أول طائرة في طريق التطبيع 

أول طائرة في طريق التطبيع  الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد  عبرت أمس الأحد ، أول طائرة إسرائيلية أجواء السودان، بصورة رسمية، في بادرة تطبيع عبر الأجواء، غير مسبوقة. وكان لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان مع رئيس وزراء إسرائيل، قد تسربت من نتائجه، السماح للطائرات الإسرائيلية، عبور الأجواء. وقالت وكالات انباء وقتوات تلفزيونية أن مثل هذا البادرة تأتي كتمهيد لتطبيع قادم. وظل السودان رافضا لكل أشكال العلاقات مع اسرائيل منذ تأسيسها، وكانت آخر محاولة للتطبيع عقب اتفاقية كامب ديفيد، إذ  رفض السودان، قطع علاقاته مع مصر، إلا إنه ظل على موقفه في

أول طائرة في طريق التطبيع 

أول طائرة في طريق التطبيع 
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد 
عبرت أمس الأحد ، أول طائرة إسرائيلية أجواء السودان، بصورة رسمية، في بادرة تطبيع عبر الأجواء، غير مسبوقة. وكان لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان مع رئيس وزراء إسرائيل، قد تسربت من نتائجه، السماح للطائرات الإسرائيلية، عبور الأجواء. وقالت وكالات انباء وقتوات تلفزيونية أن مثل هذا البادرة تأتي كتمهيد لتطبيع قادم. وظل السودان رافضا لكل أشكال العلاقات مع اسرائيل منذ تأسيسها، وكانت آخر محاولة للتطبيع عقب اتفاقية كامب ديفيد، إذ  رفض السودان، قطع علاقاته مع مصر، إلا إنه ظل على موقفه في رفض التطبيع، مع إسرائيل، والسؤال الذي يطرح بشدة، ماهي الخطوط العامة للتطبيع، وكيف ستصل، هذا المحاولات لتبييض  علاقات ممنوعة شعبيا، وتعد من المحرمات مع  وجود قرارات للجامعة العربية تنص على المقاطعة ، ولم يتغير على الأرض شيئا إذ  لازال الشعب الفلسطيني ، يعيش تحت قانون الاحتلال وجبروته.، ويبحث عن سلام، بدأت مسيرته منذ قرار التقسيم في العام1947، وإعلان دولة اسرائيل في مايو1948،  والعدوان الثلاثي 1956،  ونكسة1967،  وحرب الغفران 1973.  ومن ثم بداية التطبيع، كامب ديفيد، اتفاقية اوسلو دون جديد يذكر سوي تسريبات عن صفقة قرن دون ملامحها السرية التي تشير   إلى انهاء حلم الدولة الفلسطينية. 
خطوة أم تطبيع كامل


يقول الأستاذ الدكتور بكري خليل، أستاذ الفلسفة بجامعة النيلين السودانية، "عبور الطائرة الإسرائيلية، أجواء السودان، هو خطوة عملية في سياسة الصدمات المتوالية، وفتح المجال الجوي، يحتاج إلى علاقة طبيعية، وتطبيع كامل، ولايمثل خطوة تمهيدية أو جس نبض، وأوضح الدكتور خليل هناك مقاطعة عربية معلنة والسودان ظل ملتزم بها. و أن القول بعدم ملكية الطائرة أو شركة الطيران للحكومة الإسرائيلية، يندرج ضمن سياسة تموية والتفاف على القضية الجوهرية وهي رفض التطبيع ومقاطعة إسرائيل وأن مثل الخطوة لايصح تسميتها بفتح اجواء بل علاقة أكثر من طبيعة. ويذهب المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية الأستاذ عبدالمنعم حسن الحواتي الى أنه "على اساس اعتبارات التحليل السياسي، للحدث الجاري المتعلق  بمرور طائرة إسرائيلية للاجواء السودانية، يمكن الاشارة إلى الآتى : التطبيع يسير على نمطين، النمط الأفقي المتعلق بتواتر واتساع نطاق الأحداث، مثل مرت طائرة، عبرت سفينة، التقى مسئول سوداني بمسئول إسرائيلي، وهذه كلها أحداث  تتكامل أفقيا. أما على اساس اعتبارات العامل الرأسي يقول التحليل الآتى:
أولا : ماهي الرؤية المشتركة بين الطرفين، السوداني والاسرائيلي. 
ثانيا :ماهي الأهداف التي يسعى الطرفان للحصول عليها.
ثالثا :ماهي الرسالة التي يسعيان إليها، للقيام بهآ بمايؤدي إلى تحقيق الأهداف،  أولا وثانيا  والوصول إلى هذه الاعتبارات تقوم على مايعرف في التحليل الإستراتيجي، تحليل البيئة الجيوسياسية، الداخلية الخاصة بالسودان و بإسرائيل، توجد نقاط لكل طرف، حيث يسعى كل طرف من التطبيع إلى زيادة قوته إلى اكثر مايمكن وتقليل ضعفه إلى أقل مايمكن. واضاف الأستاذ الحواتي، اما تحليل البيئة الخارجية، المتعلقة بالطرفين، فكل طرف يسعى إلى استغلال الفرص، وفي نفس الوقت تفادي المخاطر. الآن مايزال من المبكر، والسابق لأوانه، أن نصدر حكما قاطعا وقيميا، محددا حول التطبيع، ذلك لأنه بالنتيجة عملية سلوكية سياسية، يمكن أن تمتد لتصبح اقتصادية، وربما اجتماعية، وكما يقول المثل الإنجليزي "دعنا ننتظر ونرى "
دائرة البحث عن المصالح 
يقول الباحث والمحلل السياسي الأستاذ سيف الدولة عطا الشيخ "الخروج من دائرة مرور الطائرات الإسرائيلية على فترات متباعدة في ظل النظام السابق إلى الاعلان عن ذلك إنما هي اتساع دائرة المصالح والنزول بها من أجواء الطيران إلى هبوط أرضي ناعم برضاء الطرفين ومباركتهم. وهذه الخطوات تعطي الانطباع بأن هناك تفاهمات يراد لها أن تعلن عن نفسها في إطار عولمة ومصالح تتشابك دوليا، السودان له مواقفه من القضية الفلسطينية لايمكن بأي حال تجاوزها، وإسرائيل تعلم ذلك، لذلك فان اكتمال دائرة التطبيع مثلا كعلاقة أمريكا وإسرائيل اوحتي مع مصر والأردن، تظل بعيدة ولاتكتمل أي علاقة إلا إذا تم الإتفاق على دولة فلسطينية ترضى تطلعات الشعب الفلسطيني، ستظل العلاقة بين السودان وإسرائيل، ضمن إطار محدود وبحث عن مصالح وأمريكا متخوفة الوجود الصيني الكثيف في أفريقيا وهو خوف وارتياب قديم وتريد من إسرائيل أن تفتتح نوافذ جديدة كل يوم في أفريقيا ولاباس من ضرب عدة عصافير بحجر مرور الطائرات الأجواء. واضاف عطا الشيخ، مرور الطائرات لايعني في الراهن الوصول إلى إقامة علاقات دبلوماسية، وكل تطور في العلاقات يرتبط بحل النزاع العربي الإسرائيلي.