زمن الديم.. ابسلكه وعثمان حسين *عامر محمد احمد حسين

زمن الديم.. ابسلكه وعثمان حسين *عامر محمد احمد حسين

زمن الديم..
ابسلكه وعثمان حسين
*عامر محمد احمد حسين
يضرب (مامون ابسلكه) مثال العظمة بصوت الكمنجات في اغنية(صدقيني) للموسيقار العظيم (عثمان حسين)،ولصوت كمنجات (صدقيني)،ايقاع يشبه مواقع الجمال في وادي اخضر -ودرب (عثمان) في اللحن دائما اخضر .وهو فنان موسيقاه ليس لها مثيل في موسيقا السلم الخماسي ولا السباعي مزيج من سحر خاص وخاص جدا .و الخصوصية الجمالية لعبقري متفرد و نسيج وحده ..يستمع (ابسلكة) لغناء عثمان حسين .ويقول لي ذات يوم وهويشرب في (فنجان قهوة) من  مقهى احمد عمر..(عثمان يغني تماما مثل ترتيل سيف الدين ابوالعزائم للقرآن.)يسمع ويرى الدهشة ويباغتني، شيخ سيف الدين،اجمل صوت سمعته في السودان يرتل القرآن..بصوته ( شجن) عثمان حسين و(قصتنا.).مع دموعه تزداد ضحكاته ، ثم يصمت..تصور كنت امشي مسجد ابوالعزائم-المايقوما الخرطوم،.تقف الدموع في عينية كظلال بعيدة لايرى صاحبها مابعدها،تترقرق وتملأ وتسد الآفاق مثل تلميذ مجتهد عاقبه معلمه، في عقاب جماعي، لم يضعه في حساباته ،ومابين رفض الدموع الخروج ورفض الظلم يتحول الحزن إلى نشيج وصوت يخرج بصعوبة "صدقيني وحياة غرامنا ماكذبت عليك في حبي...صدقيني ابدا ولاحولت عنك مرة قلبي..انت في دنياي آمالي وأهلي وكل صحبي" أحاول اخراجه من شجن عثمان حسين،واعاود في الكلام عن صوت الشيخ سيف الدين أبوالعزائم..يعود الهدوء وتغيب الدموع...شوف..كل رمضان بمشي جامع ابوالعزائم للتراويح...ياسلام...دقيقة ياسلام شنو..تعاوده حالة الشجن..ويحكي مرة ونحن في( سلاح الهجانة) في مصر ،طلبت السلطات أن نعتقل (عمدة) في صعيد مصر..ذهبنا إلى بيت العمدة،كان رجلا مهابا،صاحب سطوة ،أستقبلتنا القرية بعيون ترفض مانحن آتين  من أجله،عيون تتهمنا بالخيانة ،بدون ماتنطق..استقبلنا أفراد بعضهم بزي رسمي يعملون كخفر ووجهاء من القرية..احسست بالضآلة والكآبة،قائدنا تحدث مع العمدة على إنفراد ،وأعطاه أمر الإحضار إلى المركز..جلس العمدة كأنه هو الملك وليس فاروق الاول..طلب قائد الخفر/الغفر،دخولنا إلى الديوان،وجدنا من الكرم مايخيف،أبت نفسي الأكل إلا أن نظرة الزملاء جعلتني أمد يدي إلى الطعام، وازداد مع كل لقمة حزنا وكآبة..بعد الطعام،خاطب العمدة قائد القوة قائلا:انا جاهز..إضطربنا كلنا ،ولو أننا رفصنا كرم العمدة ،لما خرجنا أحياء،كانت عيونهم تنطق بالكرم والاحتقار لمن وجهنا إلى اعتقال العمدة..ركب العمدة في عربة القائد..وفي الطريق سألت زميلي...إنت العمدة تهمته شنو..كان فمه يمضغ في بلح وجيوبه مليئة بطيبات العمدة...تهمته إنه وطني..كتمت الضحكة وقلت له كويس إنه مامن حزب الوفد  أو مهرب (غلال)..وقبل مايتمتم بلحن صدقيني أساله ماقلت حول التراويح. في جامع شيخ سيف الدين ضحك وقال لي:(.بجلس خارج المسجد واسمع صوت شيخ سيف الدين،وبعد إنتهاء الصلاة اخرج مع المصلين..)
..