ضُل الفيل

ضُل الفيل: بي قُروشك تقول لي تعال، وتعال؟ عادل سيد أحمد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من أهازيج الشايقية

ضُل الفيل

ضُل الفيل:
بي قُروشك تقول لي تعال،

 وتعال؟

عادل سيد أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من أهازيج الشايقية

العندو القرش، الناس تعلِّي مقامُو...
حتى كان كضب يتصنتولو كلامُو،
والماسكُو الفلس، تتقفَّل القِدَّامُو...
يِتْوَاتَاهُو الكَدِيس، مِحِل يودِّي حَمَامُو!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حفزني تعليق في صفحة الصديقة الأستاذة/ (هنادي فضل) على إيراد جملة خواطر عن العلاقة بين المال وعزم الرجال...
وفي الحالات التي تصير فيها العلاقة بينهما عكسية، فإنها غالباً ما تلطف، وتغلف، وتشذب لهدف جوهره التبرير للتنازل والبيع، لسلعة لا ترى، هي النزاهة والضمير.
ويمكن أن نبدأ بالأهزوجة الحنينة:

النوم تعال
سكِّت الجُهال
تعال يا النوم
بكريك بالدوم.

وهكذا، فقد تعرفنا من أيام جهالتنا على مفهوم (الكِري)... الذي يجعل النوم، بجلالة قدرو، يجيء ليكد بعض الدومات.
بعدها، يأتي مفهوم البُشارة، وهو المقابل النقدي لإيراد الأخبار السعيدة، وهو الذي يجعل الأطفال يتسابقون (فللي) للفوز بقطع النقد اللامعة.
ومنذ أن تجسدت (قوة العمل) في أوراق النقد، والعملات المعدنية، ومختلف الصكوك، هانت أمامها أغلب العزائم، ببساطة لأنها (قوَّة).
وهكذا، فإن البقشيش (Tip) على ضآلته، يدفع المتلقي إلى تجويد الخدمة، وإبداء علائم الطاعة من إنحناء، أو إبتسام خنوع.  
ويختلف البقشيش عن الرشوة، في أنه يلي الخدمة ويعبر عن الرضاء بها، أما الرشوة فهي شرط قهري لنيل الخدمة أو قضاء المصلحة، وتسمى في الغالب (بالتساهيل)...
والرشوة ظاهرة حربائية، تتخذُ أشكالاً وأسماء عديدة:
كل زول قدر مقامو، إلا من غفل...
وهناك من يكتفون بسماع رنين الدنانير، ورؤية الرزم المالية، لينبرشوا، في تجلي سافر للقول الشعبي:
القرش عند سيدو، والناس تريدو!
وهؤلاء المرهفون تجاه النقد، يتحلقون، خلقة الله، حول الثروة، والأثرياء، أينما وجدت، بلا قدرة على الحصول على مليم أحمر، وهم الأحرص على إكساب الملاك الأبهة اللازمة، والهيبة المتناسبة مع كتل الرُّزم، وقطع النقد، ويمكن أن يدافعوا عن أسيادهم التنابلة حتى الموت، ذاتو!