قصة حب من القرن الأول قبل الميلاد 

قصة حب من القرن الأول قبل الميلاد  ( قبة الرومية )..معلم أثري يتقاطع فيه الحب مع التاريخ  عائشة سعيد حداد لاشك أن الإهرامات التاريخية لم تكن بالسودان ومصر فقط ، فهناك إهرامات أخرى بالجزائر ، وكل هذه الإهرامات قامت على شكل هرم من الحجارة وبنفس التصميم ومتاهاته الداخلية .. فى زيارة  لولاية تيبازا وقفت

قصة حب من القرن الأول قبل الميلاد 

قصة حب من القرن الأول قبل الميلاد 
( قبة الرومية )..معلم أثري يتقاطع فيه الحب مع التاريخ 

عائشة سعيد حداد

لاشك أن الإهرامات التاريخية لم تكن بالسودان ومصر فقط ، فهناك إهرامات أخرى بالجزائر ، وكل هذه الإهرامات قامت على شكل هرم من الحجارة وبنفس التصميم ومتاهاته الداخلية .. فى زيارة  لولاية تيبازا وقفت على ( قبة الرومية ) وهي بناء هرمي على ذات النسق الذى شهدناه فى إهرامات الجيزة ومروى .. تقف هذه القبة الهائلة على صدر قمة جبل ما بين الوادي والبحر وتخاصرها الخضرة من كل إتجاه .. وهذا المبنى الجنائزي الملكي كما يقول علماء الآثار يعود للنصف الأول من القرن الأول قبل الميلاد . وهو قبر سيليني إبنة كليوباترا ملكة مصر من الروماني أنطونيوس .. وتذهب القصة إلى أنه حين إنتصر أغسطس على كليوباترا أخذ إبنتها سيليني إلى قصور روما حيث نشأت هناك وكان هناك لقاؤها بالأمازيقي ( يوبا الثاني ) والذى تقول الرواية عنه هو الآخر  أنه حين قام الرومان بمحاولة غزو مملكة ( نوميديا ) شمال افريقيا كان يحكمها الإمبراطور ( يوبا الأول ) إختطفوا إبنه الرضيع ( يوبا الثاني ) والذى تربى فى قصور روما وتلقى فيها الفنون وعلم الفلك والفلسفة وسمي بعدها بالحاكم الفيلسوف . هناك إلتقى ( يوبا الثاني ) ب ( سيليني ) ونشأت بينهما قصة حب عظيمة مما ملأت سيرتها الآفاق مما دفع الإمبراطور الروماني إلى تزويجهما ووهب لهما المنطقة بين ( ملوية ) غربا والوادي الكبير شرقا فى شمال افريقيا ليحكما عليها وسميت بمملكة ( مورطانيا ) وكانت سيليني قد إشترطت على يوبا التاني أن تقيم على ضفاف  نهر النيل عند زواجهما ، فإقترح عليها يوبا قصرا على ضفاف نهر ( سيدى راشد ) بالجزائر فى ( شرشال ) وهي مدينة رومانية ، وقبلت سيليني بذلك . ولا تزال آثار ذلك القصر باقية حتى اليوم .. ويذكر أنه حين وفاة سيليني أقام لها يوبا الثاني ضريحا على شكل هرم تخليدا لها ولقصة حبهما ودفنت فى ذلك الضريح وسمي الضريح بإسمها ، وإسم ( قبة الرومية ) وصف أطلقه العرب والمسلمين على هذا الضريح  لأنها لم تكن من ( نوميديا )بل القادمة من روما . وفى هذا الضريح أربعة أبواب وهمية بها رسم صليب . وقد أصبح هذا الضريح شاهدا على قصة يوبا الثاني وسيليني وقصة من قصص الحب والتاريخ الخالدة ليومنا هذا تروى وتكتب عنها الروايات .