سد النهضة... تعبئة الخزان والنفوس ..

سد النهضة... تعبئة الخزان والنفوس .. الخرطوم -كليك توبرس -عامر محمد أحمد حسين أعلن وزير الري الأثيوبي، بداية تعبئة سد النهضة، دون اصطحاب آراء شركاء النهر السودان ومصر، وبذلك تنتهى خيارات التفاوض العلنية، للوصول إلى حل حقيقي للأزمة والتى تعد الأختيار الأكبر، لدولتي وادي النيل منذ فجر التاريخ، وجريان النيل الأزرق، طبيعيا. أمس

سد النهضة... تعبئة  الخزان والنفوس ..

سد النهضة... تعبئة  الخزان والنفوس ..
الخرطوم -كليك توبرس -عامر محمد أحمد حسين

 

 

 


أعلن وزير الري الأثيوبي، بداية تعبئة سد النهضة، دون اصطحاب آراء شركاء النهر السودان ومصر، وبذلك تنتهى خيارات التفاوض العلنية، للوصول إلى حل حقيقي للأزمة والتى تعد الأختيار  الأكبر، لدولتي وادي النيل منذ فجر التاريخ، وجريان النيل الأزرق، طبيعيا. أمس
فشلت مفاوضات الجولة الاخيرة،  بين السودان، ومصر،  وإثيوبيا .واليوم  ابتدأت مرحلة جديدة من مراحل ازمة السد الأثيوبي.وكانت هذه الخطوة بالنسبة، للسودان ومصر، كما يقول خبراء بمثابة الإنذار وأن  العلاقات بين السودان ومصر وإثيوبيا لم تعد، كمآ كانت في السابق و
وصلت قضية سد النهضة الآن  إلى محطات بعيدة، ومابين الحرب والاتفاق يمكن استدعاء ، شعرة علاقات بين دول  اثيوبية، تعيش في أزمات عديد، وحروب معلنة وغير معلنة داخلية  وكذلك  مصر والسودان و قبول ورقة تدخل الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة،  بعد ان ضربت أثيوبيا عرض الحائط بوساطته.  وترى مصادر عليمة أن سد النهضة، تحول من قضية استخدام لموارد المياة، بين دولة المنبع ودولتي المصب،السودان ومصر  الى قضية سياسية بامتياز وورقة لكسب فئات شعبية اثيوبية  لقيادة تلعب بمثل هذه الورقة الرابحة، وأكدت مصادر (لكليك توبرس) أن رئيس وزراء أثيوبيا، ( ابي احمد )يعيش ضغوطات داخلية وخارجية، ترتبط، ارتباطا وثيقا بحكمه، والنظام الفيدرالي، وصراع القوميات الإثيوبية،  في سباق الهيمنة عقب الانقلاب الناعم الأمنى الذى أطاح بسيطرة قومية رئيس الوزراء الراحل، مليس زيناوي ( التقراي،) وصراع الامهرا والارومو.و  يجئ  حديث رئيس وزراء أثيوبيا ابي أحمد، قبل أيام  عن الإصرار على بدء ملء الخزان، في موعده في شهر يوليو والذى تحقق اليوم .في  منتصفه.ضمن هذا الصراع الداخلي.  الخطوة تشير صراحة إلى احادية  اثيوبية، ووضع الكل في خانة التسليم أو الاستسلام بالنسبة للسودان ومصر.  وحتى الوساطة الإفريقية،والتى جاءت  بناء على قرار مجلس الأمن الدولي.  وعلى حسب شكوك مصر والسودان  بشأن إصرار أثيوبيا على خطوات تشغيل خزان النهضة دون اتفاق مسبق مع السودان ومصر فإنها لطمة للحلول الإفريقية لقضايا دول الاتحاد. و شروط سلامة الخزان، والقيد الزمنى لبداية التشغيل وملء الخزان، مع رفض  إثيوبيا اصطحاب السودان ومصر، معها في ملء الخزان لتبدأ مرحلة جديدة.  

 

 


تحريك الملفات..
عقب استيلاء  الضابط في الحرس الإمبراطوري الأثيوبي منقستو هايلي ماريام، على السلطة في أديس أبابا وقتله الامبراطور هايلى سلاسي، أصبحت الدولة المركزية الإثيوبية، أمام سؤال حقوق الأقاليم، أو سؤال هيمنة قومية الامهرا على الحكم مئات القرون، بالاضافة إلى سؤال الشعب الاريتري المظلوم والمستعمر من قبل الجارة الكبيرة،؟  وكانت الإجابة في السودان على رفض الإمبراطورية الإثيوبية، اعطاء الشعب الاريتري حقوقه المشروعة، ايواء الثوار ودعمهم، وكذلك بداية الدعم الأثيوبي، للتمرد في جنوب السودان. معادلة العلاقات بين البلدين، شهدت تصدع في فترة حكم منقستو، وانحياز مصري للسودان، ضد تهديدات الحكم الأثيوبي بالتعامل بالقوة مع السودان وكانت مقولة الراحل الرئيس أنور السادات، في الرد على تهديدات منقستو"الاعتداء على الخرطوم، اعتداء على القاهرة "وكان وزير خارجية مصر، عقب انتهاء  مفاوضات  سد النهضة دون الوصول  إلى اتفاق، قد اتهم الحكومة الإثيوبية الافتقار إلى الإرادة السياسية.
إرادة سياسية..
هذه الخطوة الإثيوبية ببدء ملء خزان سد النهضة، دوت اتفاق بين الدول المعنية بتدفق مياه نهر النيل الأزرق أو كيفية الاستفادة منه في صناعة الكهرباء، كما تقول إثيوبيا على لسان وزير الري بأن حكومته قد حققت رغبة الشعب. وهذه الرغبة في إطار السياسة الداخلية لاثيوبيا تصل برئيس وزراء أديس أبابا إلى تقديم نفسه امبراطور جديد، يعيد أمجاد قومية الامهرا مع دماء الارومو، القومية الكبرى والتى لم تحظى أبدا  بالسيطرة على الحكم.
آثار.

 

 


عقب إعلان إثيوبيا، تعبئة السد مباشرة وكنتيجة أولية، أعلنت وزارة الري السودانية، انخفاض وارد المياه إلى محطة الديم الحدودية مع أثيوبيا ، بمقدار 90 مليون متر مكعب. والسؤال ماهو الخيار الأمثل بالنسبة إلى السودان ومصر.؟  وكانت ( رويترز) قد أكدت  أن أثيوبيا قالت بأن المطالب المتكررة  والزائدةمن جانب مصر والسودان قد حالت دون الوصول إلى اتفاق. ومع رفض السودان ومصر للخطوة الإثيوبية، فإن خيار اللجوء إلى مجلس الأمن من جانب مصر والسودان، سيجعل من كل الخيارات القادمة سودانية مصرية وبالتالي فإن وضع كل الاحتمالات المفتوحة، لن تكون بعيدة من تهديد السلم والأمن العالمي، فأذا أدان مجلس الأمن الدولي، الخطوة الإثيوبية، سيقع الحرج، على الاتحاد الإفريقي ومقره في أديس أبابا وخاصة إذا رفض الاتحاد الإفريقي إدانة أثيوبيا فإن مصر والسودان لن تكون من خياراتهم المفضلة قبول وساطة الاتحاد الإفريقي في المستقبل. وضعت
أثيوبيا بقرار بداية تعبئة السد، مصر والسودان، أمام امتحان حقيقي لايقبل نصف إجابة، أو إجابة تحتمل التأويل.