جَمْرَةُ اُلنُّعْمَانِ
جَمْرَةُ اُلنُّعْمَانِ إدريس زايدي سَائِحاً أَمْشِي وَاُلْمَدَى عَزَبُ
. * جَمْرَةُ اُلنُّعْمَانِ
إدريس زايدي
سَائِحاً أَمْشِي وَاُلْمَدَى عَزَبُ
عَنْ جَنُوبٍ مَا شَفَّهُ اُلْقَرَبُ
سَكَنِي بُعْدٌ وَاُلدَّلِيلُ رَمَا
نِي عَزِيباً يَا لَيْتَهُمْ كَذَبُوا
كَمْ جَنَيْتُ اُلْخُطْوَاتِ فِي سَفَرٍ
طَرِبَتْ مِنْ أَعْقَابِهَا اُلْرُّكَبُ
وَاُحْتَسَيْتُ اُلشُّرْبَ اُلَّذِي نَثَرُوا
أَنْ بِدَلِّ اُلدَّاءِ اُنْتَشَى اُلْخُطَبُ
عَبَثَتْ أَقْدَارٌ وَصِرْتُ لَهَا
مِثْلَ قَفْرٍ فِي اُلنَّهْرِ أَغْتَرِبُ
سِينُ مَاءٍ قَدْ غَمَّ يَغْسِلُنِي
عَبَثاً فِي بَارِيسَ يَنْسَكِبُ
مِنْ دَلاَلِ اُلْمَوْجَاتِ رَجْعُ صَدىً
خَوْفَ حَافِي اُلرَّجْفَاتِ أَضْطَرِبُ
فِي فُؤَادِي يَمْشِي فَأُقْعِدُهُ
ضَيْفَ عَادٍ ، مَا شَاقَهُ اُلسَّبَبُ
بَابُ لَحْنٍ إِنْ صَدَّهُ قَتَرٌ
بَقْتَفِي وَجْهَ حُسْنِهِ اُلْقُرَبُ
بِمَجَازٍ أَعْيَى مُرَاجَعَتِي
فِي اُلْحَكَايَا ، قُرْآنُهُ عَجَبُ
لَوْ أَرَانِي عِنْدَ اُرْتِوَاءِ دَمِي
قُلْتُ لُطْفاً قَدْ جَاءَنِي اُلْحَدَبُ
عِيدُ شِعْرٍ أَتَيْتُ أَغْرِمُهُ
بِاُحْتِفَالٍ كَمَنْ بِهِ جَرَبُ
شِينُهُ بَيْنَ اُلغَيْمِ تَلْعَنُهُ
بَارِقَاتٌ فِي اُلْعَيْنِ تَنْتَحِبُ
رَاءُ آذَارَ تَنْتَشِي قُزَحاً
أَنْجَبَتْ مَا رَبُّ اُلْوَرَى يَهَبُ
مِثْلَ رِيحِ لِلْعَادِيَاتِ جَرَتْ
كَيْ تَرَى مَا لِلْخَيْلِ يَنْتَسِبُ
فَاُنْزَوَتْ فِي صَدْرِي بِأُغْنِيَةٍ
صَهِلَتْ فِي سَعْفَاتِهَا اُلرُّطَبُ
مِثْلَ نَارٍ أَوَّارُهَا شُعْلَةٌ
مَا شَكَا مِنْ نَيْرُونِهَا اُلْحَطَبُ
عَجَباً لِلرَّبِيعِ يَحْمِلُنِي
فِي اُلثَّرَى عَاشِقاً بِهِ غَضَبُ
جَمْرَةً فِي اُلنُّعْمَانِ تُوصِلُهُ
بِفُصُولٍ يَرْتَادُهَا اُلنَّشَبُ
مَرَّ أَيَّامٍ قَدْ يَطُولُ بِهَا
نَظَرٌ فِي اُلْهَيْهَاتِ يُغْتَصَبُ
كَيْ يَزُفَّ اُلْأَشْوَاقَ مِنْ حُرَقٍ
فِي فُؤَادٍ سَارَتْ بِهِ اُلْعَصَبُ
شَاعِراً أَتْلُو وَجْهَ جَائِحَةٍ
لِوَبَاءٍ مَا ضَرَّهُ اُللَّهَبُ
__
* باريس 21 مارس 2020