قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز إسماعيل : مغامرة العقل والروح ( Ishmael : An Adventure of the Mind and Spirit ) تدور القصة حول مواضيع التحيزات الثقافية الخفية التي تقود الحضارة الحديثة وتتناول مواضيع الأخلاق

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز


إسماعيل : مغامرة العقل والروح

( Ishmael : An Adventure of the Mind and Spirit  )

 


 

تدور القصة حول مواضيع التحيزات الثقافية الخفية التي تقود الحضارة الحديثة وتتناول مواضيع الأخلاق والاستدامة والكارثة العالمية في محاورة سقراطية بين شخصيتين تهدف إلى الكشف عن أن العديد من الافتراضات المقبولة على نطاق واسع في المجتمع الحديث مثل التفوق البشري والتي هي في الواقع أساطير ثقافية سوف تنتج عواقب كارثية على البشرية والبيئة.

بدأت القصة عندما كان  الراوي يقرأ في صحيفة يومية فشاهد إعلان شخصي مثيرا . أشار الإعلان إلى أن هناك معلم يبحث عن طالب مهتم بإنقاذ العالم . بالنسبة لمعظم حياة الراوي المبكرة فقد كان يبحث عن مثل ذلك المعلم لكنه غضب لأن المعلم قد بدأ يبحث عنه الآن فقط . إنه متأكد من أن الإعلان خدعة  لكنه ذهب إلى العنوان المشار إليه فعثر على ساحة بها غرف مكاتب فارغة . كان هناك غوريلا في إحدى تلك الغرف وهو ينظر إليه من خلف نافذة زجاجيه . دخل الى مكتب الغوريلا و من ضمن الأشياء كانت هناك لافتة مكتوبا عليه عبارة : " مع زوال الإنسان هل سيكون هناك أمل للغوريلا ؟ " . تحدث الغوريلا مع الراوي بلغة التخاطر وأدرك الراوي بسرعة أن هذا هو المعلم الذي كان يبحث عنه . إسم الغوريلا هو (إسماعيل) . تم القبض عليه في أدغال أفريقيا في سن مبكرة ومنذ ذلك الحين عاش حياته في الأسر . بدأ في حديقة حيوانات ثم انتهى به المطاف في سيرك متنقل و أخيرا اشتراه السيد (سوكولو) الذي تعلم معه التواصل بالتخاطر. من خلال اتصاله عبر التخاطر تمكن (إسماعيل) من الحصول على كتب السيد (سوكولو) فساعدته على تثقيف نفسه . بدأ (إسماعيل) تحقيقه في الحياة بمسألة الأسر ولكنه تطور ليصبح استكشافا أكثر شمولا للبشرية وشكل العالم . بعد وفاة السيد (سوكولو) تم تقسيم (إسماعيل) كجزء من تركته فهو في الغالب كان مستقلا وعاش حياته في المدينة محاولا العثورعلى طلاب و تدريسهم للمساعدة في نشر تعاليمه . بدأ (إسماعيل) والراوي سلسلة من اللقاءات و الحوارات حيث قام (إسماعيل) بمساعدة الراوي على فهم تاريخه الثقافي . يقسم (إسماعيل) البشر إلى مجموعتين هما " الآخذون " و " التاركون " . " الآخذون " هم أصحاب الثقافة السائدة الذين يعتبرون البشر حكاما للعالم  والذين سيتطورون بدون ضوابط وسيسيطرون أولاً على كوكب  الأرض ثم ثانيا على كل الكون من خلال الابتكارات التكنولوجية . " التاركون " هم أصحاب الثقافة القبلية الذين يعيشون ببساطة أكثر باتباع نفس القواعد الأساسية التي تحكم السكان الآخرين على الأرض . (إسماعيل) ساعد الراوي على رؤية أنه على الرغم من أنه قد يبدو بأن ثقافة " الآخذون "  قد تغلبت على القواعد البيئية التي تحكم أشكال الحياة الأخرى إلا أن ثقافتهم الحالية في حالة سقوط حر ومحكوم عليها بالانهيار بمجرد أن يستنفد كوكب الأرض موارده البيولوجية و البيئية . بالإضافة إلى مساعدة الراوي على رؤية سمات ثقافتي " الآخذون " و" التاركون "  أوضح له (إسماعيل)  كيف ساعدت الأساطير المختلفة في تشكيل الثقافتين . واحدة من تلك الأساطير الرئيسية التي ناقشها هي قصة آدم وحواء . (إسماعيل) ساعد الراوي على رؤية أنه في حين أن ثقافة " الآخذون " من خلال هيمنة المسيحية ترى هذه الأسطورة على أنها اشارة تاريخية الى موضوع خلقها الخاص فقد تم استخدام هذه الأسطورة من قبل ثقافة " التاركون "  لشرح توسع ثقافة  " الآخذون" . كان " التاركون " يحاولون فهم سبب تحول  " الآخذون " إلى الزراعة و فرض أسلوب حياتهم عليهم . استخدم " التاركون " تلك الأسطورة وشرحوا بأن " الآخذون " قد أكلوا من شجرة معرفة الخير والشر التي كان يجب أن تأكلها الآلهة من أجل معرفة من يجب أن يعيش ويموت . وهكذا كان  " الآخذون " يتصرفون مثل الآلهة لأنهم يعتقدون بأنهم قد  اكتسبوا معرفة الآلهة في حين أن هذه المعرفة في الواقع لا تنتمي إلى أي شكل من أشكال الحياة على الأرض . كان درس (إسماعيل) الأخير للراوي هو أن يصبح معلما و يقوم بمشاركة الآخرين ما تعلمه منه . في نهاية مناقشاتهما غادر الراوي لقضاء بعض الأمور الشخصية  مما أجبره على تفويت عدة أيام من الاجتماعات مع (إسماعيل)  . عندما عاد أخيرا إلى مكتب (إسماعيل) لم يجده هناك فتتبعه و وجده في سيرك متنقل و صار يزوره ليلا حتى يتمكنا من إنهاء دروسهما . فكر الراوي في خطة لإنقاذ (إسماعيل) من السيرك عن طريق شرائه من صاحب السيرك . توجه إلى المدينة وعمل على جمع الأموال اللازمة لشرائه من السيرك . عاد الراوي و لكنه فقد أثر السيرك وعندما وجده أخيرا علم بأن (إسماعيل) قد مات بسبب الالتهاب الرئوي . كان (إسماعيل) مريضا لفترة طويلة لكنه أخفى حالته عن الراوي . جمع الراوي عددا قليلا من أغراض صديقه المتبقية بما في ذلك تلك اللافتة التي كانت خلفه أثناء اجتماعهما الأول ولكن هذه المرة  مكتوبا عليها : " مع زوال الغوريلا هل سيكون هناك أمل للإنسان ؟ " . بدأ الراوي في التفكير في كيفية تنفيذ أمر (إسماعيل)  ليصبح معلما بنفسه لمساعدة الآخرين على رؤية المشاكل في ثقافة " الآخذون" وإيجاد طريقة جديدة للعيش في توازن مع الثقافات الأخرى على كوكب الأرض .  

(إسماعيل) : مغامرة العقل والروح  هي رواية فلسفية للكاتب (دانيل كوين) تم نشرها عام 1992 . الرواية هي في الأساس حوار سقراطي بين الراوي المجهول والغوريلا (إسماعيل)  . يتكون نص الحوار من سلسلة من الأسئلة والأجوبة حيث يحاول صوت واحد فهم المفاهيم الأخلاقية . يفتقر ذلك الحوار السقراطي إلى العديد من عناصر الرواية العادية بما في ذلك وصف المشهد والحبكة . الحوارات السقراطية لها جذورها في الكتابات القديمة لأفلاطون  والتي أظهرت سقراط كواحد من الأصوات في تلك الحوارات. تتمحور الكثير من تعاليم (إسماعيل) حول قصص الكتاب المقدس في العهد القديم . على وجه الخصوص  كان يركز على القصص التي تم سردها في سفر التكوين حول الخلق و شجرة المعرفة وسقوط الإنسان . في جميع الأحوال كان (إسماعيل) يعود إلى مسائل البيئة والإيكولوجيا وحقوق الحيوان ويوضح بأن الإنسان قد تم تكليفه بقدرمن المسؤولية عن العالم وجميع الكائنات الحية وعندما يتخلى الإنسان عن تلك المسؤولية فإن العالم سيصبح محكوما عليه بالفشل . رواية (إسماعيل) هي الأولى في ثلاثية الكاتب التي تضمنت رواية (قصة بي) و رواية (إسماعيلي) . تم إنتاج رواية (إسماعيل) بشكل فضفاض في فيلم سينمائي باسم (غريزة) بطولة (أنتوني هوبكنز) في دورطبيب أنثروبولوجيا سجين تمت محاورته من قبل (كوبا قودينق) في دور طبيب نفساني  .