قصائد بثياب الشاعر

قصائد بثياب الشاعر حسن النواب_العراق ‏ (1)‏ الشعراء النبلاء مقدَّسة قصائدهم

قصائد بثياب الشاعر

قصائد بثياب الشاعر

حسن النواب_العراق


‏ (1)‏
الشعراء النبلاء
مقدَّسة قصائدهم
مثل مراقد الأولياء
والشعر عندهم
أبوَّة وأمومة وطفولة
وزادهم الذي لا يفسد
ونهر من السلسبيل
تستحم ربَّة الشعر
بكوثره كل مساء
وإذا ما أرادت أية حكومة
أن تحوّل قصائدهم
إلى بوق وطبل وصنوج
ستراهم أما يفرّون وأما ينعزلون
‏ أو يموتون بعد حين بهدوء.‏
‏(2)‏
ابنتي التي تضع طوق القصيدة
حول رقبتي
وتقول أنت شاعر
أرجوك أنْ تطير
وكلما رفعتْ ذراعي
يضيق الطوق حول عنقي
ابنتي تدعوني أنْ أطير
وهي لا تدري أنَّ جناحيّ
قبل أنْ ينمو عليهما الزغب
‏ قضمتهما شظايا الحروب.‏
‏(3)‏
السنبلة
التي زرعتها البلاد في صدري
كنت أنثرُ حبَّاتها
في كل موسم على الفقراء
السنبلة
التي حملتها إلى حدائق النار
كنت أطعم حبَّاتها
للجنود الأسرى بالخفاء
السنبلة
‏ التي حملتها إلى منفاي
شاخت
‏ وتحوَّلتْ حبَّاتها إلى حفنة دموع.‏
‏ (4)‏
وحدها المنصَّة
مازالت تتذكَّر أنَّ هذا الشاعر
يحمل أكثر من وجه
وأكثر من ذيل
وأنَّ قصيدته التي يقرأها الآن
‏ تصلح إلى جميع الحكومات.‏
‏(5)‏
الشاعر النبيل
الذي لا يزور قبره أحد
إنَّما تزور قبره كل فجر
‏ القصائد التي كتبها لأجل الناس.‏
‏(6)‏
ذات يوم
ستختفي المفخَّخات
من شوارع البلاد
ولكن متى تختفي
القصائد المفخخة
بذخيرة التملق والدجل
‏ من منصَّة الشعراء.‏
‏(7)‏
معظم الشعراء أذنبوا
بحق البلاد
لكن الشاعر الذي لا يعترف بذنبه
سيطول ذنبه مهما حاول أنْ يستره
حتى يصبح أنشوطة
تشنقه ذات يوم
‏ أمام الناس.‏
‏(8)‏
كل ما يريده الرئيس من الشاعر؟
أنْ يمدحهُ بقصيدة
وكل ما يريده الشاعر من الرئيس
أنْ يمنحهُ الحرية.‏
‏(9)‏
شاعر يقرأ قصيدة
ويرى دمها
يتوهج في العيون
‏وشاعر يقرأ قصيدة
‏ويرى دخانها الفاسد
‏يخنقُ رئة الجمهور.‏
‏(10)‏
الشعراء الفحول
الذين قرأوا
في المهرجان
كان الجمهور يراهم
مجرَّد صيصانْ.‏