قصة كتاب
قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز الحاج مراد (Hadji Murad) و قعت أحداث القصة في روسيا القيصرية حول قائد لثوار شعب الأواريين المسلم في جبال القوقاز والذي بسبب نيته في القيام بانتقام شخصي دخل في حلف شائك مع الروس الذين كان يقاتلهم .
قصة كتاب
بقلم : زين العابدين الحجّاز
الحاج مراد (Hadji Murad)
و قعت أحداث القصة في روسيا القيصرية حول قائد لثوار شعب الأواريين المسلم في جبال القوقاز والذي بسبب نيته في القيام بانتقام شخصي دخل في حلف شائك مع الروس الذين كان يقاتلهم .
بدأ راوي القصة بتعليقه على زهرة شوكية مسحوقه لكنها لا تزال حية كان قد عثر عليها في حقل وهي رمز للشخصية الرئيسية في القصة وهو (حاج مراد) . بعد ذلك بدأ في سرد قصة (حاج مراد) المقاتل الإنفصالي الناجح والمشهور الذي اختلف مع قائده وفي نهاية المطاف انضم الى الروس على أمل إنقاذ عائلته . كانت عائلته المكونة من والدته وزوجته وخمسة أطفال قد تم اختطافهم من قبل الإمام (شامل) زعيم الأواريين المسلمين . بصرف النظرعن حقيقة أن (حاج مراد) كان يريد إنقاذ عائلته فإنه بالإضافة إلى ذلك أراد الانتقام لموت أفراد العائلات الآخرين . بدأت القصة عندما هرب (حاج مراد) واثنين من أتباعه من (شامل) قائد الانفصاليين القوقازيين الذين كانوا في حالة حرب مع الروس . وجدوا ملجأ بقرية في منزل (سادو) مؤيد (حاج مراد) المخلص . عندما علم أهل القرية بوجوده طردوه من القرية . نجح أحد أتباعه في الاتصال بالروس الذين استعدوا لمقابلته . وصل (حاج مراد) في نهاية المطاف إلى قلعة فوشفيشينسكيا للانضمام إلى القوات الروسية على أمل الحصول على دعمهم من أجل إطاحة (شامل) وإنقاذ عائلته . قبل وصوله وقعت معركة صغيرة بين الجنود الروس و بعض سكان الجبال من الشيشان والداغستانيين خارج القلعة . توفى (بتروكا) الجندي الروسي الشاب في مستشفى عسكري محلي بعد إطلاق النار عليه في تلك المعركة . كان (بتروكا) قد تطوع كمجنّد بدلا من شقيقه الذي كان لديه عائلة خاصة به . ندم والد (بتروكا) على ذلك لأن (بتروكا) كان شابا مطيعا مقارنة بشقيقه المتهاون . أثناء وجوده في القلعة تصادق (حاج مراد) مع الأمير (سيميون) نجل نائب الحاكم وزوجته وابنهما ونال ثقة الجنود المتمركزين هناك . لقد أعجبوا بقوته الجسدية وسمعته فاستمتعوا بصحبته ووجدوه صادقا ومستقيما . قدم له (سيميون) هدية عبارة عن ساعة فأعجب بها . في اليوم الخامس من إقامته وصل (مليكوف) مساعد الحاكم مع أوامر بالتحقق عن شخصية (حاج مراد) . كان (حاج مراد) قد ولد في قرية تسيلمس وأصبح قريبا من الأمراء المحليين لأن والدته كانت تعمل ممرضة للعائلة المالكة . عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره جاء بعض أتباع المريدين المسلمين إلى قريته مطالبين بغزوة وحرب مقدسة ضد روسيا . في البداية رفض (حاج مراد) الإنضمام اليهم ولكن بعد إرسال رجل متعلم شرح له عن كيفية القيام بتلك الحرب المقدسة فقد وافق مبدئيا . ومع ذلك وفي مواجهتهم الأولى قام (شامل) الذي كان وقتها ملازما في قوات المسلمين المعادين للروس بإحراج (حاج مراد) عندما ذهب للتحدث مع القائد (جمزات) . في نهاية المطاف شن (جمزات) هجوما على العاصمة خونزاك وقتل الأمراء الموالين لروسيا وسيطر على ذلك الجزء من داغستان . قتل الأمراء أدي الى معارضة (حاج مراد) وشقيقه للقائد (جمزات) . في نهاية المطاف و بتحريض من (شامل) نجحا في خداعه ثم قتلاه مما تسبب في فرار أتباعه . لسوء الحظ تم قتل شقيق (حاج مراد) في تلك الحادثة وأخذ (شامل) محل (جمزات) كقائد لقوات المسلمين . (شامل) دعى (حاج مراد) للانضمام إلى نضاله لكنه رفض لأنه كان يعتقد بأنه كان السبب في قتل شقيقه والأمراء . بمجرد انضمام (حاج مراد) إلى الروس فقد أدركوا موقفه وقدرته على المساومة و وجدوا فيه الأداة المثالية للوصول إلى (شامل) . ومع ذلك فإن خطط (سيميون ) قد دمرها وزير الحرب (تشيرني) الذي كان يشعر بالغيرة من (حاج مراد) . إضطر (حاج مراد) الى البقاء في القلعة لأن (تشيرني) قد قام بابلاغ القيصر بأنه ربما يكون جاسوسا . (نيكولاس) الأول قيصر روسيا عرف بطبيعته الخاملة والمريرة وبأنانيته وكذلك بازدرائه للنساء وللطلاب الروس و لصهره (فريدريك وليام ) الرابع قيصر بروسيا . أمر القيصر (نيكولاس) بالهجوم على سكان الجبال وبقى (حاج مراد) في القلعة . في تلك الأثناء تم نقل والدته وزوجته وابنه الأكبر (يوسف) الذين كان يحتجزهم (شامل) في الأسر إلى موقع أكثر حماية . إدراكا بأن الروس لا يثقون به لقيادة الجيش ضد (شامل) ولا يمكنه العودة إلى (شامل) لأنه سيقتله فقد قرر (حاج مراد) الهروب من القلعة لجمع الرجال لإنقاذ عائلته . عند تلك النقطة قفز سرد الراوي إلى الأمام عندما وصلت مجموعة من الجنود الروس إلى القلعة و هم يحملون رأس (حاج مراد) المقطوع . (زويا) رفيقة أحد الضباط وصديقة (حاج مراد) علقت على قسوة الرجال خلال أوقات الحرب واصفة إياهم بالجزارين . ثم بدأ الراوي بسرد قصة وفاة (حاج مراد) . كان (حاج مراد) قد هرب من القلعة بعد أن تخلص من حراسه الروس و ذلك بمساعدة خمسة من زملائه . بعد أن هربوا وصلوا إلى مستنقع لم يستطيعوا عبوره فاختبأوا بين الشجيرات حتى الصباح . قام رجل عجوز بالإبلاغ عن موقعهم فجاء قائد القلعة وجنوده و أحاطوا بالموقع . تحصن (حاج مراد) ورجاله وبدأوا في إطلاق النار على الجنود حيث مات رجاله ببسالة . بعد مقتل رجاله وعلى الرغم من إصابته قام بتضميد جروحه القاتلة بقماش و واجه بنفسه تلك النيران . بينما كان يطلق رصاصته الأخيرة أغمي عليه وإعتقد الجنود بأنه قد مات . إستيقظ وبدأ معهم صراعا أخيرا لكنه سقط ومات . تكالب عليه الجنود الروس المنتصرين وقطعوا رأسه من جثته . مرة أخرى بدأت طيور العندليب في الغناء الذي كانت قد توقفت عنه أثناء المعركة وانتهي الراوي من سرده و مرة أخرى تذكر تلك الزهرة الشوكية المسحوقة والتي عثر عليها في الحقل سابقا بينما كانت لاتزال حية .
(الحاج مراد) هي رواية قصيرة للكاتب الروسي (ليو تولستوي) تم نشرها بالكامل في عام 1917 . موضوع الكفاح كان له صدى لدى (تولستوي) على الرغم من أنه كان في حالة صحية سيئة . أشارت الرسائل اللاحقة إلى أن هذا العمل قد منحه لحظات وجيزة من النشاط . بينما كان (تولستوي) يعاني من قرب وفاته فان تأمله الواسع على مفهوم الفرد في الرفض للاستسلام لمطالب العالم قد ساعده على إكمال هذه الرواية على الرغم من أنه لم يكن لديه ميل إلى نشرها وكان يريد اكمالها فقط . بالإضافة إلى موضوع الكفاح فهناك العديد من الأفكار الأخرى التي يمكن العثور عليها في الرواية مثل فكرة الحتمية . الموضوع الأكثر وضوحا في الرواية هو الصراع بين روسيا المسيحية و القوقاز المسلمة والموضوع الكلاسيكي الغربي مقابل الشرقي الموجود في التاريخ الروسي والعديد من القصص والروايات المختلفة وهو ذو صلة مرة أخرى في ضوء الحروب الشيشانية الأولى والثانية في الشيشان وروسيا . عكست الرواية عمل واقعي إعتمد على الأشخاص والأحداث الفعلية وقد استخدم (تولستوي) مواد من الأرشيف الروسي بما في ذلك السيرة الحقيقية لحياة )حاج مراد( . قام (تولستوي) بكتابة هذه الرواية في إشارة إلى جبال القوقاز خلال منتصف القرن التاسع عشر في روسيا . خلال تلك الفترة وقعت معارك بين قوات الشيشان والداغستانيين والجيش الروسي . كان لدى الجيش الروسي توقعات للتوسع في إمبراطوريتهم . إرتبط (حاج مراد) أيضا بتجارب (تولستوي) في الجيش . في عام 1851 كتب إلى شقيقه : " إذا كنت تريد التباهي بالأخبار يمكنك أن تروي بأن (حاج مراد) قد استسلم قبل بضعة أيام الى الحكومة الروسية . لقد كان هو القيادي الشجاع في كل الشيشان و الرجل الجريء الذي تحدى الشيطان ولكن تم دفعه إلى ارتكاب عمل وضيع " . في هذه الرواية وصف (تولستوي) تجارب النضال القوقازي والروسي التي مرّ بها هو و(حاج مراد) . على الرغم من أنه قد كتبها بعد حوالي خمسين عاما من وقوع أحداثها الفعلية الا أن (تولستوي) قد رسم لوحة للحضارة الروسية الفعلية في ذلك الوقت . لقد رسم الاختلاف بين اضمحلال البيروقراطيا وبين الحياة العاطفية لسكان جبال القوقاز .