قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز الأشياء الجميلة التي تحملها السماء (The Beautiful Things That Heaven Bears) تدور القصة حول مهاجر إثيوبي هرب من الإنقلاب العسكري الشيوعي في إثيوبيا إلى الولايات المتحدة قبل سبعة عشر عاما وأصبح يكافح ويدير متجرا في واشنطن العاصمة.

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز

الأشياء الجميلة التي تحملها السماء   (The Beautiful Things That Heaven Bears)

 

 

 

 

تدور القصة حول مهاجر إثيوبي هرب من الإنقلاب العسكري الشيوعي في إثيوبيا إلى الولايات المتحدة قبل سبعة عشر عاما وأصبح يكافح ويدير متجرا في واشنطن العاصمة.  

بدأت الأحداث عندما كان (سيفا) وأصدقاؤه (كين) و (جو) داخل متجر (سيفا) الواقع في منطقة في واشنطن العاصمة معروفة بفقرها . كان الأصدقاء يلعبون لعبة اعتادوا عليها حيث يسمي أحدهم ديكتاتورا أفريقيا ويتعين على الآخرين ذكر السنة التي تولى فيها الديكتاتور سلطة البلاد وما هو اسم تلك البلاد حاليا .  الأصدقاء الثلاثة هم من أقطار مختلفة في إفريقيا  وقد التقوا جميعًا عندما عملوا في فندق بعد وقت قصير من وصولهم من بلادهم إلى الولايات المتحدة . تعرفوا على بعضهم البعض منذ 17 عاما وقد قضوا فترة طويلة منذ تلك البدايات المبكرة في فندق حيث عملوا كخدم . أصبح (كين) مهندسا ويعمل (جو) في مطعم راقي ويمتلك (سيفا) متجره الخاص . الحي الذي يعيش فيه (سيفا) يسمى لوقان سيركل . في وقت من الأوقات كان ذلك الحي عبارة عن مجموعة من منازل كبيرة في مطلع القرن . الآن  تم تحويل معظم تلك المنازل إلى شقق سكنية مدعومة . لا تزال هناك بعض المنازل التي لم يتم تحويلها أبدًا من ضمنهم منزل يقع بجوار مبنى شقة (سيفا) وقد اشترته الأمريكية (جوديث)  قبل عدة أشهر . في لمحة عن الماضي تذكر (سيفا) أول اجتماع له مع (جوديث) والأيام التالية له . كانت (جوديث) تعمل أستاذة متخصصة في التاريخ الأمريكي ومطلقة حديثا . لديها ابنة من عرق مختلط اسمها (نعومي) تبلغ من العمر 11 عاما والتي لم تتقبل طلاق والدتها جيدا . بدلا من البقاء في منزلهما الذي تم تجديده حديثً في ذلك الحي فقد كانت تفضل الذهاب إلى متجر(ستيفا) والتسكع هناك و الحديث عن الكتب . كانت تأتي لمقابلة (سيفا) كل يوم بعد المدرسة . (جوديث) أخذت إجازة اضطرارية من أجل إعادة حياتها إلى المسار الصحيح . قامت (جوديث) بدعوة (سيفا) إلى منزلها بعد وقت قصير من عيد الشكر لتناول العشاء . حصلت جاذبية رومانسية  فورية بين جوديث و(سيفا) وانتهت تلك الأمسية بتبادل قبلة لطيفة بين الاثنين . في اليوم التالي (سيفا) أخبر أصدقاءه القدامى عن  (جوديث) لكنهم لم يتفاجأوا بالحدث نسبة للجاذبية الواضحة بينهما و لأن (سيفا) لم يكن يفعل شيئًا سوى التحدث عنها وعن ابنتها (نعومي) . (سيفا) شاهد (جوديث) في الشارع في اليوم التالي و فجأة أصبح خجولا جدا . ومع ذلك  عندما جاءت نعومي إلى متجره بعد المدرسة في ذلك اليوم  شعر (سيفا) براحة كببرة لوجودها وبدأ في السماح لنفسه بحرية الحلم بأنهم قد يصبحون جميعا عائلة واحدة يوما ما. (نعومي) أخبرت (سيفا) عن رواية  الأخوة كارامازوف للكاتب دوستويفسكي التي قرأتها في السابق . بعد أن فقدت والدها مؤخرا بعد طلاقه من والدتها انجذبت (نعومي) بسهولة نحو (سيفا)  كبديل لوالدها . كان ذلك وضعا قد افتقده  منذ مغادرته إثيوبيا حيث لا يزال يعيش الكثير من أفراد أسرته . على الرغم من ذلك  لم يكن كل شخص في  حي لوقان سيركل لطيفًا أو مرحبًا. اعتقد العديد من الجيران بأنه سيُطلب منهم المغادرة قريبا لأن الطبقة العليا أرادت شراء المنازل القديمة وتحسينها تماما كما فعلت  (جوديث) . ذلك  التحسين الحضري  يعني إخلاءهم لمنازلهم وأنهم لن يكونوا قادرين على العيش كما كانوا يعيشون هناك لفترة طويلة . لقد رأوا بأن (جوديث)  تمثل ذلك التحسين الحضري وبدأوا في استهدافها هي و ابنتها (نعومي) . جاء عيد الميلاد وتلقى (سيفا) جرعة واقعية وقاسية عندما زار منزل (جوديث) و (نعومي) للاحتفال معهما .  تحت شجرة  في المنزل كانت هناك كميات كبيرة من هدايا الثمينة خاصة (نعومي) كان قد أرسلها لها والدها الذي يعمل مدرسا في الخارج . تلك الثروة الواضحة كانت بمثابة تذكير صادم و واضح الى (سيفا) عن نوع الحياة التي لم يكن يأمل في تقديمها لأي منهما . بدلا من إنهاء تلك الأمسية  بقبلة تصافح  فقط هو و (جوديث) . كان متأكدا تماما من أن ذلك قد أنهى علاقتهما . بالعودة إلى الحاضر فان قريب (سيفا) الوحيد الذي يعيش في الولايات المتحدة هو عمه (بريهان) الذي ساعده في الحصول على وظيفة عندما وصل لأول مرة إلى أمريكا . كانت جرعة (سيفا)  الأولى التي تلقاها من أمريكا قد لفتت نظره الى واقع الحياة المادية هناك وفي وقت لاحق  فكر في سرقة أموال من عمه على الرغم من أنه لم يفعل ذلك في النهاية . بالعودة إلى الفترة التي قضاها مع (جوديث) أدرك (سيفا) بعد حفلة عيد الميلاد بأنه قد تصرف بشكل سيء تجاه (جوديث) و(نعومي) فرتب لتقديم هدايا لهما في اليوم التالي . لقد أصيب بالإحباط عندما تلقى رسالة أخبرته بأن كلا منهما سيكونان خارج المدينة للاحتفال بعيد الميلاد مع عائلتها خارج المنطقة . بسبب اليأس الذي شعر به من ذلك الخبر استأجر (سيفا) عاهرة وبعد ذلك قدم لها الهدايا التي كان قد اختارها الى  (جوديث) و(نعومي) وطلب منها أن تعطيها الى شخص تهتم به . السيدة (ديفيس) إحدى النساء المنظمات في حي لوقان سيركل  أبلغت (سيفا) والرجال الآخرين بأنه سيكون هناك اجتماع في الحي لمناقشة عمليات الإخلاء التي كانت تتزايد  والمشكلة التي سيطرحها التجديد الحضري على العمال و الفقراء في الحي . حضر (سيفا) الى الإجتماع وصُدم لرؤية (جوديث) هناك . عرضت عليه مقعدا لكنه رفض الجلوس بجانبها. من الواضح أن أغلب الحاضرين كانوا يشعرون بالعداء  تجاه (جوديث) فغادرت قبل انتهاء الاجتماع  . في وقت مبكر من صباح اليوم التالي دخلت (جوديث) الى متجر (سيفا) وهي تحمل هدية بين ذراعيها كانت عبارة عن آلة كاتبة . أرادت (نعومي) من والدتها أن تعطيها له حتى يتمكن من الكتابة إليها بعد رحيلها . سأل (جوديث) عما كانت تتحدث عنه فأخبرته بأن (نعومي) ستلتحق بمدرسة في ولاية كونيتيكت وأن الحي قد أصبح خطيرا للغاية بالنسبة لها للعيش فيه . قالت له بأن في اليوم السابق قام شخص ما بتحطيم زجاج نافذة سيارتها بحجر وتم  رمي المزيد من الحجارة على منزلها  مما أدى إلى تحطيم العديد من نوافذ طوابقه السفلية. ومع ذلك وباندفاع  أخبرته بأنها لا تزال تريد أن تستمر علاقتها معه. أعطته ملاحظة من (نعومي) كتبت فيها بأنها ستفتقده حقا . في الوقت الحاضر وفي تلك الأثناء أصبح من الواضح بأن متجر (سيفا) قد بدأ يفشل. حاول كل من (جو) و(كين) مساعدته  لكن اكتئابه جعله يتجاهلهما . لقد تأخر أربعة أشهر تقريبا عن تسديد إيجار المتجر . تلقى إشعارا بإخلاء المتجر في نفس اليوم الذي علم فيه بأن كلا من (جوديث) و(نعومي) قد غادرتا حي لوقان سيركل ولن يعودا أبدا . لقد غادرتا لأنه قبل أيام قليلة عندما كانا خارج المدينة أضرم شخص ما النار في منزلهما وأحرقه أرضا . يائسا  قرر (سيفا) مغادرة المدينة لفترة وذهب لزيارة عمه في ولاية ماريلاند . عندما وصل  إلى شقة عمه وجدها فارغة . شعر بالراحة في انتظار عودة عمه و وجد رسالة قديمة كان قد كتبها عمه إلى الرئيس كارتر في السبعينيات حول الأزمة في إثيوبيا . كتب عمه عن القتل الوحشي لوالد (سيفا) . كان (سيفا) يشعر دائما بالمسؤولية عن وفاة والده ويعتقد بأن اعتقال والده وإعدامه كان بسبب ارتباط سيفا بجماعة عارضت الشيوعيين وسيطرتهم على السلطة في أثيوبيا . شعر بأنه لا يستطيع انتظار عمه  فغادر الشقة . عند وصوله إلى العاصمة أدرك (سيفا)  بأنه و(كين) قد عدلا من أحلامهما منذ وصولهما الى أمريكا . كلاهما  في البداية قالا بإنهما سينجحان في أمريكا ثم يعودا إلى إثيوبيا . الآن أدرك بأن لا أحد منهما سيحقق ذلك الحلم . مرت عليه رؤية قدسية وأدرك بأن (جوديث) و (نعومي) كانتا فرصة للخلاص له و كانتا مثالا له لكي يبدأ من جديد بالطريقة التي سلكاها أخيرا وهذا ما يجب عليه فعله أيضا . لأول مرة منذ وفاة والده شعر (سيفا) بأنه يستطيع سماع صوت والده وهو يحثه على النهوض والبدء من جديد . تجاهل (سيفا) مفاهيمه عن العيش في عالمين مختلفين في نفس الوقت واحتضن واقعه الجديد وبدلا من العودة إلى منزله توجه إلى متجره بخطوات سريعة مصمما على الإحتفاظ به . أصبح لديه شغف في حياته لأول مرة منذ شهور.

 

 

 

 

(الأشياء الجميلة التي تحملها السماء) هي الرواية الأولى للكاتب الأثيوبي الأمريكي (ديناو منقستو) تم نشرها لأول مرة في عام 2007 . إستكشفت الرواية موضوعات الهجرة والهوية والانتماء والصداقة  ومعنى المغادرة والإستقرار . حصلت هذه الرواية على العديد من الجوائز من بينها جائزة القارديان للكتاب الأول وجائزة لوس أنجلوس تايمز للرواية الأولى وجائزة نيويورك تايمز للكتاب البارز في ذلك العام . (ديناو منقستو) أميركي من أصل إثيوبي  كاتب وصحفي و مدير برنامج الفنون الكتابية في كلية بارد. حصل على مرتبة الشرف  من مؤسسة الكتاب الوطنية وجائزة زمالة ماك آرثر  وهو مؤلف لثلاث روايات وكذلك مقالات نشرت في العديد من الصحف و المجلات المرموقة في الولايات المتحدة .