سماءٌٌ لا تخصّني اسامة سليمان

سماءٌٌ لا تخصّني اسامة سليمان  أصبت بخيبة مزلزلة عندما عرفت لأول مرة أن السماء لا تخصّني. ليلة أفصحتْ فيها السماء عن زرقتها، كنت مستلقياً في ( حوش) خالتي في قرية بعيدة، بعيداً عن فراشي الذي كنت أرقبُ منه السماء، أول ما استرعى انتباهي أن سماءهم تشبه سماءنا بل تشبه سمائي التي كنت أظنها لي وحدي، أول ماخطر بعقلي الصغير أن أمي ربما جلبت معها سماءنا تلك في أولى زياراتي لخالتي.

سماءٌٌ لا تخصّني اسامة سليمان

سماءٌٌ لا تخصّني

اسامة سليمان 

أصبت بخيبة مزلزلة عندما عرفت لأول مرة أن السماء لا تخصّني.
ليلة أفصحتْ فيها السماء عن زرقتها، كنت مستلقياً في ( حوش) خالتي في قرية بعيدة، بعيداً عن فراشي الذي كنت أرقبُ منه السماء، أول ما استرعى انتباهي أن سماءهم تشبه سماءنا بل تشبه سمائي التي كنت أظنها لي وحدي، أول ماخطر بعقلي الصغير أن أمي ربما جلبت معها سماءنا تلك في أولى زياراتي لخالتي.
حزن حرونٌ يأبى التحرك خيّم على نفسي، طفقتُ أبحث عن فروقات تثبت لي أن هذا السقف الأزرق ليس سماءنا.
على يميني كانت تلك المجموعة من النجوم التي تقع إلى اليمين من سريري هناك في قريتي وفوق الجدار مباشرة كان ذلك النجم الأحمر الذي كنت  أعده أقرب الأصدقاء.
في قرانا ننام والقبلة على يميننا لذا لم يختلف توزيع النجوم عن ذلك الذي أعتدته في بيتي وبدا لي كل نجم في مكانه ،أتذكر الآن ذلك ، فلربما إذا اختلف وضع فراشي ذلك الصغير لما أحسست بفقد سمائي.
كنت أظنّ أن السحب أواني الماء تذهب وتأتي ولم يبلغ بي الطمع حدّ الاستئثار بها
أرقبها محاولاً التعرف عليها فهذه التي تشبه رأس الحصان رأيتها قبل يومين لابد أنها عادت بعد أن مُلئت ماءً وتلك التي تشبه قارباً كبيراً عبرت منذ وقت ولم تعُد، ذاكرتي الصغيرة تحتفظ ببعضها وتنسى ، أما السماءُ والنجوم فهما لنا لا أحد يشاركنا فيهما  وما زاد يقيني ذلك أنه لم تتسنَّ لي رؤيتهما في مكان آخر فأنا عادة لا أنام خارج البيت.
كنت أظنّ النجوم ثقوباً في إهاب السماء تحجب بحراً من الضوء الذي يتسرب من خلالها وأن القمر ثقب اتسع وأن هناك من يرتّقه حتى يعود شرخاً رفيعاً ثم مايلبث أن يتسع، أما درب التبانة فهو شرخ يستعصي على الرتق.
على الرغم من عشقي القمر فإنني كنت عاتباً عليه لأنه يمزق السحب ويخترقها لكن مهما يكن فهو قمرنا والسحب لنا ولغيرنا.

السماء للجميع هكذا همست لنفسي تحول الحزن لفزع فلدي كثير من الحكايات والأسرار التي بثثتها النجوم وقد أضحت مشاعة الآن، هدأت قليلاً فلم تكن أسراري بتلك الخطورة ، لكن ما مصير ألعابي وأفكاري وأشيائي الصغيرة التي كنت أخبئها وراء النجوم وفي زوايا السماء.