في يوم عيد المرأة.. 

في يوم عيد المرأة..  الخرطوم-كليك توبرس- عامر محمد احمد حسين  يحتفل العالم كل عام بالمرأة، في الثامن من مارس وينسى أن التاسع والعاشر من ايام نفس الشهر، قد تمر علي المرأة، والحال هو نفس الحال وفي كل عام يستعرض  العالم علي مائدة، طعام الذكري،  قضايا المرأة وينسج بتلك  الحكايات حكايات جديدة عن ما وصلت إليه المرأة في يوم عيدها.  وتجمع مؤسسات ودول  هذه القضايا ويطلق "الناشطون والناشطات"أبواب  بالعرض البطئ علي شاشة الأيام للمرأة مع بعض توابل الإنجازات التي ساهموا بها وساهمت في رفع درجات المرأة في سلم المجتمعات في العالم. ,, قال لي يوما :، أستاذنا الشاعر الجميل "عبدالله شابو"ًلماذا  لايحدد يوما  للرجل" قلت  له .. الرجل يأخذ كل أيام السنة، وبعد ضحكة طويلة

في يوم عيد المرأة.. 

في يوم عيد المرأة.. 

الخرطوم-كليك توبرس- عامر محمد احمد حسين 


يحتفل العالم كل عام بالمرأة، في الثامن من مارس وينسى أن التاسع والعاشر من ايام نفس الشهر، قد تمر علي المرأة، والحال هو نفس الحال وفي كل عام يستعرض  العالم علي مائدة، طعام الذكري،  قضايا المرأة وينسج بتلك  الحكايات حكايات جديدة عن ما وصلت إليه المرأة في يوم عيدها.  وتجمع مؤسسات ودول  هذه القضايا ويطلق "الناشطون والناشطات"أبواب  بالعرض البطئ علي شاشة الأيام للمرأة مع بعض توابل الإنجازات التي ساهموا بها وساهمت في رفع درجات المرأة في سلم المجتمعات في العالم. ,, قال لي يوما :، أستاذنا الشاعر الجميل "عبدالله شابو"ًلماذا  لايحدد يوما  للرجل" قلت  له .. الرجل يأخذ كل أيام السنة، وبعد ضحكة طويلة أضاف  "الجندر حأيخرج المرأة من أنثوتها" .. ولعل في كلام "شابو" بعض الحقيقة، إلا ان الحقيقة تقول بأن المرأة تعاني من مشاكل عديدة تحيط بها، من أسبابها ، نظرة المجتمع الذكوري للمرأة. وأن كانت سخرية الأستاذ  شابو،  وهو الشاعر الجميل الكتابة عن الفراشات الملونة، تثير الأسئلة حول مانراه من تعصب المرأة الغربية كنموذج ضد الرجل دون النظر إلى السياق المجتمعي وثقافة كل مجتمع، دون أن تصبح هذه الثقافة قيدا للمرأة... 
التمييز الايجابي 
سعت المرأة في نضال طويل،  من أجل تثبيت حقوقها، هذا السعي قابله الرجل، بوضع القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوقه على حساب حقوق  المرأة، والمثل الشائع السوداني "العندو القلم ما بكتب نفسه شقي" ينطبق علي حال المرأة في السودان، إذا أن القوانين كلها تحفظ حقوقها، والمجتمع بأعرافه يجرها بعيداً، عن هذه  الحقوق. وكانت حقبة الدولة الانقاذية، حقبة مكابدة للمرأة ونضال من آجل احترام حتى القوانين التي كتبتها الإنقاذ بيديها،ومع وجود المرأة الفاعل في دولاب العمل الحكومي، إلا مقارنة بذلك بدورها في القرار السياسي نجدها قليلة التأثير، وتقف في صفوف التصفيق للرجل.   ورغم فلاح ونجاح المرأة العربية،  السودانية في الوصول الي أعلى المناصب في الدولة، وزيرة ومديرة وسفيرة وقاضية وصولا الي رئاسة القضاء في السودان،  عقب نجاح الثورة الشعبية  إلا أن المنغصات لا تزال تحكم سياق حركتها داخل المجتمع. 


ويقول الصحفي والكاتب الأستاذ  احمد عوض ل كليك توبرس "إن المرأة السودانية الأكثر تأثراً في فئات المجتمع جراء الوضع الاقتصادي الهش منذ سنوات في ظل النظام المباد ووراثة الثورة لهذا الوضع الاقتصادي  مما أدخلها في دائرة الأزمة الاجتماعية،  فأزدياد نسبة الطلاق من أسبابها لبس عدم التوافق فعلاقات الحب أيضاً يقتلها الفقر وأشارالي أهمية قراءة واقع المرأة وفق منظزر علمي وليس عاطفي، حتى يتم وضع الحلول اللازمة لقيام المرأة بدورها الحيوى في المجتمع،وتحسر "عوض" علي واقع المرأة في الريف والحضر  في كثير من البلاد العربية وعموما في العالم  الثالث، والذي أحكمته عادات قديمة مما يؤثر علي فقدان المجتمعات هذه لبوصلتها جراء استمرار  بعض العادات مثل  "المهور" والتعامل مع المرأة كسلعة مما يؤدي إلى إزدياد العنوسة في كثير من الدول وان من اسباب الهجرة الى الخارج الازمات الاجتماعية والاقتصادية. . وأوضح "احمد عوض" أن عمل المرأة النازجة جراء الحروب والضائقة المعيشية وغياب التنمية المتوازنة  في الولايات  كمثال  في السودان، يعرضها لإمتهان مهن هامشية مثل بيع الشاي وامتهان أشغال لتتناسب مع وضع المرأة الهامشي يصبح  اكثر  مشقة، ، مما يعرضها لملاحقة السلطات والدخول في دائرة مساومات تدخلها في حظيرة الجريمة الناتجة عن سوء المعاملة والانحراف المؤقت يصبح أحياناً دائما، وطالب "احمد عوض" المنظمات العاملة في مجال المرأة بعد  نجاح الثورة بضرورة   زيادة برامج التوعية الصحية والنفسية،وخلق آلية تكون أكثر إلتصاقاً بقضايا المرأة.وأن تحقيق السلام يمثل بوابة حقيقية للتنمية واستقرار المجتمع وعلى رأسه المرأة.    
فاطمة احمد ابراهيم
، من أي زوايا تقرأ، الراحلة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم  من نضالها السياسي، ام من نضالها ،  في قضايا المرأة ليس من باب أنها  ضعيفة أو  أنها عالة على المجتمع، كانت هذا  النظرة  الصائبة للمرأة ودورها في المجتمع من جانب فاطمة أحمد إبراهيم قبل  مايزيد على خمسة عقود من الزمان وهذه الرائدة العظيمة  في قضايا المرأة ظلت  ناشطة في قضايا المرأة دون تحيز، بل كانت على معرفة ودراية بثقافة شعبها ومحيطه العربي الافريقي لذلك  فإن أي  قراءة لهذا التاريخ الناصعة حروفه تحيلنا إلي مقدرة مدهشة في وعيها بقضية المرأة وكيفية أخذها لحقوقها مع المحافظة على وضع المرأة في المجتمع ومن هذه   الزوايا، المتعددة  فإن نضالها يرتبط بها كامرأة احسنت تمثيل النساء في العالم، أول امرأة منتخبة تدخل البرلمان في العام    1965 شقت صفوف الرجال، ممثلة عظيمة للمراة  واثبتت،  بأن المرأة تستحق التعليم وأن تتبوأ مقعدها شامخة،في البرلمان وكانت المقاعد كلها في برلمانات العالم حكرا على الرجال.  وأسست مع صويحباتها مجلة "صوت المرأة" كأول إمرأة في العالم العربي وأفريقيا تترأس تحرير مجلة ، وأيضاً دخلت البرلمان عبر الأنتخاب في العام 1965م، وأيضاً كانت الأولي بين صويحباتها في العالم العربي, 
ولم  تكن فاطمة وحدها في ميدان الدفاع عن حقوق المرأة، بل كان معها كوكبة من المتعلمات الرائدات ، طالبات المجد، أمثال حاجة كاشف، وفاطمة طالب، وثريا أمبابي ، ونفيسه المليك و قد ، وضعن للمرأة مدماكاً حتى يأتي البناء قوياً وراسخا


فاطمة المرنيسي
يمثل حضور عالمة الاجتماع المغربية الراحلة الدكتورة  فاطمة المرنيسي في حياة المرأة العربية، مقياسا  من نوع خاص، لدور  المرأة المفكرة، المناضلة في قضايا المرأة، دون أن تنسى أنها امرأة في مجتمع شرقي كثير الانحياز لصالح الرجل، في كل مراحل الحياة، يبدأ من انحياز الأسرة لصالح الطفل "الولد"ثم انحياز المجتمع والدولة لصالح الرجل. تقول فاطمة المرنيسي" في كتابها-شهرزاد ترحل إلي الغرب " وهي تحكي عن جدتها "لقد قالت لي خلال سنواني الاولي، بانه من العادي تماما ان تشعر المرأة بالخوف حين تجتاز الانهار والمحيطات "ان المرأة تركب مخاطر كبيرة حين تستعمل اجنحتها "وكانت تضيف بأن العكس أيضا صحيح، وأن المرأة حين تنسى استعمال اجنحتها، وتهملها، فإن هذه الاخيرة تسبب لها الألم على سبيل الانتقام. كنت في الثالثة عشرة حين توفيت الياسمين. كان يفترض أن ابكيها، ولكنني تصبرت :قالت لي وهي على فراش الموت "إن أفضل طريقة تتذكرين بها جدتك هي ان تظل التقاليد حية فيك وان تروي حكايتها المفضلة من "الف ليلة وليلة "حكاية المرأة التي تلبس كسوة الريش. الحكاية التي ترويها شهرزاد. إن رسالتها بسيطة أن تحيى كالرحل، عليها ان تظل دائما مستعدة ومتأهبة للرحيل حتى وإن كانت محبوبة، ذلك أن الحب هو الآخر في رأي شهرزاد قد يصبح قيدا"ً.. 
آمال عباس 
ظلت الاستاذة آمال عباس   طوال سنين حكم الانقاذ تنافح وتكافح،وتناضل ضد تكميم الافواه وترفض التنازل عن حرية المرأة ولآمال عباس تجربة رائدة في تاريخ المرأة السودانية وظلت على مدى سنوات تجربتها في العمل العام والكتابة ء،  تكتب بمداد  الحقيقة ولا تتراجع، تتكئ علي تاريخ طويل من نضال خاص، يخصها وحدها، تسقيه من عرق  التجربة وميدان الحرية الذي فقط تجيد فيه الرمايه، وهكذا ظلت في ميدان الصحافة في كل تجاربها مع مختلف الانظمة المتعاقبة، وإن توقفت الآن عن العمل الصحفى، بعد أن أصبحت البيئة الصحفية طاردة في ظل النظام السابق المخلوع. فإن تجربة آمال عباس في صحيفة "الرأي الآخر " تمثل تجربة فربدة في الإيمان بحرية الصحافة مهما كانت العقبات والقيود التي تضعها السلطة، إلا أن سلطة الإنقاذ المتجبرة، رأت في هذه التجربة الصحفية المتميزة، الخطر الكبير، فسارع النظام إلى إغلاق الصحيفة بقرار جمهوري، في سابقة ظلت عالقة بمن تسبب في الإغلاق. ولم تركن آمال عباس إلى كل محاذير السلطة واستمرت في كتابة عمود صحفى في صحيفتي الحرية والصحافة. ، وكان مكتبها بصحيفة الصحافة ملتقي للصحافة والفكر والراي وتواصل للاجيال الصحفية. ً. وآمال عباس، أيضاً أول امراة عربية ترأس صحيفة يومية سياسية .