قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز (تحت ظلال الزيزفون) تدور أحداث القصة في جو ريفي يتميز بالبساطة والعفوية والصدق والإخلاص والقناعة وذلك على خلاف حياة المدينة القائمة على الخداع والكذب والغش والنفاق حيث يتهافت الناس على جمع المال دون مراعاة لأبسط المبادئ والقيم الخلقية .

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز

(تحت ظلال الزيزفون)


 

 

تدور أحداث القصة في جو ريفي يتميز بالبساطة والعفوية والصدق والإخلاص والقناعة وذلك على خلاف حياة المدينة القائمة على الخداع والكذب والغش والنفاق حيث يتهافت الناس على جمع المال دون مراعاة لأبسط المبادئ والقيم الخلقية .

 

 


الفتى (إستيفن) من أسرة متوسطة الحال يحب المطالعة ويعشق الموسيقى  ويأنس للطبيعة . وجد متعته في العزلة والبعد عن الناس فترك منزله بعد وفاة أمه وزواج أبيه من أخرى  . سكن وحيداً في غرفة متواضعة  حيث أحبّ الشابة (ماجدولين) ابنة صاحب المنزل . بادلته (ماجدولين)  الحب فتغيرت نظرته إلى الوجود وامتلأ  قلبه أملاً وبهجة . تكرّرت اللقاءات بين (إستيفن) و(ماجدولين) في أحضان الطبيعة الخلابة وعلى ضفاف النهر أو في زورق على صفحة البحيرة القريبة من المنزل أو تحت شجرة الزيزفون القائمة في وسط حديقة المنزل . حلم العاشقان بحياة مستفبلية سعيدة  ورسما في خيالهما صورة لمنزلهما العتيد الذي سيضمهما وسيكون منزل متواضعاً تحيط به حديقة مزروعة بأزهارالبنفسج  وأشجارالزيزفون . لكن السعادة التي بدأت تلوح معالمها في خاطرالحبيبين  قطعها والد (ماجدولين) حين صارح ابنته بأنه غيرموافق على العلاقة التي تربطها بذلك الفتى الذي لا يستطيع أن يوفر لها السعادة التي تستحقها . حين حاولت (ماجدولين) إقناع والدها بالعدول عن رأيه  جاء ردّه سريعاً حيث كتب إلى (إستيفن) رسالة عاجلة طلب منه فيها  مغادرة المنزل . إزاء ذلك الواقع جاءت (ماجدولين) إلى حبيبها تودعه الوداع الأخير فتعاهدا على الوفاء وتبادلا خصلات من شعرهما لكي تكون خاتماً في إصبع كلّ منهما حتى يمن الله عليهما باللقاء مجدداً . إفترق الحبيبان  لكن فراقهما كان بالجسد فقط  لأن علاقتهما الروحية ظلت قوية عبرت عنها الرسائل المتبادلة بينهما التي لم تنقطع . عاد (إستيفن) إلى منزل والده الذي انتهز فرصة عودة إبنه إلى البيت  ليزوجه بفتاة ثرية  فأقام لتلك الغاية حفلة راقصة في داره  وطلب من ابنه أن يراقص تلك الفتاة ويتودد إليها . لم يشأ (إستيفن) أن يغضب أباه فأذعن لمشيئته مكرها  لكنه صارحه فيما بعد بأنه لا يمكن أن يقبل بذلك الزواج  . ذلك الأمر قد أغضب الوالد والأقارب  فقرروا طرد (إستيفن)  من المنزل إلى غير رجعة  . خرج باحثاً عن عمل شريف يكسب به قوته ويستعيد به حريته المسلوبة ويؤمن له العودة بكرامة إلى حبيبته بعد توفير المال اللازم لتحقيق حُلمهما المشترك . في تلك الأثناء سكن (إستيفن)  في غرفة في بيت حقير وراح يبحث عن عمل يؤمن له القوت وظلت (ماجدولين) تبعث إليه برسائلها المتكررة مؤكدة له بقاءها على العهد مهما طال الانتظار . في تلك الغرفة الحقيرة الضيقة حلّ (إدوارد) ضيفاً على صديقه (إستيفن) وقاسمه المأكل والمشرب  . كان (إدوارد) على وشك بلوغ سن الرشد حيث خرج من تحت وصاية عمه وورث ثروة طائلة  فأحسن (إستيفن)  معاملته وأنقذه من الموت إثر فضيحة أخلاقية أقدم عليها . شاءت الأقدار أن تحل (ماجدولين) ضيفةعلى صديقتها الثرية (سوزان) فتعرفت على أسلوب الحياة التي يعيشها الأغنياء  . أطلعتها صديقتها على ما تملكه من الحلي والجواهر وتبادلت الصديقتان الأحاديث والشجون  فعرفت (ماجدولين) بأن صديقتها (سوزان) تعشق شاباً غنياً مثلها وأنها على وشك ان تتزوجه . كشفت (ماجدولين) لصديقتها عن حبها ل (إستيفن) الذي تنتظر عودته إليها بعد تغير حاله فعاتبتها (سوزان) وحاولت أن تقنعها بأن تتخلى عن أوهامها وتتزوج صديقها (إدوارد) الذي ورث ثروة لا بأس بها وهو قادرأن يوفر لها السعادة التي تصبو إليها كل فتاة . مرت الأيام  و ورث (إستيفن) أحد أعمامه وبدأ في  إعداد العدة لتنفيذ حلمه  فباشر بإنشاء المنزل الذي سيضمه مع حبيبته والحديقة التي تحيط به . ذهب بعدها إلى مفاجاة حبيبته (ماجدولين) بالخبر  وحين دخل عليها في حديقة منزلها ليبلغها الخبرتفاجأ بها جالسة إلى جانب صديقه (إدوارد) الذي خطبها من أبيها وهما الآن على وشك أن يتزوجا . شاهد  في إصبعها خاتماً من الماس وضعته مكان الخاتم الذي نسجته من شعره في السابق وتعهدت له بأنه سيظل في إصبعها إلى آخرأيام حياتها . إزاء ذلك الواقع المؤلم أصيب (إستيفن) بما يشبه الجنون ففكر في الإنتحار واعتل جسمه و ساءت حالته ودخل المستشفى . لم يعد إلى رشده إلا بعد أن زارته (ماجدولين) برفقة صديقه (إدوارد) وتأكد بأنها لم تعد له ولا يمكن ان تعود إليه . عدل عن فكرة الإنتحار وانصرف كلياُ إلى الموسيقى وبرع فيها  وأصبح من أبرز أركانها. ساءت علاقة (إدوارد) مع زوجته تدريجياً كما ساءت حالته المالية فبدد ثروته في القمار والشراب وأعلن إفلاسه . باع قصره وهاجر حيث انتحر بعيداعن زوجته الحامل  . بعد أن وضعت (ماجدولين)  طفلة اضطرت أن تبيع منزل أبيها لكي تفي بديون زوجها . اتصلت (ماجدولين) مع (إستيفن) بعد ان حلت بها الكوارث المتعاقبة معلنة توبتها  فاكتشفت بأنه ما زال على حبه لها  لكن كرامته أبت عليه ان يعود إليها بعد الطعنة التي وجهتها إليه . ومع ذلك ففد بذل لها ولطفلتها اقصى حدود المعونة . توالت الأحداث و جاءت (ماجدولين) إلى منزل (إستيفن)  صباحاً حيث تركت طفلتها الرضيعة مع رسالة مختومة تعلن فيها انها قررت الإنتحارغرقاُ في النهر المجاور وأنها قد تركت أمر طفلتها إليه .  لما عرف (إستيفن)  بالأمر هبّ مسرعاً إلى النهر فاستعان بزورق أحد أصدقائه واستطاع انتشال (ماجدولين) إلى الشاطئ حيث تبين أنها قد فارقت الحياة . حين عاد (إستيفن)  وقرأ بقية وصية (ماجدولين) قرر وضع حد لحياته  فعزف سمفونية الموتى  للموسيقار الكبير بيتهوفن ثم اشهد الحاضرين على أن جميع ما يملكه سيصبح قسمة بين صديقه (فريتز) و طفلة (ماجدولين)  . أوصى صديقه (فريتز) بأن يدفنه مع ماجدولين في قبرها وأن يتولى شأن طفلتها حتى تكبر وتختار زوجها بنفسها . وهكذا ضم ذلك القبر رفاة حبيبين  فرقتهما الحياة وجمعهما الموت .

 

 

 

(تحت ظلال الزيزفون ) بالفرنسية (Sous les tilleuls) وبالإنجليزية (Under the lime trees)
 رواية للكاتب الفرنسي (ألفونس كار) وهي باكورة أعماله الأدبية كتبها عام 1923 متأثراً بالمدرسة الرومنسية التي سيطرت على الأدب في تلك الحقبة من تاريخ فرنسا . إعتمد  الكاتب على أسلوب المراسلة في تدوين أحداثها تاركاً لعنصر الخيال دوراً أساسياً في تحريك أشخاص الرواية بين أحضان الطبيعة الخارجية التي أحبّها الكاتب وجعلها الإطار الأساسي لروايته . قام الأديب المصري (مصطفى لطفي المنفلوطي) بتعريبها وأعادة صياغتها بأسلوبه الخاص  ونشرها تحت عنوان (ماجدولين) .  في عام 1935 تم انتاج الفيلم المصري (دموع الحب) مبنيا على هذه الرواية و هو الفيلم الثاني الذي قام ببطولته الموسيقي و المطرب ( محمد عبدالوهاب) بعد فيلمه الأول (الوردة البيضاء) .

 

 

 

 حاولت الرواية  التأكيد على أن الخلاف الحاد بين بيئة القرية وبيئة المدينة يؤدي إلى خلاف أكثر حدة بين مفهومين للسعادة : أحدهما يعتبر أن السعادة هي نتيجة نجاح المرء في التلاؤم والتكيف مع الظروف الواقعية التي تحيط به. والمفهوم الآخر يعتبر أن المال هو مفتاح السعادة أياً كانت الوسائل المستخدمة في الحصول عليه .