المأمول.. والواقع

المأمول.. والواقع غنية سيليني... الجزائر الشعر تيمة الحياة فهل لنا أن نتوقف لحظة لنلتفت نحوه قلقا على تعبه نعم متعب يحمل هما ذاتيا ووجوديا يحمل قضية الأرض ومآ لات السماء على أنقاض المأمول والواقع يحضر الشعر لا على هامش ملتقيات المسرح

المأمول.. والواقع

المأمول.. والواقع

غنية سيليني... الجزائر

 

الشعر تيمة الحياة فهل لنا أن نتوقف لحظة لنلتفت نحوه قلقا على تعبه نعم متعب يحمل هما ذاتيا ووجوديا يحمل قضية الأرض ومآ لات السماء على أنقاض المأمول والواقع يحضر الشعر لا على هامش ملتقيات المسرح والرواية وغيرهما بل منه تشكلت مادة الفن والأدب إنه الجذوة الأولى لانعتاق الروح نحو الذات الشاعرة بكل ماهو إنساني ومع أمومته الحانية يتجرد الشعر من كونه سببا ذاتيا إلى تشعبات تمنح روحه أقساطا دون مقابل هنا يأتي دور الشاعر هامشا من النسيان لقضيته في إحلال الشعر جوهرا يقايض المعنى بالحلول جسدا يسير نحو غده لا حلما يغمس أدماعه عند كل أمل مفقود برأي مايزال الشعر قادراعلى الوقوف لولا أن هيكلة الثقافة جعلت منه مدارا للتسلية والترفيه لا ذاكرة للإنسان ألم تنتقل لنا ملامح الأمم السابقة وجدانا وممارسة عن طريق الشعر نعم للشعر موسيقاه وعذوبته وفتنته يسلي الأنفس عند عثراتها ويجيء فرحا طفوليا عند كل احتفال وتراجع الشعر لحساب الرواية أو هكذا يلاحظ البعض هو في حقيقة الأمر البحث عن قارئ وسوق تمشي بالفكرة بعيدا عن عزلة الشعر المتعلقة بانخفاض مستوى القارئ الجيد الذي يحقق الإنتشار ومع ذلك أرى أن الشعر لم يستسلم لحصار الدوائر الثقافية بل إن الشعراء في تزايد برغم جودة الشعر التي تراجعت لحساب الشعر النثري والذي بدوره فتح ذراعيه واسعا ليشمل كل متشاعر خذلته الطبيعة والفطرة وفرط في أسباب إكتساب الشعر ولو أن  اكتسابه يراوح الشاعر بين النظم و والتبسط الممجوج وهي معضلة أخرى تعانيه الأسماء الجادة إذ أصبح البديل سهلا بغض النظر عن البضاعة فيمكن عند كل مناسبة شعرية أو أدبية أن تستعيض المؤسسات أو الجمعيات الثقافية بغيرما اسم ليسير النشاط خالي الوفاض إلا من مكاسب مادية يحوزها مسيروا النشاط الأدبي على حساب تحقيق مردود مادي للشاعر هنا تسلب القامات الشعرية إرثها الشرعي فمع كل اعتراض تقصى إلى أن يفصل تماما عن الظهور في أي مناسبة ولا يعود إلا متنازلا عن حقه باسم المعاناة من الوحدة الأدبية واستنزاف الشوق للقاء الأحبة ممن يشاركونه جدل الفناء لأجل البقاء لكل تلك الأسباب يذهب الشعراء لتحقيق الحيوية وتجديد الدافع عن طريق إنتاج قصائد مصورة ومسجلة على شكل فيديوهات وكذا عن طريق الوسائط الاجتماعية والتي بالرغم من مردودها المعنوي إلا أنها قاصرة عن بلوغ الأثر بشقيه الحضاري والمادي يأتي هذا بعد الانسحاب من دور النشر التي تأنف من نشره ودعمه بغض النظر عن قيمته الأدبية والعبارة المتداولة الله غالب سوق الشعر ميت فقط لو تطبع على حسابك وتنسى فكرة التسويق والترويج فالناشر هنا لا يتجاوز دور الوسيط بين المؤلف والمطبعة وهذا بدوره فتح المجال واسعا أمام كل متنطع دعي ليطبع إن شئت أسميها خواطر هشة فيكتظ الشعر على قلة الشعراء  فلنخرج سريعا لنبحث عن مخرج جدي وواقعي والسؤال المطروح هنا كيف؟ ومن أين؟ وهل يمكن ذلك؟ أقول لامناص ويد الشاعر مغلولة إلى أناه وحدها الجماعة من تملك قوة الدفاع عن الحق أمام شح القوانيين التي تحكم الأدب على أنه هواية لوقت الضجر ليس إلا والحقيقة أن الأديب الشاعر في طريقة للكتابة يفقد حميمية العائلة في عزلته المنطقية ليشبع نهمه قارئا فمتصوفا في جلابيب الفكرة العصية على الحضور إلا عند سكرة الروح وانفعالات العقل الشاهد على الميلاد وكذلك يقتطع الشاعر من قوته على قلة موارده ليسير نحو الملتقيات يجرح الجرح عند كل قصيدة والحل برأي يكمن في تشكيل نقابة تجمع الأدب عموما تعمل كشريك فعلي في سن القوانين والدفاع عن القضايا العادلة التي يكتمها الشعراء بخاصة هنا في هذا المقام إلى ذلك علينا أن نتذكر أن الشعر إلى اليوم منحة تقتضي المحنة وننتظر أن يعترف بالشعر محنة تقتضي المنحة والمجال أمام المؤسسات الثقافية لإعادة الإعتبار و إحكام القانون بالتطبيق