التحول
التحول أبوطالب محمد أظهر المتن المسرحي السوداني في حداثة عهد التحول الديمقراطي خطابا مسرحيا مفتوحا على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والسياسية، ولكنه غير منضبطا فنيا ولم يحقق الوجوه التي أنفتح عليها ، والتمعن للمتن نفسه ناصية فهم تشد الانتباه نحو تحول أكبر تستخرج خطابه السابق من مستنقع الركود إلى مشارف قضايا أكبر، والداعي لهذا تنازل دور المسرح في فترة العهد البائد عن الكثير من مقولاته واصطدامه بسلطته القامعة التي أعاقت مساراته وحولتها إلى
التحول
أبوطالب محمد
أظهر المتن المسرحي السوداني في حداثة عهد التحول الديمقراطي خطابا مسرحيا مفتوحا على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والسياسية، ولكنه غير منضبطا فنيا ولم يحقق الوجوه التي أنفتح عليها ، والتمعن للمتن نفسه ناصية فهم تشد الانتباه نحو تحول أكبر تستخرج خطابه السابق من مستنقع الركود إلى مشارف قضايا أكبر، والداعي لهذا تنازل دور المسرح في فترة العهد البائد عن الكثير من مقولاته واصطدامه بسلطته القامعة التي أعاقت مساراته وحولتها إلى واجهات سياسية. وفي أحايين أخرى بلغت الاعاقة حد القطعية والتمييع وفرضت عليه رؤى مسرحية تباينت أنماطها حسب حالات القمع والواجهات التي وسمت توجهاتها. رغما عن امتلاكها لمواعين آليات رافضة ثقافته. استغراق المسرح في هذا المستنقع ناتجة عن إطالة فترة الحواجز وتكميم الأفواه الممتدة ثلاثين عاما مما أصابته بحالة توهان تام وتذبذب في الموضوعات المطروحة. إن مساعي المسرح في هذه الفترة يجب أن تضم معنى ومقصد وتعدد وجوه تسمح لدوره تقديم رسائل ممنهجة ومتباينة في الأطروحات والنقد وتخرجه من مذاهب الانزلاق. وهذا يفسر تنوع
التوجهات التي يجب أن يمتطى عليها المسرح أساليب الانتقاد حتى يتمكن من فك الالتباس وحسم المغالطات ويكشف عن اقنعة ماضية عجز عن كشفها. واستتباعا لهذا التوجه تبدت أفكار متحررة أختلفت فيها رؤى الاهتمام والتتبع الزمني الراصد لنواصي التحول. وتبدو الإشارة من خلال الأعمال المسرحية التي قدمت في هذا العام 2020 طرحت قولها بكثير من الجرأة مستشرفة خطاب البدايات الأولى للمسرح السوداني في الثلاثينيات وما قبلها، انبسط دوره صوب التحول الديمقراطي وأثري متونه وجعله رهين يحرض على قراءة الواقع الجديد ويستشعر عبره روح نقدية خالصة مقارنتة مع نظيراتها السابقات والمعاصرات التي راهن على مجاراة السائد والاتباع المنقاد من دون تدقيق معترف به. رصدت هذه الأعمال تعدد مضامين فنية قارئه لفضاءين زمنيين، الأول زمن استدعاء الاستجابة والإتكاءة على العرض المسرحي المرفوض في وصاياه وواجهاته. والثاني زمن التحرر الذي عنيت به. إن رصد هذا التغيير يكتمل بإثارة الراهن نفسه ودعمه بالعديد من الأسئلة المتشابكة التي تؤطر وتتقاطع مع دعواته. من هنا يجب أن يمضى المسرح مكثفا جهوده ومستغلا وجهه الثوري ووظيفته المجتمعية تزامنا مع العهد الجديد المتصل مع المجتمع في حقيقته الموضوعية وعليه أن يكون اتصاله إيجابيا بألفة وجاذبية. و لا تتم هذه الطريقة إلا بتطوير أدواته بصورة نقدية مستحدثة تجعله فاعلا في مسيرة التحولات التي شهدتها الخارطة الاجتماعية و السوسيثقافية.