عروس الزّين

عروس الزّين —————— ساجدة الموسوي.... العراق  لم يَصدُق فألُك  لم يَصدُقْ يا محيي الدّين! قد قلتَ : سيكتملُ العرسُ قريباً

عروس الزّين

عروس الزّين
——————

ساجدة الموسوي.... العراق 

 

 

 


 
لم يَصدُق فألُك 
لم يَصدُقْ يا محيي الدّين!
قد قلتَ : سيكتملُ العرسُ قريباً
وستهمي كلُّ نجوم اللّيل فَراشاً
فوق النّيلَين
ستغنّي كلُّ صبيّات ِ السّودان لهذا العرس
" مبروك عليك اللّيلة يا نعّومة "
لكنَّ العرسَ تأخّرَ يا محيي الدّين !
سنواتٌ مرّت ودموع ُعروستِنا 
في العينين
والأوجعُ أنّ ليالي العرس  ِجميعاً
تنكسرُ الفرحةُ فيها
إمّا بقتال  ٍبين شقيقين
أو فيضان  ٍمجنون ..
تتأجّلُ فرحتنا وننامُ على حُرَقٍ
وشجون
*
كانت مريمُ تبكي وتولولُ :
اللهُ يعينُ عروسَ الزّين ..
تلك السّمراءُ الممشوقةُ .. واسعةُ العينين
تلك المهرةُ ما قَبِلت لصباها
إلّا الزّين
والزّينُ أصيلٌ ومطيرُ الوجدِ
رهيفٌ مفتون
*
تبكي مريمُ .. 
هل نيأس من عرسكِ
يا بنت النّيل 
أم نأملُ خيراً فيما قال العرّافون ؟
*
لم يَصدُقْ فألُك.. لم يَصدُقْ يا محيي الدّين !
قد قلتَ بأنّ الأرضَ ستزهرُ ثانيةً
عنباً .. زيتوناً ، تفّاحاً كخدود الحلوات،
وتين !
ها هي تغرقُ والنّاسُ حيارى..
لم يُغرقْهم ماءُ النّيلِ ولكن ..
أغرقهم وعدُ السّاسةِ والعرّافون
والوعدُ كما تعلمُ
كالأفيون
*  
لمَ لمْ يُصدُقْ وعدُك يا محيي الدّين ؟!
الحاجّةُ عوشةُ أعطتك ثلاثَ دجاجات ٍ
ومنيرةُ أعطتك القرطَين !
قلتَ بأن َّ منيرةَ بنتَ الحاجّ
ستنجبُ طفلاً
ويكونُ له شأن ٌفي الوطن المسكين
ومنيرةُ ما ولدت ! والحملُ ثقيل ٌ
يا محيي الدّين ..
*  
مرّت سنواتٌ ومنيرةُ لم تنجبْ
لا وَجَعاً في الظّهر ولا شبهَ مخاض 
فهل الموعود سيبقى
في جوف الغيب دهوراً أخرى يا محيي الدّين ؟!
*  
قالوا : سنعاودُ ترتيبَ أمور العرس  ِ
ولن نخشى
سنفكُّ قيودَ الخوف ِ
نشدُّ حزامَ العزمِ وسنقهرُ فألَ الدّجالين
هم كذبوا عشرات ِ المرّات ِ علينا
وعلى اللّه..
و على الدّنيا ..
وعلى الدّين
ــــــــــــــ
ساجدة الموسوي
18 ـ 10 ـ 2020