدادت مع حالة التجاذبات السياسية في الفترة الانتقالية مابين اتهامات بالفشل لحكومة الدكتور عبدالله حمدوك وتدخلات الدولة العميقة التابعة سياسيا وتنظيميا لسلطة الإنقاذ المخلوع. ويرى مراقبون للشأن السياسي السوداني أن نجاح الحظر الشامل للأسباب الصحية المعروفة والتزام المواطنين بها يرتبط تلقائيا مع توفير كثير من السلع الغذائية التي تعاني من ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة مع انعدام الرقابة الحكومية. والمعلوم بالضرورة أن الحكومة السابقة كانت في سبيل التطبيع مع الجهات الدولية المانحة القروض المالية قد خصخصت كل المرافق الحكومية الناجحة و  الفاشلة ، وادخلت البلاد في اقتصاد السوق وبالتالي تحكم فئات من المنتفعين  جراء تطبيق اقتصاد السوق و  الخصخصة و  احتكار  الحركة التجارية والصناعيةوالزراعية.   وهذه الفئات المرتبطة مصالحها مع النظام السابق هي التي تتهم  الآن  بقيادة عجلة الاقتصاد السوداني نحو الانهيار. .

 


كورونا والفئات المتضررة.
لاتوجد إحصائيات سليمة حول عدد العاملين بالدولة مع مقارنة بعدد العاملين في المهن الأخرى، من الباعة الجائلين أو المهن الهامشية أو التي لاتقع ضمن دائرة الوظائف الحكومية ومخصاصتها.  ومع تدهور الاقتصاد، والنزوح الجماعي للمدن الكبرى، فإن هذه الفئات الهامشية، تعد الأكثر تضررا والأكثر خطورة على الأوضاع الأمنية والاجتماعية، وخاصة أن دولة الجباية في عهد حكم المخلوع البشير، قد خلقت (أنماط )من الاقتصاد ترتبط بالخدمات وبيع السلع الهامشية وكذلك قطاع النقل من مركبات عامة وتشمل (الحافلات )الكبيرة والصغيرة و(الركشات) وتعتمد  الأسر السودانية على هذه الموارد في معيشتهم ،  وتسيير دولاب الحياة اليومية. وكانت الحكومة  الانقاذية منذ العام 1990م قد أخرجت قطاعي التعليم والصحة عن الدعم المباشر  وقد شكل ذلك ضغوط عديدة على الأسرة وأزمات اجتماعية كثيرة لايزال المجتمع يعاني منها. والسؤال الذي يطرح مع كل المحاذير الطبية من هذا الوباء القاتل وماقد يسببه الإهمال في ضبط الشارع للسيطرة على انتشاره، من مآسي،  ماذا ستقدم الحكومة للمواطن في فترة الثلاثة أسابيع المعلنة كقيد زمني لحظر التجوال الشامل،  حتي يلتزم بالبيت  لايخرج منه إلا للضرورة؟.