حرب السودان ..مزاد الاستعمار..
حرب السودان ..مزاد الاستعمار..
كليك توبرس _ عامر محمد أحمد
ان يصدر تجمع سياسي سوداني بياناً باهتاً ،وركيكاً ،يعلن فيه وقوفه مع دولة اخرى ضد بلاده في نزاع معروف من يغذية بالسلاح والمرتزقة ،ويريد استمراره لاسباب يعلمها رغم الفشل ،والموت، والدمار وهلاك المرتزقة، فإن ذلك يمثل قمة السقوط في الانحياز للتدخل الاجنبي في السودان ..وسؤال ماذا قال مندوب السودان الحارث إدريس في مجلس الامن؟ و هل قال الحقيقة ام توقف عند عتباتها ؟ كان على الإخوة في (حزب تقدم) شركاء صناعة التغيير، وحرية التعبير ان يجاوبوا عليه بدلاً من الهروب وطمس الحقيقة بعبارات رنانة فارغة ومقدودة .، ومحاولة تجريم مندوب السودان في مجلس الامن و تصديه لتطاول مندوب( الامارات) ولم يكفهم التدليس، بل قالوا بعدم شرعية حكومة السودان؟ والغريب انهم ما انفكو،ا في كل وقت وحين، دون كلل او ملل، يتحدثون عن تواصل مع قيادة الجيش السوداني، ويمنون النفس بشراكة مستقبلية حسب الحالة بوجود (آل دقلو )او القضاء عليهم ،وفي كل الاحوال الاعتماد على موقف وموقع ابوظبي ،والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة من الحرب ،وكيفية إشراكهم في السلطة السياسية مابعد الحرب. وكان الاجدر بمقام تجمع سياسي يضم (اشتاتاً متضامنين) من اجل تغيير ديمقراطي، يرفعون رايته، ان ينظروا ابعد من( ارنبة انوفهم )، ومن عادة ذميمة ملتصقة بحياتنا السياسية،_ النظر تحت الاقدام، وبيع المؤقت بالدائم . .(تقدم) يجب عليها تصحيح المسار، والرجوع الى منصة تاسيس الثورة ،وإدانة تمرد المليشيا المجرمة العابرة للحدود . ويحزن المرء ان محاولة متصاحف كتابة تقرير عن جوازات اجنبية دخلت السفارة السودانية في ابوظبي وبينها (جوازان يمنيان) والاعتماد على بيان ( تقدم ) إنما تحكي عن إفلاس، وتغبيش للحقيقة، وخاصة ان المتصاحف، لم يذكر حقيقة مصير اصحاب الجوازات، وهل قتلوا في السودان، ؟ ولماذا لم تنعهم دولتهم؟ او تقيم لهم سرادق عزاء، باعتبارهم من اهل الإغاثة للملهوف، ونصرة الضعيف، والقيام بالواجب، وان حكومة السودان البورتسودانية، لم تحزن على مصرعهم، ،وهم يقدمون الاسلحة، آسف الإغاثة لاهل السودان. وسؤال كيف خرجت وثائق مواطنين اماراتيين عاديين ، من باب السفارة الى مندوب السودان في مجلس الامن واختيارهم دون سواهم ممن زاروا السودان للتجارة والسياحة والاستخبارات؟ ومثل هذه المعلومات بلاشك تعطي إشارة واضحة عن عبقرية ممن يخطط، حتى لكأننا ننظر إلى" الضباط الستة "في برنامج لقناة الحدث مجرتق بالذكاء الاصطناعي ،وعديلة وزين المخبر الحريف العبقري المتصاحف، صاحب فبركة اتصالات (حميدتي الاول) اليومية بشخصه الضعيف، والآن جوازات السفارة الإسرائيلية آسف السودانية التي استخدمتها حكومة السودان البورتسودانية بكل( بلطجة ) لتجريم الاعزاء في ابوظبي.مع تغبيش حقيقة مصرع ضباطهم ، لتأكيد عدم المهنية وغياب النزاهة والسقوط من( المختلق) المتصاحف..
..الحرب ضد السودان.
عندما قدم السودان شكوى بأسانيد قانونية ووثائق ،ضد دولة الامارات العربية المتحدة " دولة عربية تنتمي للجامعة العربية " فحوى الشكوى _ دعم تمرد المليشيا المجرمة الدعم السريع "عصابات المافيا الجنجويد العابرة للحدود." ..تم تغيير مضمون الشكوى بتدخل بريطاني مباشر وخبث (البيت الابيض) ، ظهرت الصورة كاملة تحمل في داخلها كل الوان الخبث، والمكر ، إذ ان الدولة السودانية المركزية ومؤسساتها تتعرض إلى غزو اجنبي مدعوم ، من دول جوار لم تصل مرحلة الدولة ولا الشعب ، عمارها خراب ،وخرابها دمار. راينا جحافلهم وهي تهدم وتقتل وتستبيح ارض السودان دون وازع من ضمير او اخلاق..والغريب ان هذه الدول لاتوحدها لغة واحدة لشعب واحد.اسواقها مناطقية إذا دخلها بالخطأ احدهم او احداهن من قبيلة اخرى لن يشترى او يبيع ومففود إذا اكتملت ثورة الشك ضده..الدعم الاماراتي للجنجويد لايقل عن التواطؤ من اجل سلب الاستعمار البريطاني فلسطين لصالح عصابات الاراغون وشتيرن..والسؤال عن غناء نانسي عجاح يقابله تاريخ غناء الملكة السيدة المحترمة فيروز (جارة القمر) للقدس، والغضب الساطع..يسجل التاريخ حتى للاصوات الفالصو ،والمصنوعة، بمداد اسود ..لايستثني التاريخ من يقف ضد بلاده مقابل دراهم معدودة..
.. سادة الديمقراطية
قمة النيوليبرالية واندفاعاتها تتحول رويداً رويدا الى استنساخ " التوحش" في مزادات العنصرية الغربية.اضمحلال الغرب الاوروبي هو جزءمن مسلسل إعادة الاستعمار بالباب والشباك.. فإذا فشل الباب بتركيع الشعوب اقتصادياً ، فإن البديل هو خلق الدولة المليشيا واختيار الدعم السريع هو اختيار اوروبي وتسويق إنقاذي ، ومع اكتمال الدائرة والدعم كان التحفيز بتنقية المال الملوث بالدم ، وغفران مذابح الامس ، واختيار الارض الفضاء حسب قراءة روايات المخابرات في النظر الى حالة السودان الحديث بمنظار لايصطحب التاريخ والهوية والحضارة ..
..دعم حميدتي...وآل دقلو موسى..
عند اندلاع حرب اليمن ، اجريت سلسلة حوارات لصحيفة "الوطن القطرية "مع مفكرون سياسيون وخبراء في الاستراتيجية ،حول الابعاد العسكرية والسياسية ،والاقتصادية ،وتاثيراتها على المنطقة العربية ، السعودية، ودول الخليج ،واليمن ،الشعب والارض ،والتاريخ .كانت اجاباتهم :متفقة حول صواب مشاركة السودان، في قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية اليمنية ،وامن الخليج العربي، واتفقوا على حتمية الانتصار، على" الحوثي" وإعادة الشرعية اليمنية، وان تمدد (الحوثي) ،يمثل خطراً على الامن القومي العربي ،والخليج راس الرمح بابعاده" الاستراتيجية،والاقتصادية، والموقع، واهمية النفط ،والاستقرار للعالم..هذه الصورة بتفاصيلها اذا تم نقلها إلى السودان ، وحرب الجنجويد ضد الشعب والدولة الوطنية السودانية ،وتأثيرها على الامن القومي العربي، وهو امن مرتبط بوادي النيل" مصر والسودان" ورهن تبادل في قراءة اللوحة إذ يمثلان القلب من معادلة الامن القومي ،والمستقبل العربي من حيث الارض، والإنسان، والموارد والموقع الإستراتيجي، واهمية وادي النيل في المعادلة تعرفها دول الغرب ،لذلك انفقت من الجهد، والمال، من اجل تعطيل وحدة وادي النيل، مالم تنفقه في إعمار اوروبا مابعد الحرب العالمية الثانية، والقياس يبدأ من العام ( ١٨٤١م) الى اليوم( ٢٤ يونيو ٢٠٢٤م ) ، ولربما كانت الدهشة اكبرعندما تقرا في إشارة جلسة مجلس الامن الدولي في مايو الماضي الى مباحثات "جدة ؛ " المفترضة ،ب "ربما مشاركة مصر والامارات " والامارات هي الدولة التي لم يناقش مشروع شكوى السودان ضدها بدعم الجنجويد المرتزقة، لتدمير الدولة السودانية والاستيلاء عليها " دولة عمرها بعمر العمران البشري يستولي عليها مغامر ومقامر وتاجر إبل اسمه محمد حمدان دقلو موسى ولد بعد استقلال الامارات باربعة اعوام" ١٩٧٤" هذه المفارقة يمكن ربطها بحمولة استعمارية تقودها دولة لم يعرف في التاريخ مثل استعمارها، وخبثها في تفتيت الشعوب، واستخدام مايمكن تسميته قوة الخبث الناعم المجرتق بحريرة حمراء، يربطها المستعمر البريطاني لكل دولة يوم عرسها او استقلالها..زرعت إسرائيل في خاصرة الامة العربية ،يوم انتهاء الانتداب" الصهيو بريطاني" على فلسطين ١٩٤٨ .سياسة المناطق المقفولة في جنوب السودان، وجنوب كردفان ،والنيل الازرق ،ودارفور، وهي سياسة فصل كامل عن بقية مناطق السودان "فصل عنصري " مؤقت ودائم" .مؤقت لصالح زرع التفرقة بين ابناء الوطن الواحد ، ودائم بسياسة" مسمار جحا" ، يتم تحريكه من حائط إلى آخر ،كلما قامت في السودان ثورة شعبية من اجل التغيير..والشواهد عديدة في لوح التاريخ..زيادة رقعة التمرد عقب ثورة اكتوبر ١٩٦٤م واستلام مدن في الجنوب بعد سقوط ديكتاتورية النميري..تمرد دارفور مع بزوغ شمس( نيفاشا) وقتل جون قرنق لحظة اكتمال الوعي الشعبي، في الجنوب والشمال باهمية الوحدة. ومساعدة الجناح الإنفصالي بقيادة (سلفاكير ) الإستيلاء على السلطة، وقيادة الجنوب نحو الإنفصال ،وقيادة شعبه نحو النزوح والحروب الاهلية وتقسيم الدولة الى" محميات قبلية" تحت حماية مليشيات .
حامل القلم..
جاء في خبر شكوى السودان ضد حكومة الامارات ما قبل الجلسة الاخيرة مايمكن تسميته مماحكات الاستعمار في تبديل الاوراق بخسة ودناءة اقرب إلى البلطجة السياسية. تغيير طابع الشكوى السودانية بواسطة" حامل القلم" وهي صفة نادرة جدا إظهار تعريف لها بخلاف ما هو معلوم بالضرورة " حق النقض _ الفيتو " وقد كان ظهور حامل القلم " في العامية السودانية _ حامل القلم لايكتب نفسه شقي " وهنا حمل القلم ضد السودان، رئيس الوزراء البريطاني الهندي الاصل ريشي سوناك ، وهو لايعلم ان الإدارة الاستعمارية البريطانية لم تفتخر بخدمة مدنية اقامتها في مستعمرة مثل افتخارها بالخدمة المدنية السودانية، لذلك على شعوب بريطانيا مقاومة زحف الاقليات المستجلبة ،نحو مركز القرار الاول في الدولة خاصة لمن كل شيء لديه قابل للبيع والشراء..وحامل القلم ظهر في الحالة اليمنية ،كما جاء في تقرير اخباري " :المتحدث باسم الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدوين سموأل،:"بريطانيا تلعب دوراً مهماً فيما يخص أزمة اليمن في إطار الأمم المتحدة، فهي "حاملة القلم" فيما يتعلق باليمن وهو ما يعرف في المجال الدبلوماسي بالطرف الذي يقود النقاشات. وصياغة القرارات في مجلس الأمن"
..ماقبل حمل المباخر.
وجاء في الانباء في محاولة قتل شكوى السودان ".أرجأ مجلس الأمن الدولي، مداولاته بشأن شكوى السودان ضد الإمارات العربية المتحدة حتى مايو، بناءً على طلب بريطانيا." وهذا التدخل البريطاني المكشوف تم بناء على ارجاء الامارات العربية المتحدة اجتماعات دورية مع الامبراطورية التي غابت عنها الشمس ،وتحولت إلى دولة منزوعة القرار والاسنان ، تسعى للموائد الغربية والامريكية والإسرائيلية من اجل دور ما في الساحة لذلك تحدها الاكثر صخباً وعنفاً لفظياً تجاه غزة ، لدرجة قد تخجل الإسرائيليون انفسهم..ماهذا التهافت ؟؟. وسؤال التهافت المركزي في قيام بريطانيا بدور المستعمر السابق لصالح الاستعمار الصهيوامريكي إن موقف بريطانيا العظمى وبيعها مصداقيتها وإنسانيتها المدعاة في الاسرة الدولية وضربها عرض الحائط بعلافاتها التاريخية مع الشعب السوداني، يؤكد ان بريطانيا هي صاحبة فكرة استيلاء( الجنجويد) على الدولة السودانية، وانها بتاريخها الاستعماري ، تقوم بالتخطيط في مراكزها الاستراتيجية ومن الامثلة ظاهرة اليهودي المستشرق الراحل "برنارد لويس" صاحب نظرية تفكيك العالم العربي إلى دويلات لصالح ،وطنه الاول إسرائيل، وهو بريطاني الاصل.وطرق الانجليز في التآمر على الشعوب العربية والإسلامية والأسيوية معلومة، ومحفوظة ،وتثير الاشمئزاز ، وهي تخطط وترسم ، ومن ثم تقوم ببيع خرائط التدمير لذاكرة الشعوب واستخدام كل ادوات الهدم للبنية المستهدفة في الارشيف والذاكرة ولو ان بريطانيا كانت لاتزال في عهد ماقبل حفيد( الهندوس) لكانت الآن تتحدث عن المتحف السوداني، ودار الوثائق، وارشيف القصر الجهوري، وارشيف وزارات الإسكان والتربية والعمل والصناعة والزراعة وارشيف الجامعات السودانية، ولكنها تصمت وتحرم الضحية من مجرد شكوى وإدانة معنوية ..تركع بريطانية العظمى لحلف النيتو ،وجناحه العسكري والاقتصادي والسياسي الولايات المتحده الامريكية ،وهي بدورها تختار الوكلاء الجيدون من لايسألهم شعب ولابرلمان عن مايفعلون ... استثمرت الولايات المتحدة في اراضي الاستعمار البريطاني السابقة، بآلية تدمير الدولة الوطنية وتحويلها إما الى تابعة، او مهدمة في المبتدا وتابعة في الخبر _ المستقبل..تريد الولايات المتحدة الامريكية تحويل افريقيا الى محميات لشعوب قابلة للإنقراض ، هنود حمر بالوان تثير شهية المستعمر ( الوحشية )
..حاملة الآثام والتقزم.
تقزمت بريطانيا العظمى، لدرجة ان يحكمها مهاجر هندوسي قليل التجربة السياسية ،بارع في الصفقات الرابحة لفئة رجال الاعمال وينتمي لحزب الارستقراطية البريطانية واللوردات " حزب المحافظين" .وتركيبة هذا الحزب يبدو انها تغيرت، وتبدلت وتعيش الآن مرحلة التقزم، وهي مرحلة تبدا من إلغاء الامارات، اجتماعات وزارية مع بريطانيا وستنتهي حتماً بعبادة( البقر، ) ومع سقوط حزب (اللوردات) في الانتخابات المحلية، فإن هزيمته في الانتخابات العامة مؤكدة .. وبايدن لن ينجح في الانتخابات الرئاسية (خريف ٢٠٢٤ ).وهذه الدول ولطبيعة انظمتها السياسية ،والاقتصادية والثقافية، والاجتماعية، فإن حاكم متردد او يخضع لدولة صغيرة لن يمكث كثيرا في منصبه. وكل تغيير في هذه الدول في المرحلة القادمة هو بمثابة جرس إنذار بان العالم لن يستقر مع سماسرة الحكم ،وعبدة المال .وان الاستعمار في ظل حركة التحرير السياسي التي تبدا بوعي الشعوب المضطهدة بحقوقها وقيادة التغيير الديمقراطي، لن تكتب له شهادة نجاح في اي بقعة من بقاع العالم.