ذكريات رمضانية من زمن الإنجليز

ذكريات رمضانية من زمن الإنجليز صلاة التراويح علي ضوء الفوانيس ..والمسحراتي من فناني الحقيبة والأذان بالمدفع حوار :محمد نجيب محمد علي ذكريات رمضان لا تغيب عن البيوت والناس ، وتبقي ملامحها وظلالها حية تمشي كلما مضي العمر والسنوات ، فلرمضان طعمه ولونه وأيامه الخالدات منذ عهد الطفولة البعيدة

ذكريات رمضانية من زمن الإنجليز

ذكريات رمضانية من زمن الإنجليز

صلاة التراويح علي ضوء الفوانيس ..والمسحراتي من فناني الحقيبة  والأذان بالمدفع  

حوار :محمد نجيب محمد علي

 


ذكريات رمضان لا تغيب عن البيوت والناس ، وتبقي ملامحها وظلالها حية تمشي كلما مضي العمر والسنوات ، فلرمضان طعمه ولونه وأيامه الخالدات منذ عهد الطفولة البعيدة .. جلست  مع الشاعر الكبير شمس الدين حسن خليفة والذي كان ميلاده عام 1933 وهو صاحب أشهر الأغنيات الوطنية التي شدا بها العطبراوي ونانسي  عجاج والكثير من المطربين .. وحفظها الشعب السوداني .. وتداعت بيننا الذكريات الرمضانية في أيام عهد الانجليز ..عن ما كان في ذلك الزمان و رمضان المبارك

* تري متي كان أول رمضان صام فيه شمس الدين حسن خليفة ؟

أول رمضان صمته كان في عام 1946 ..وانا في الثالثة عشرة من عمري ..

* ربما لاتزال خيالات ذلك اليوم في الخاطر ؟
أذكر أن ذلك اليوم كان ساخنا جدا .. وكان العطش شديدا .. كنا نسكن في حوش السادة الأدارسة في الموردة .. وكان الصائمون يبللون ثيابهم بالماء .. خاصة البنات

*هل كانت هناك مراوح أو مكيفات ؟
لم تكن هناك حتي كهرباء .. ولا ثلاجات ولا مكيفات .. وكانت ظلال الرواكيب هي اماكن الإستراحة التي نجلس  فيها .. اذكر أننا كنا نعود من المدرسة وننام من الظهر إلي أن تقترب ساعات الإفطار ..وكنا نجلس محلقين حول الماء في إنتظار مدفع الإفطار ..

* ألم يكن الإفطار علي صوت الأذان ؟

لا .. كنا نفطر علي صوت المدفع .. وصوت المدفع من إبتكار الإنجليز .. كان مدفع أمدرمان في أبوروف وهناك مدفع في مدينة بحري ومدفع في الخرطوم
* هل تذكر كيف كان الإفطار ؟
عادة ما كان الإفطار في الشوارع .. يجتمع كل الجيران في فرش واحد .. وكانت هناك وجبات ومشروبات مشتركة بين كل الناس .. البليلة والتمر والحلو مر والعصيدة
* الم يكن البرتقال والقريب والمانجو من ضمن مشروبات الإفطار ؟
لم تكن هناك فواكه .. غير الليمون.. ولم يكن هناك ماء بارد
* لم تكن هناك مصانع ثلج ؟

أول مصنع ثلج قام عام 1948 وأذكر أننا كنا نضع الثلج في ( كورة ) كل فرد يحمل ( كورة فيها قطعة ثلج ) وما أن يضرب المدفع يبدأ الناس في شراب ماء الكورة البارد ..وكثيرا ما كان يذهب الصائمين بعد شراب الماء بالثلج للمستشفي ... لذا اتذكر ان أهلنا فرضوا علينا أن نأكل أولا قبل شراب الماء البارد

 


 
* لم يكن هناك إفطار في الجوامع ؟
لم تكن هناك جوامع كثيرة .. لذا كان الناس يجتمعون ساعة الإفطار في الشوارع .. وهذه العادة لا تزال مستمرة حتي اليوم خاصة في القري ..
* وماذا عن ليالي رمضان ؟
كنا نجهز المكان لصلاة التراويح .. وصلاة التراويح كانت علي أضواء الفوانيس .. أذكر كان يصلي بنا الشيخ عثمان فزع والد الفنان عبد الدافع عثمان في حوش السيد الإدريسي .. وكانت أيضا هنالك ليالي للأناشيد الدينية تقام بعد صلاة التراويح ..

* وماذا عن المسحراتي في ذلك الزمان ؟

بعض المسحراتية كانو من فناني الحقيبة .. وكان البعض  يصدح بالعود والبعض الآخر بالرق .. وآخرين بإيقاع النوبة ومن فناني الحقيبة المسحراتية الفنان ( حسن عيونو ) الذي كان يترنم بكلمات الشاعر عبد السميع الخليفة والتي تقول كلماتها :

يا صايمين رمضان قوموا قيموا الليل
واعبدوا الرحمن .. واطردوا الشيطان .. أذكر أنه كان يؤديها بالرق ..
وهل من ذكريات عذبة .. عن ذلك الزمان ؟
أذكر أن البنات كن يرقصن علي صوت النغمات وهن ذاهبات لعمل السحور .. خاصو وأن هناك بعض الأغنيات التي كانت تؤدي بالعود مثل أغنية ( عشقت شادن .. عيونو ساحره ) لعبد الرحمن الريح

* وماذا عن وجبات السحور ؟
أحيانا (كسرة بالملاح ) واحيانا ( رقاق باللبن )