رمضان في حياة المبدعين العرب

رمضان في حياة المبدعين العرب استطلاع : محمد نجيب محمد علي في شهر رمضان يختلف إيقاع الحياة، وتتغير تفاصيل يوميات الناس عن بقية الشهور الأخرى، إذ تسمو فيه الأجواء الإيمانية والروحانية والتأملات

رمضان في حياة المبدعين  العرب

رمضان في حياة المبدعين  العرب
      
استطلاع :
 محمد نجيب محمد علي

 


في شهر رمضان يختلف إيقاع الحياة، وتتغير تفاصيل يوميات الناس عن بقية الشهور الأخرى، إذ تسمو فيه الأجواء الإيمانية والروحانية والتأملات، ويقترب الإنسان فيه من الذات وهي تتقرب لله سبحانه وتعالى بالألفة والتسامح والتكافل الحميم، وتزدهي أمسيات بلادنا العربية عادة بالنشاطات والثقافات المختلفة.. ويعتبر شهر رمضان لدى المبدعين في عالمنا العربي سانحة مهمة لإعادة ترتيب الذات وتعزيز العلاقات الوجدانية بين المجتمع والقراءة والتأمل والتفكير والتدبر والسياحة في الذكريات البعيدة وقراءة الواقع، ولكل مبدع عالمه الذي تستقر به نفسه وأسئلتها وهو ينهل من معين قراءة القرآن ولغته وآياته مستلهماً ومتأملاً ومستبصراً في دروب الثقافة الإنسانية عامة.

 


قمت  باستطلاع جمع ما بين رؤية الروائي والتشكيلي والشاعر والناقد والمسرحي لهذا الشهر الفضيل وتجليات الكتابة والإبداع والذكريات الحميمة.

أيام معدودات

يقول الشاعر المغربي محمد شنوف رمضان بالنسبة إلى ليس فقط كفا عن شهوات جسدية.. هو أيام معدودات مباركة أعيشها على إيقاعات فطام عن رتابة العادات التي تملكتني طوال الشهور الأخرى.. أيام أعود فيها إلى الذات أمتاح من قوتها وإلى الروح أستنشق صفاءها وأصدف عن كل ما يحول بيني وبين ذلك.

 


نهاراً غالباً ما أستيقظ قبل الزوال بقليل.. أحس بتيه وعدم القدرة على التركيز لبعض الوقت.. لكن سرعان ما أستجمع قواي بتصفح الأخبار الوطنية والإسلامية والدولية عبر هاتفي النقال وبإطلالة على صفحاتي بالمواقع الاجتماعية خاصة الفيسبوك.. لأبقي على سلامة صحتي النفسية وجمال روحي، فأنا لا أتابع برامج التليفزيون إطلاقاً سواء في رمضان أو في سائر الأيام لهزالة الإنتاج الوطني وإصرار القائمين عليه على الرداءة السافرة لاسيما في هذا الشهر الفضيل.. بعد ذلك انصرف شحذ ذاكرتي الأدبية والفكرية بإعادة قراءة مؤلفات عربية وإنجليزية سبق أن قرأتها منذ زمن بعيد أو قريب.. كأني بها أتشرب شحنات من جمالها ومن الماضي وما ارتبطت به من ذكريات لذيذة أحييها بذاكرتي الوجدانية بلمس الكتب ومغازلة أحجامها واشتمام صفحاتها واستنطاق سطورها وإعادة قراءة تعاليقي وإشاراتي على الهامش وبالغوص مرة أخرى في مضامينها الآسرة.. تكون بمثابة شقوق اختلس عبرها النظر والعبور بحنين إلى دروب مدينة فاضلة مرت كحلم وغلقت أبوابه إلى الأبد.. كثيراً ما أغفو كمن يحاول تذكر شيء لم يره أو يعشه.. فأخرج من البيت قاصداً دروب المدينة عبر سيارتي، أنظر إلى ملامحها وأتصفح وجوه الناس وحركاتهم بمنظار جديد.. كأن الناس غير الناس والمدينة غير المدينة.. ربما لأن أجواء رمضان تجلي عمقاً ما أو أني أقرأ الواقع بمنظار ما قرأته في صفحات كتبي.
وبعد الإفطار أذهب إلى مقهاي المعتادة لأجالس أقرب الأصدقاء.. نعرض لأمور ثقافية وأدبية أو ما استجد من أحداث الساعة وهموم البلاد والعباد.. كما أحرص على تفادي كل شخص أتوجس منه ميولاً إلى تسميم أو تعكير صفو الخاطر والروح الذي ارتضيته لنفسي بإصرار خلال هذا الشهر الكريم.

 


بعدها أخلو بنفسي إلى مطلع الفجر، لأنني ليلي الطبع حتى في أيام الله الأخرى.. في غالب الليل أهتم بأمور القلب والقصيد.. يكون الليل للتأمل والتفكر والتدبر بقراءة القرآن أولاً.. ثم لتشكيل الحرف المجنح الراقص على إيقاعي النفسي ونبض قلبي.. أو لمراجعة ما كتبته ولم أنشره بعد.. ولا يخلو الأمر من معاناة لذيذة وإرهاق مجدي إلى أن أسمع المنادي إلى صلاة الفجر فأقول لبيك.. ثم أتماثل للنوم السعيد العميق، خلال رمضان أجتهد أكثر على كافة الأصعدة كي أتمثل وصف النبي للمؤمن فأكون كالنحل لا يرتع إلا في طيب ولا يضع إلا طيباً.

 


بينما يروي التشكيلي السوداني محمد عبدالله عتيبي  ذكريات أول محاولة للصيام، فيقول بداية علاقتي برمضان وأنا في المرحلة الأولية وعمري لم يتعد العاشرة، حينما قررت ذات صباح من صباحات رمضان في الخمسينيات من القرن الماضي.. قررت أن أصوم وأجرب الصوم.. لم أشرب شاي الصباح ولا طعام الإفطار ومرت الساعات حتى انتهاء اليوم الدراسي، ونحن في رحلة الإياب للمنازل في منتصف نهار رمضان في الخمسينيات وما أدراك ما الخمسينيات، اشتدت الحرارة واشتد العطش وبلغت الروح الحلقوم، فدلفت لأول سبيل صادفني في الطريق وشربت حتى ارتويت وواصلت المسير إلى المنزل، وأنا أحاول إيهام نفسي والآخرين بأني صائم، وقد كان مدخلاً غير أمين وغير أخلاقي في التعامل مع هذا الشهر الكريم، لكني حينما اشتد عودي وأصبحت قادراً على تحمل الجوع والعطش واصلت الصيام طوال عمري حتى الآن ولله الحمد والشكر.

 


ويقول عتيبي يرتع الناس أحد عشر شهراً يأكلون ويشربون ويسبون بعضهم بعضاً حتى يأتي هذا الشهر الفضيل فيتوجسون منه خيفة، ولكن بعد ذلك يدركون عظمته وما فيه من الخير صحياً وروحياً واجتماعياً، يتواصل الناس ويتقاربون ويتسامحون مع الأرحام والخيرات ويتصدقون على الفقراء وأبناء السبيل في تلك الموائد في كل أحياء المدينة وكل ربوع السودان.
رمضان شهر عظيم تستعد النساء له قبل شهور لاستقباله بصناعة «الحلومر» وهو شراب طيب ولذيذ يعين على العطش مكوناته الأساسية من الذرة المزرعة والعرديب والبهارات، وأيضاً تجفيف اللحم والبامية المسحونة «الويكة» لصنع العصيدة وهي وجبة مهمة في كل الموائد الرمضانية..
ويضيف إذا تحدثنا عن الجانب الروحي في رمضان، فإنه شهر التوبة والقرآن وفيه يأخذ الإنسان نفسه بالشدة والتهذيب، ويسود فيه جو من الهدوء والسكينة أناء الليل وأطراف النهار، في صلاة التراويح وتلاوة القرآن والاعتكاف في المساجد والتأمل والتفكر في خلق الإنسان وخلق السموات والأرض.

 

 

صفاء وتركيز

أما فيما يتعلق بالإبداع والمبدعين يرى عتيبي أن شهر رمضان هو شهر جميل ومناسب لممارسة العمل الفني بشتى أنواعه من شعر وموسيقي وتشكيل، ويشير إلى أن الصفاء الذهني الذي يوفره صيام رمضان يساعد على إنتاج أعمال تمتاز بالجودة والعمق والأصالة.. أنا شخصياً في رمضان أردع نفسي بالعمل، فبعد صلاة الفجر أخلد لقليل من الراحة ثم يبدأ يومي بالعمل حتى بعد الظهر ثم القيلولة والإفطار والتراويح، وأحياناً أعمل في المساء ويكون المزاج معتدلاً لامتلاء البطن بالأكل والشراب.
لكن المشكلة لي كتشكيلي أن الإضاءة الصناعية ليست كضوء النهار في إظهار حقيقة الألوان.. فالإضاءة الصناعية تعطينا ألواناً خادعة وغير حقيقية، لذلك أنا أفضل العمل بالنهار وبضوء الشمس الساطعة.. أفضل الأعمال تم إنتاجها في شهر رمضان.. ورمضان مرتبط في الخيال الشعبي بلعب الأطفال في الليالي المقمرة ووفرة الطعام والشراب والمسحراتي والجديد من الأحذية والملابس قبل العيد وزيارة مقابر الراحلين من الأهل والترحم عليهم، كل هذه الأجواء تشكل عجينة صالحة لإنتاج أعمال فنية وإبداعية راقية.
بينما يقول الروائي السوداني أمير تاج السرإن شهر رمضان، شهر مختلف بالنسبة لي، فأنا أحبه منذ الصغر وأنتظره كل عام، ففيه كسر كبير لروتين يومي ككاتب، حيث لا أكتب أعمالاً إبداعية فيه أبداً، بمعنى لا أبدأ كتابة عمل وإن كان لدي عمل أكتبه قبل رمضان، فأنا أتوقف وأكمل بعد العيد.. أما الالتزامات التي عليّ من مقالات وقراءات فأقوم بها بلا شك.. وبالنسبة ليومي أقضي جزءاً منه في وظيفتي، والجزء الآخر في قراءة القرآن، وأحرص على صلاة التراويح متى ما استطعت، أي إن لم تكن لدي مناوبة.

 


أما الروائي واسيني الأعرج فيقول إن حياته تسير بصورة عادية تماماً، ولا يحدث اختلاف عن تفاصيل يومياته السابقة ويضيف أصلاً لا وجود لرمضان في باريس.
وتقول الروائية والقاصة السودانية نفيسة زين العابدين وهي تقضي رمضان في أميركا أن مقولة «رمضان كريم، تصوموا وتفطروا على خير» لهاتين العبارتين وقع خاص في مجتمعات ضواحي جنوب غرب شيكاغو ذات الأغلبية المسلمة من أصول عربية، مما يضفي على الشهر الكريم في هذا الجزء من أميركا رونقاً خاصاً جداً يلهم ذاكرتي ورغبتي في الكتابة عن ذلك التمازج الذي أحسه بين ذكرياتي القديمة في وطني الأول بأخرى حاضرة في وطن ثانٍ متعدد الأعراق مكتسب، مما يدفعني بشدة لفكرة إنتاج فيلم وثائقي أكتب مادته بنفسي ليصور هذا الربط وهذا التمازج بين الماضي والحاضر، والقديم والجديد في ذلك الجزء من حياة المبدع المهاجر الذي يرتبط بشهر رمضان.. ولعل ما يشجعني أكثر على الكتابة التوثيقية ما عشته من لحظات أضافت إلى رصيدي كنفيسة زين العابدين تجربة ثرة مررت بها- أو فلنقل صنعتها- في رمضان الماضي، إذ كنت ضمن مجموعة من طلاب الدراسات العليا بجامعة نورث إيسترن بشمال شيكاغو وكان منتصف الشهر الفضيل.. وحدث أن بدأ حديث عن رمضان، فأقترح الزملاء أن يقوموا بمشاركتي وجبة الإفطار داخل قاعة الدراسة، ولتكن فرصة لأحدثهم عما يميز هذا الشهر من السنة عن غيره في العقيدة الإسلامية.. سررت للأمر ووجدتها فرصة جميلة للتعريف أيضاً بهويتي ليس كمسلمة فقط، ولكن أيضاً بهوية المطبخ السوداني في رمضان.. وعرضت عليهم أنني من سأقوم بإعداد بعض الأطباق الرمضانية الشهيرة التي أجيدها.. لأفاجأ في اليوم الموعود أنهم اتفقوا دون علمي أن يشاركونني ذلك اليوم بطريقتهم الخاصة.. ورغم انتهاء المحاضرة قبل الإفطار بوقت طويل، إلا أنهم فضلوا الانتظار.. ثم سألوني ماذا يفعل المسلم أو ماذا يقول قبل أن ينهي صيامه، فأخبرتهم، فقاموا بترديد ما قلت حرفياً، وكانت لحظات مشاركة تسامت فيها الروح الإنسانية بكل هيبتها.. ما رأيته وأحسسته وعشته في هذه التجربة لم يكن يصلح أن تصفه الكلمات.. هو بلا شك كان يحتاج كاميرا مصور دقيق الملاحظة ليلتقط لحظات معبرة تدل على أن الإنسان إذا ترفع عن الضغينة وأحترم عقيدة الآخر، وركز على نية معرفة واكتشاف اختلاف غيره، ارتفع وتسامى بفطرته الإنسانية الخالصة.

 

 

أسئلة القصيدة

وتتساءل الشاعرة الجزائرية الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة أدب المرأة بالولايات المتحدة الأميركية غنية سيليني في إجابتها  إذ تقول يُقَال إنَّ للشِّعرِ شيطانًا يأنسُ للشَّاعرِ! مِن هنا سألتُني: هلْ سيُقَيَّدُ في رمضانَ ويجفُّ يراعي؟ استحالتْ هذه الجملةُ خُطوتا شكٍّ ويقينٍ؛ بأيِّهما أقدمتُ رجعتُ إليَّ بغيرِ أنا…
الغريبُ أنَّ أكثرَ اللَّحظاتِ الَّتي أمسَكتْنِي بها ذاتِي الشَّاعرةُ من يدِ الوحيِ لا من يدِ الممارسةِ الكتابيَّةِ كانت في رمضانَ… هلْ هوَ- أي الجنِّيُّ- متديِّنٌ حدَّ صفاءِ خلوتِه الشِّعريةِ في رمضانَ؟ أم أنَّ ذلك نفيٌ لحقيقةِ الجنِّ الشَّاعرِ، واقترانِهِ بروحِ الشَّاعرِ الإنسيِّ؟ ومردُّ الكتابةِ الشِّعريَّةِ إلى الموهبةِ والهبةِ الرَّبَّانيَّةِ- يؤتِي فضلَه من يشاءُ- قال الله تعالي: «وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ» (يس: 69).
يا الله! تُحِيلني الآيةُ الكريمةُ إلى تساؤلاتٍ أكثرَ إغراقًا: «وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ»! ما فهمتُهُ أنَّ اللهَ يُهيِّئُ الإنسانَ للتَّعلُّمِ، والوسيلةُ متعلقةٌ بمشيئةِ اللهِ، وأرجِعُ مرةً أخرى إلى البدايةِ: هلْ قدْ تكونُ الوسيلةُ منَ الجنِّ أم هي أشبهُ بالفطرةِ؛ الَّتي تسيرُ بالشَّاعرِ نحوَ اكتسابِ الشِّعرِ؟
الجميلُ أنَّه عِلْمٌ؛ تُؤكدُهُ الآيةُ الكريمةُ: «وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ».. ألَا يبعثُ ذلكَ على الوقوفِ بهامةِ النَّخل وشموخِ الجبالِ.. نعم؛ أنا شاعرةٌ أوتيتُ منْ علمِ اللهِ الَّذي اختصَّنِي بهِ.. ويكفي الشِّعرَ وقارًا وهيبةً أن قد ذكرَهُ اللهُ سبحانهُ وتعالي في القرآنِ الكريمِ سابقًا لكلِّ الأجناسِ الأدبيَّةِ ومتسيِّدًا عليها،
إنَّ الفكرةَ هذهِ صعدتْ بي أقصى درجاتِ الزَّهوِ والكمالِ.. وفجأةً؛ شعرتُ بمن يشدُّني من كتفي: توقَّفي قليلًا؛ ألَا ينبغي أن تكملي الآيةَ يا شاعرة: «وَمَا يَنْبَغِي لَهُ»؟ هنا الخطابُ موجهٌ للرَّسول (صلى الله عليه وسلم)، والله ينزِّهُهُ عن قولِ الشِّعرِ؛ فنجدُ الشَّاعرَ النَّبيَّ ويستحيلُ بالنَّفيِ المُطلَقِ أن يكون النَّبيُّ شاعرًا.
إذَا نزَّهَ الله نبيَّهُ عن قولَ الشِّعر كعلمٍ فلأنَّهُ لا يحققُ إضافةً لمعني النُّبوَّةِ المقدَّسِ فقطْ، وليس تحقيرًا للشِّعر.. هكذا أجبتُهُ ولم ألمحْ له ظِلًّا.. من يكونُ هوَ؟!
استدرتُ للنُّزولِ قليلًا أدبًا وتواضعًا وأكملت الآيةَ: «إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ».. نسبَ المشركونَ- وهم أهلُ فصاحةٍ - للرَّسولِ (صلى الله عليه وسلم) قولَ الشِّعرِ بعدَ سماعِهم لآيِ القرآنِ الكريمِ، والسَّببُ جزالةُ الشِّعرِ وقُوَّتُه ومقاربَتُهم له بالقرآنِ الكريمِ على ما تُخْفِي ضمائِرُهم من ضغائنَ وتهمةٍ، ولكنَّ الأمرَ يجعلُنَا ننظرُ للشِّعرِ كهبةٍ ربَّانيَّةٍ وافرَ الحظِّ من ملأتْ صدرَهُ بالحضورِ.. يا إلهي؛ ربَّما سأصعدُ بي قليلًا بعدُ.
واستوقفني هنا إهداءُ الرَّسولِ (صلى الله عليه وسلم) بردتَهُ لشاعرٍ– كعبُ بنُ زهيرَ بن أبي سلمي- حينَ أنشدَه القصيدةَ المشهورةَ والَّتي مطلَعُها:
بانتْ سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ
مُتيَّمٌ إثرَها لمْ يُفِد مكبولُ
ومواقفُهُ مع حسانَ بن ثابتٍ.. وغيرِ ذلكَ الكثيرُ.
في الأعلى كرسيٌّ أرتاحُ بهِ ريثمَا أواصلُ الصعودَ.. لن ألتفتَ للسُّقوطِ كما لم أفعلْ.. كونوا كما الشُّعراءُ إنْ لم تستطيعوا الشِّعرَ…
السَّاعةُ الآن تشيرُ إلى الخامسةِ تقريبًا ولمْ أُفكِّرْ حتَّي في الإعدادِ للفطورِ… (شربة فريك)، (كسرة مطلوع)، (بوراك)، (احميص)، (طاجين حلو).. هذا ما أوحتْ بهِ شهيَّتي الآنَ، أو ربَّما أضيفُ وأُنْقِصُ قليلًا… لا أدري! داهمني الوقتُ… سأترككمْ بأمانِ اللهِ وملائِكِ الشِّعرِ… تقبلَ اللهُ منَّا ومنكمْ الصِّيامَ والقيامَ