قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز هكذا تكلم زرادشت (Thus, Spoke Zarathustra) تدور القصة حول رحلات وتأملات و معتقدات خيالية لرجل يدعى (زرادشت) سمي على اسم مؤسس الديانة الزرادشتية .

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز

 

هكذا تكلم زرادشت    (Thus, Spoke Zarathustra)

 

 

 

 

تدور القصة حول رحلات وتأملات و معتقدات خيالية لرجل يدعى (زرادشت) سمي على اسم مؤسس الديانة الزرادشتية .

(زرادشت) هو رجل حكيم  لديه حب عميق للإنسانية  قرر مغادرة مسكنه الجبلي المنعزل ومشاركة الآخرين بكل ما يعتقدته . حقيقة الإنسان المتفوق كانت من أهم معتقداته . عندما وصل (زرادشت) إلى قرية  أعلن لأهلها بأن البشرية يجب أن تتطلع إلى أن يصبحوا بشرا متفوقون . إعتقد  أهل القرية بأنه مجنون ورفضوه  لذلك أدرك بأنه يجب عليه  تغيير منهجه في التعليم  بشكل فعال . وجد تلاميذا راغبين و بدأ يعلمهم في السر ويهيئهم للوصول إلى حالة الإنسان المتفوق حتى يكونوا قدوة للآخرين . لكي يصبح إنسانا متوفوقا يجب على المرء أن يكون حاسدا وأن يكون محاربا وغير مشفق على الآخرين . كافح التلاميذ لفهم تعاليم (زرادشت) الذي بدأ في الاعتقاد بأن قضيته قد أصبحت خاسرة . متأسفا قرر العودة إلى مسكنه الجبلي المنعزل  لكنه طلب من تلاميذه الخروج ونشر الدروس التي علمها  لهم  . عندما كان وحيدا طافت عليه رؤية بأن تلاميذه قد شوهوا تعاليمه فقرر أن إن يعود اليهم و يصححهم . ترك مسكنه الجبلي ورفاقه من الحيوانات المخلصين وسافر إلى الجزر المباركة حيث اكتشف بأن تلاميذه قد ارتكبوا خطأ بمحاولة مزج تعاليمه عن الإنسان المتفوق  مع الطرق القديمة للديانة المسيحية . ذلك المزج محكوم عليه بالفشل لأنه يعتقد بأن المسيحية تمنع الإنسان من إيجاد شراكة حقيقية مع الطبيعة ومع نفسه وهو أمر ضروري لكي يصبح انسانا متفوقا . هاجم (زرادشت) أولئك الذين شوهوا تعاليمه وحارب الكهنة المحليين . تجادل مع رجال التعليم البارزين و أوضح لهم  بأنه لا المسيحية ولا التعليم يمكنهما أن يؤديا إلى معرفة الحالة الحقيقية للبشرية . هاجم بعد ذلك الشعراء لكتابتهم  قصائد عن الدين  بتأليف كلمات سماوية تلهم الناس للتركيز على الجنة والحياة الآخرة بدلاً من التركيز على الحاضر . قال بأن الإنسان المتفوق يجعل من السلطة أمرا قد عفا عليه الزمن . سرعان ما أدرك (زرادشت) بأن شيئا قد أضعفه و أعاقه بسبب أنه لا يزال يشعر بالشفقة على عدم قدرة البشرية على فهم إمكانياتها الكاملة . حبه للإنسانية منعه من الوصول إلى مرتبة الإنسان المتفوق  ويئس عندما عرف بأنه يجب أن يتخلى عن الإنسانية  لكي يجد حالته الحقيقية . عاد الى مسكنه في الجبل وصار يعاني من المرض .  لقد أدرك بأن البشرية جمعاء موجودة في سلسلة دائرية وأن كل ما حدث سيحدث مرة أخرى . تلك هي الطبيعة الحقيقية للألوهية وعرف بأن  ذلك سيتيح الوصول للسعادة . عاش في عزلة في مسكنه  الجبلي ولحسن الحظ لسنوات عديدة . في يوم من الأيام  سمع صرخة استغاثة من شخص من المتفوقين الذين تحدث عنهم . لقد درس هذا الشخص تعاليم (زرادشت) و جاء يبحث عنه الآن للتعلم منه وتحقيق نفس حالة السعادة والتواصل مع الطبيعة التي عاشها (زرادشت) . عندما خرج (زرادشت) من مسكنه  أدرك بأن ذلك الانسان المتفوق  ليس شخصا واحدا بل مجموعة من الملوك والسحرة والباحثين عن المعرفة الذين جاءوا إليه لمعرفة الطبيعة الحقيقية للوجود . سخر منهم (زرادشت) بسبب ادعائهم للتفوق فحاولوا تقويض ما تغير من معتقداته . أقاموا طقوسا لحمار كانوا يعبدونه باعتباره إلههم الجديد . على الرغم من إدراك (زرادشت) بأنهم ليسوا بشرا متفوقون لكنهم قد تعلموا بالفعل السخرية من المسيحية والمعتقدات القديمة ووجدوا السعادة الحقيقية . شعر (زرادشت) بأن الوقت قد حان لمغادرة  مسكنه في الجبل مرة أخرى والبحث عن أولئك المستعدين لتلقي تعاليمه الجديدة .

 

 

 

 (هكذا تكلم زرادشت) هي رواية فلسفية للفيلسوف الألماني (فريدريك نيتشه) تم نشرها في أربعة أجزاء بين عام 1883 وعام 1891 . في هذه الرواية صاغ (نيتشه) أفكاره الفلسفية في قالب ملحمي وبلغة شعرية وقدم فيها مقاربة للفضائل الإنسانية كما يراها إلا أنه أخذ عليه تمجيده للقوة حيث يعد (نيتشه) من أوائل من صاغوا نظرية الرجل المتفوق . ظهرت في هذه الرواية أول إشارة للنظرية النيتشية التكرار الأبدي .  على عكس (زرادشت) الأصلي فقد قلب بطل الرواية الأخلاق التقليدية رأسا على عقب وجعل القارئ يتساءل عن الطبيعة الحقيقية للخير والشر. في حين أن حبكة الرواية  بسيطة  إلا أن هدفها هو تركيز عقل القارئ على الموضوعات والأسئلة الأخلاقية التي تثيرها . تضمنت تلك الموضوعات مفهوم الإنسان المتفوق وهو إنسان متقن ذاتيا تمكن من تحقيق قوته الكاملة . كما تضمنت فكرة التكرار الأبدي أو مفهوم أن الأحداث في حياة البشر سوف تكرر نفسها إلى ما لا نهاية . إحتوت الرواية أيضا على العديد من الانتقادات للمسيحية في زمن (نيتشه) . تُرجمت الرواية  لأول مرة إلى اللغة الإنجليزية في عام 1891 وتعتبر من كلاسيكيات الفلسفة الأوروبية ولا تزال تدرس على نطاق واسع حتى اليوم  وبإلهامها فقد تم انتاجها في أوبرا وسمفونية وقصائد  .  

 

 

 

 

اقتباسات من الرواية :

# هناك دوما شيء من الجنون في الحب . لكن هناك دوما شيء من العقل في الجنون أيضا .

# إنني أستعرض جميع ما كُتب فلا تميل نفسي إلا إلى ما كتبه الإنسان بقطرات دمه  . اكتب بدمك فسوف تعلم حينئذ بأن الدم روح وليس بالسهل أن يفهم الإنسان دما غريبا .

# كل إنسان تعجزون عن تعليمه الطيران علموه على الأقل أن يسرع بالسقوط .

# أن أحيا كما أريد أو لا أحيا إطلاقا .

# أحمق من لا يزال يتعثر في الأحجار والبشر .

عن الكاتب :

 (فريدريك نيتشه) هو فيلسوف وناقد ثقافي وشاعر وباحث ألماني عاش في القرن التاسع عشر و يعتبر أحد أعظم المؤثرين على الفلسفة الغربية .  بصفة مهنته كعالم لفقه اللغة الكلاسيكي فقد  كان أصغر شخص على الإطلاق يشغل كرسي فقه اللغة الكلاسيكي في جامعة بازل في ألمانيا . بعد استقالته بسبب مشاكل صحية كرّس نفسه لكتاباته وكتب ثمانية عشر مؤلفا فلسفيا رئيسيا بين عام 1870 وعام 1888  مع نشر  اثنين من مؤلفاته  بعد وفاته . ركزت العديد من تلك المؤلفات على الفن والموسيقى واللغة ووجهات نظر (نيتشه) حول الدين والأخلاق والسياسة. على الرغم من أنه كان مثيرا للجدل ولم يقرأ له على نطاق واسع خلال حياته إلا أنه ظلّ  فيلسوفا  تقرأ وتناقش مؤلفاته على نطاق واسع في الوقت الحالي .