قصة كتاب  

قصة كتاب   بقلم : زين العابدين الحجّاز  وزارة السعادة القصوى  (The Ministry of Utmost Happiness)  تمتد أحداث القصة من الخمسينيات إلى العقد الأول من القرن العشرين و تحكي عن الحياة المترابطة للعديد من الشخصيات في دولة الهند المعاصرة . تنتقل الرواية إلى الوراء وإلى الأمام في الوقت المناسب بحرية وغالبا ما تتوقف مؤقتا للالتفاف حول قصص الشخصيات الثانوية وتتضمن العديد من النصوص داخل النص الرئيسي . ومع ذلك تتكون الرواية في جوهرها من خيطين سرديين رئيسيين أحدهما يركز في  مدينة دلهي والآخر في مدينة كشمير . 

قصة كتاب  

قصة كتاب  

بقلم : زين العابدين الحجّاز 

وزارة السعادة القصوى  (The Ministry of Utmost Happiness) 

 

 

 

 

 

تمتد أحداث القصة من الخمسينيات إلى العقد الأول من القرن العشرين و تحكي عن الحياة المترابطة للعديد من الشخصيات في دولة الهند المعاصرة . تنتقل الرواية إلى الوراء وإلى الأمام في الوقت المناسب بحرية وغالبا ما تتوقف مؤقتا للالتفاف حول قصص الشخصيات الثانوية وتتضمن العديد من النصوص داخل النص الرئيسي . ومع ذلك تتكون الرواية في جوهرها من خيطين سرديين رئيسيين أحدهما يركز في  مدينة دلهي والآخر في مدينة كشمير . 

بدأ الجزء الأول من الرواية مع (أنجوم) المسلمة الهجريه . " هجرية " هو مصطلح تقليدي في الهند يطلق على الجنس الثالث و يمكن مقارنته بمصطلح " امرأة متحولة جنسيا " . ولدت (أنجوم) ثنائية الجنس و نشأت في البداية كصبي باسم (أفتاب) . بمجرد أن  دخل (أفتاب) الى مرحلة المراهقة رفض تلك الهوية الذكورية و أطلق على نفسه اسم (أنجوم) بهوية أنثوية وانضم إلى "بيت الأحلام" وهو مجتمع محلي من الهجريين . قضت أنجوم أكثر من ثلاثة عقود في بيت الأحلام و كانت تكسب عيشها من الترفيه وممارسة االبغاء كما يفعل العديد من الهجريين . على الرغم من أنها قد حققت نجاحا كبيرا إلا أنها كانت تتوق إلى تجربة الحياة  كامرأة عادية . في الأربعينيات من عمرها تبنت طفلة صغيرة مهجورة أسمتها (زينب) . ومع ذلك فإن خططها لمغادرة بيت الأحلام والعيش مع (زينب) كأم وابنة نموذجية قد أحبطت بسبب تصاعد المشاعر المعادية للمسلمين في أوائل القرن الحادي والعشرين في الهند . أثناء قيامها برحلة دينية تعرضت (أنجوم)  لهجوم في ولاية قوجارات الهندية من قبل القوميين الهندوس المشاغبين وهي تجربة تركتها مصدومة من أن تعتني بابنتها (زينب) ودفعتها في النهاية إلى مغادرة مجتمع بيت الأحلام تماما. إنتقلت (أنجوم) إلى مقبرة إسلامية قديمة وكانت تنوي البقاء هناك حتى تموت هي نفسها . مع مرور الوقت  وبدعم من أصدقائها السابقين بدأت (أنجوم) في التعامل مع واقعها وجعلت لنفسها منزلاً حقيقياً في المقبرة . قامت ببناء منزل كامل بمرافق مثل الكهرباء وفي النهاية صارت تستقبل زملائها السابقين كنزلاء . أهم اثنين من هؤلاء كانا (ضياء الدين) الإمام المسلم الضرير وشاب أطلق على نفسه اسم (صدام حسين) ولكنه في الواقع كان من الداليت وهي أدنى طبقة في النظام الطبقي الهندي كان يسعى للانتقام  لمقتل والده . 

أحداث الجزء الثاني من الرواية  بدأت جزئيا في مدينة دلهي ولكنه تتعلق في المقام الأول بالأحداث التي وقعت في كشمير في التسعينيات والتي سردها المؤلف من وجهات نظر شخصيات مختلفة. الشخصية  الرئيسية في قلب كل تلك الأحداث هي (تيلو) الابنة غير الشرعية لامرأة سورية هندية ثرية كانت قد تبنت (تيلو) بعد عدة أشهر من ولادتها ثم توفيت . نشأت (تيلو) والتحقت بكلية الهندسة المعمارية في دلهي حيث التقت بثلاثة رجال وقعوا في حبها وهم  (بيبلاب) الحذر والعملي الذي يعمل لدى الحكومة الهندية و (ناقارجا) الوسيم  والعاطفي ابن البيروقراطيين الهندوس من الطبقة العليا الذي أصبح أولاً صحفيا راديكاليا ثم محللا أمنيا و (موسى) المسلم الكشميري الذي درس أيضا الهندسة المعمارية و كان يواعد (تيلو) أثناء وجودهما في الكلية . إنقطع الاتصال بين الشخصيات الأربع بعد الكلية  لكن حياتهم تقاطعت مرة أخرى بعد سنوات في كشمير حيث كان الانفصاليون يخوضون حربا ضد الجيش الهندي من أجل الاستقلال . في إحدى الليالي في كشمير (بيبلاب) الذي يعمل في المنطقة تلقى مكالمة تفيد باعتقال (تيلو) في مداهمة من الجيش فأرسل موسى الموجود هناك أيضا في مهمة لإطلاق سراحها من مقر الجيش . إفترض كل من (بيبلاب) و (ناقارجا) بأن القائد (قولريز) الذي قُتل في غارة لا بد أنه (موسى) الذي انضم إلى الحركة الانفصالية بعد أن أطلقت القوات الهندية النار على زوجته وابنته (جيبين) وقتلتهما بالخطأ . ومع ذلك في النهاية كشف المؤلف بأن الأمر لم يكن كذلك فالرجل الذي تم تحديده على أنه القائد (قولريز) كان ببساطة رجلا معاقا عقليا يعمل في المنزل العائم حيث كان (موسى) و(تيلو)  يقابلان بعضهما البعض و كان (موسى) نفسه قد غادر قبل ساعات من الغارة . بناءً على نصيحة من (موسى) تزوجت (تيلو) من (ناقارجا) بعد وقت قصير من اعتقالها . بعد فترة وجيزة من زواجهما اكتشفت (تيلو) بأنها حامل بطفل من (موسى) ولكنها أجهضته لأنها كانت تخشى ألا تكون علاقتها مع الطفل أفضل من علاقتها هي مع والدتها التي تبنتها . كما أنها لا تزال مصدومة من تجربتها في كشمير ولم تعد قادرة على تحمل الحياة المزدوجة التي تعيشها فانفصلت في نهاية المطاف عن (ناقارجا) بعد 14 عاما من الزواج  . بعد الطلاق  قضت أربع سنوات في شقة استأجرتها من (داسقوبتا) و الذي بعد مغادرة (تيلو) للشقة وجد مجموعة من الوثائق في غرفتها تتعلق بتجربتها في كشمير والرحلات التي قامت بها هناك على مر السنين . تقاطعت قصتها مع قصة (أنجوم) حيث كانت سببا لمغادرة (تيلو) لشقتها . في وقت ما من عام 2010  اندلعت سلسلة من الاحتجاجات في وسط مدينة دلهي . ذهبت (أنجوم) و (صدام حسين) وعدد قليل من أصدقائهما إلى وسط مدينة دلهي لمشاهدة المظاهرات بأنفسهم فسمعوا فجأة بأنه قد تم العثور على طفلة متروكة وسط الحشد . قررت (أنجوم) تولي مسؤولية الطفلة  بنفسها ولكن قبل أن تتمكن من ذلك قامت امرأة غامضة وهي (تيلو) بأخذ الطفلة . في حالة اندفاع  وشعور بأن الطفلة بطريقة ما ستقلب التيار أخذت (تيلو) الطفلة و أطلقت عليها اسم (جيبين) الثانية. ومع ذلك خوفا من تدخل الشرطة فقد غادرت شقتها عندما ترك لها (صدام حسين) بطاقة  تحمل عنوان بيت جنات للضيافة وهو منزل (أنجوم) في المقبرة الإسلامية القديمة . وفقا لذلك انتقلت (تيلو) إلى المقبرة مع الطفلة (جيبين) الثانية وبدأت ببطء في تجاوز الصدمة التي مرت بها في كشمير . في غضون ذلك  أصبح بيت جنات للضيافة مركزا تجاريا ومجتمعيا نشطا . إحدى الزوار المنتظمين كانت (زينب) ابنة (أنجوم) التي أصبحت خياطة والتي في النهاية تزوجت من (صدام حسين) . قرر(صدام) أن يتخلى عن سعيه للانتقام من قاتل والده علما بأن الداليت الآخرين كانوا يواصلون القتال . إكتسب (صدام) و(تيلو) تقاربا إضافيا عندما قام الإمام (ضياء الدين) و(أنجوم) وبقية المجموعة في بيت جنات للضيافة رمزيا بدفن رماد والدة (تيلو) في المقبرة بالإضافة الى دفن قميص اشتروه تكريماً لوالد (صدام) المقتول . في النهاية  دفنت المجموعة أيضا رسالة كانت قد تلقتها من الوالدة الحقيقية للطفلة (جبين) الثانية وهي امرأة ماوية كانت تناضل  من أجل الحرية فحملت نتيجة للاغتصاب و ولدت الطفلة (جيبين) وتوفيت منذ ذلك الحين أثناء القتال . في تلك الأثناء إستمر (داسقوبتا) في القلق بشأن الوثائق التي وجدها في شقة (تيلو) .  في إحدى الليالي قابله (موسى) بشكل غير متوقع فاعترف له (داسقوبتا) بأنه قد أدرك الآن بأن الانفصاليين الكشميريين هم على حق . ومع ذلك  فهو لم يتجاوز ذلك الإدراك وبدأ في الانزلاق نحو إدمان الكحول . 

في الصفحات الأخيرة من الرواية (موسى) زار (تيلو) في بيت جنات للضيافة . على الرغم من علمه وعلم (تيلو) بأنه سيُقتل على الأرجح عند عودته إلى القتال في كشمير إلا أنها الآن أصبحت قادرة على التصالح مع هذه الحقيقة . مع انتهاء الرواية (أنجوم) أخذت الطفلة (جيبين) الثانية في نزهة خلال الليل في مدينة دلهي . حتى الخنافس التي تعيش بالقرب من بيت جنات للضيافة كانت تشعر بأن الأمور في النهاية ستنتهي و الجميع في سعادة قصوى لأن الوالدة الحقيقية للطفلة (جيبين) قد أوشكت أن تظهر . 

(وزارة السعادة القصوى) رواية للكاتبة الهندية (لأرونداتي روي) تم نشرها عام 2017