حفرية--كورنولوجيا الثقافة السودانية-للكاتب ميرغني أبشر.. -كليك توبرس-عامر محمد احمد

حفرية--كورنولوجيا الثقافة السودانية-للكاتب ميرغني أبشر.. -كليك توبرس-عامر محمد احمد

حفرية--كورنولوجيا الثقافة السودانية-للكاتب ميرغني أبشر..
-كليك توبرس-عامر محمد احمد
هذه دراسة في الثقافة السودانية امتازت بسعة الافق واتكأت على روح مغامرة تحرسها المعرفة والتجريب في أرتياد آفاق بعيدة في القراءة المتمهلة. ،يحيط الكاتب ميرغني أبشر ،القارئ العادي والمختص برؤية مختلفة عن ماقرأ من قبل ويستلهم من التجريب في الكتابة ،الاكتشاف والاختبار ، مع صرامة الكتابة واللغة الواضحة في تتبع الاكاديمي واختياراته واختباراته  وإشاراته ومنهجه العلمي إلا ان الكاتب لم ينس ابدا اللغة وهي لغة حملت دلالة الباطن--تأويلا.والمعنى الظاهر في رسم طريق واضح لكل باحث وباحثة في معنى الحفريات واسطورة الماضي والحاضر وتأثيرهما على المستقبل..وعن أي مستقبل وبأي طريقة ولماذا هذه الثقافة السودانية ،تلازمها الثنائيات وتقعد بها وكان المرجو ان تنهض بها بعيدا عن لغة الشارع ،اي الشارع السياسي/التطاحن/الغيرة/رفض للهوية/ ،بأفتراض هوية من فراغ وتاريخ الظنون وهل تغني الظنون عن الحقيقة..لا والف لا..من هذه اللاءات للسائد والساكن  ينطلق الاستاذ (ميرغني ابشر)،يبحث وينقب،يتوقف قليلا ثم يستنتج وينتج الفكرة ويطلقها في الفضاء الواسع لايلوي على شئ سوى إشاعة المعرفة..يقع الكتاب في صفحة282 من القطع المتوسط،وصدر عن دار الراوي-2021.الغلاف للفنان التشكيلي والمصمم الاستاذ بكري خضر.. يبحر بنا الكاتب في تاريخ الوقائع ،وفقا لتسلسل وقوعها .يقسم الزمن الي فترات متتبعا في انتباهة التعريف العلمي للكورنولوجيا-علم تحديد الاحداث في الزمن-- اشتمل الكتاب على خطوط سير واضحة ومحددة وقراءات مختلفة ومتنوعة ومتبوعة بشرح الناقد الحصيف والمؤرخ الثبت،وفي كل كتبه ثمة روح  يقين وثبات تقود الكاتب ميرغني ابشر.يحتوي الكتاب على ابواب تبدا من -التأسيس --اباطيل--في العرض والنقد--مايشبه الخاتمة..
--التأسيس..
يقول الكاتب ميرغني ابشر- وتحت عنوان"الوظيفة العيادية لبطل "الطيب صالح" -سايكولوجيا الإبداع في" موسم الهجرة الي الشمال".." ليس بدع من الإستشهاد ان يكون "بطل الطيب" حالة سريرية نستكشف عبرها مفازات علم النفس الابداع ،إذا ان غالبية فرضيات حقلي الفلسفة وعلم النفس ،تستمد شواهدها المعملية من النصوص الروائية الخالدة ،واجهر الفرضيات الممارسة العلاجية في مجال علم النفس  الفرويدي ،على سبيل المثال يتأسس بنائها من شخصيات محكية نحو عقده وعصأبأته السايكولوجية (اوديب) (الكترا) .وتفرض عنونتنا (الوظيفة العيادية لبطل الطيب صالح ،سايكولوجيا الإبداع ) منحى بعينه في الإشتغال ،فهي هنا معكوس  نهج الفلسفة وعلم النفس ،لأنها تنهض على فرضيات ومقولات علم  النفس الإبداعي لاستكشافها في مسارات بطل الموسم.بينما تبحث فرضيات ونظريات علوم الاناسة عن براهين عيادية في شخوص النص الابداعي" ويطوف بنا الكاتب(ميرغني ابشر) في عوالم موسم الهجرة  مستنطقا للنص برؤية مختلفة تظهر في تتبع الشخوص والمقولات وفق منهجية تحليل تتسم بالدقة والشفافية.يقول الكاتب (ابشر)"قبل ان ندلف لطبائع الإبداع النفسية عند بطل "الطيب صالح" يفرض علينا التساؤل التالي"إذا كانت مرجعية الموسم الفلسفيةهي،اسبينونزية معاصرة(وحدة الوجود)،إذن اي من شخوص الرواية هو بطل الطيب صالح؟ وفقا لفرضية الدراسة،تنهض الموسم على ثلاثة شخصيات رئيسة ،تتحرك كل منها في ثلاثة احواز مكاني،وزماني،وثقافي لتخلق منها شخوص الرواية المتعددة ،تتمايز،وتتماذج ،بتقنية السرد على لسان الراوي ،والشخصيات الثلاث هم:مصطفي سعيد"مسز ربنسون"المراة ،مستر ربنسون -ماكسول"(الخواجة).-في الموسم يستنطق صالح ذاكرة المجتمع ليستدعي "حاج احمد"جد الراوي و"ود الريس"ثم محجوب ثم"الراوي" صعودا بالزمان من الماضي النسبي الي الحاضر النسبي ،فيحضر الغريم "اوقدت ثقابا ،وقع الضوء على عيني كوقع الإنفجار ،وخرج من الظلام وجه عابس زاما شفتيه اعرفه ولكنني لم اعد اذكر ،وخطوت نحوه في حقد انه غريمي مصطفي سعيد " ويواصل الكاتب ميرغني ،في تتبع صورة مصطفي "ووجدتني اقف وجها لوجه هذا ليس مصطفي سعيد،إنها صورتي --من مرآة" وبعبقرية شفيفة يبني صالح المرآة للمجهول  لينفي كثرة شخصياته الظاهرة ويعزوها انعكاسات متعددة لصورة واحدة من مرآة الوجود لتمتذج في هذا المشهد السحري  شخصية الراوي ب(مصطفي سعيد).وإمعانا من صالح في المماهاة بين بطليه ،لم يكتب سطرا واحدا عن السنوات السبع التي قضاها "الراوي " في اوروبا،بوصفها نتفا عن حياة سابقة عاشها ( مصطفي سعيد ) هذا المصطفي الذي ترك اوراق مذكراته خالية ليكملها الراوي "إنني أبتدئ من حيث انتهى مصطفي سعيد"
-صورة مصطفى..


تقول الدكتورة رجاء نعمة في كتابها"صراع المقهور مع السلطة-دراسة في التحليل النفسي لرواية الطيب صالح موسم الهجرة الي الشمال" " ولمصطفى كما في الاساطير ،قدرات سحرية ،فإذا شغل عقله او حواسه مسألة احدث فيها تغييرات جعلتها تتحول من طبيعتها الاصلية "فالكتاب بأسره يتلخص بيده في جملة واحدة ترسخ في ذهنه ،ومسائل الرياضيات تتحول في ذهنه الي قصائد " وفي هذا المناخ السريالي تنقلب الادوار فتصبح القصائد بدورها معادلات رياضية ،والعالم بأسره تضيق آفاقه الجغرافية حين يخطر ل"ذاكرة مصطفى فتداعبه "مثل قطعة من الشطرنج" لذا فلاغرابة ان يفقد الزمن مدلولاته الواقعية كفقدان الأمكنة لها ايضا ،فمصطفى"يسابق الزمن" يطوى المرحلة الابتدائية في عامين ويتعلم اللغة الانجليزية في فترة وجيزة  ويقول له الناظر الانجليزي"هذه البلد لاتتسع لذهنك فسافر"--ص 122"..ويقول الكاتب ميرغني ابشر" ونقف على واحدة من اغرب الخصائص المجتمعية المنفعلة بالشخص المبدع ،يقول "جاردنر" مستعرضا هذه الخصيصة :(ومن المشاهد المألوفة في حياتهم تعرض المحيطين بهم لمخاطر الصدمات الشخصية(جاردنر1993) وذلك لأن المبدع قلما يعتني بأحد ،ولكن تأخذ هذه الخصيصة غورا بعيدا ،وبعدا فيه الصوفية والماورائية ،وماهو اقرب للتابو الفرويدي منه لحقل المواضعات  العلمية ،عندما نشاهد التصاقات بطلنا"مصطفى سعيد" الاجتماعية من خلال هذه الخصيصة التي  اخذها لوسعها - ومدى   في مضمونها حد توصيفنا الآنف فقد تسبب في إنتحار "آن همند" وشيلا غرينود وايزابيلا سيمور وقتل(جين مورس) بل اضحى تابو فرويدي يتاذي منه كل من يقترب منه بعاطفة ما "حسنة بت محمود" والراوي الذي طفق يصرخ في نهاية الرواية(كممثل هزلي-النجدة النجدة). وحول جديدة دراستة لموسم الهجرة،يقول ميرغني ابشر " تعد الرواية بسط إبداعي للمبدأ الصوفي (وحدة الوجود)
-النظر الي الموسم كخبرة عيادية في مجال علم النفس.
-عبقرية الطيب صالح في حقل علم النفس ،والتي سبقت بسنين نماذجة الابداعية ،نتائح بحوث سايكولوجيا الابداع لكبار اساطين علم نفس الابداع المعاصر..
-- بقية الفصول..
في مقارباته ومقارناته ومنهجه في قراءة الثقافة السودانية -كورنولوجيا-يفاجئنا الباحث الثبت ميرغني ابشر بحزمة قراءات متعددة ومجددة في تلمسها لخيوط عديدة من اجل سبر غور هذه الثقافة وابطالها ونجد ابوابا متنوعة منها .--في القدال ربان المحكية و(فارس)سيد الريح.--رسالة لطيف هنري ولكم-رسم الباليرنيا على كوب"امي"--اباطيل في المرجعيات الثقافية ..اكذوبة إننا الاسوأ--من هي" عجوبة" الخربت سوبا؟؟--مالم يكتب في الشريف حسين الهندي ايقونة النضال العربي والافريقي-"ففي سنوات النضال والمنفى كان الشريف حسين الهندي يجوب اقطار الارض بسبعة جوازات سفر وكلها تحمل اسماء حركية بالتحديد اسمين هما محمد صالح عبدالله او محمد سعيد عبدالله ،جواز سفر كويتي ،عراقي،ليبي ،سعودي ،سوري وآخر جواز له كان يحمل الجنسية التشادية مستخرج في طرابلس ،وكلها بصفة مستشار في وزارة خارجية البلد المعنى .ومن الاشياء التي ساعدت الشريف حسين على تقمص كل هذه الجنسيات اجادته لمجموعة من اللغات على راسها الانجليزية والفرنسية والايطالية والسواحلية والامهرية والروسية والتغرية" ونجد في الكتاب عناوين اخرى-في الطيب كاتب (المسيد) و (الانداية) -ضل الدينكاوي--في رحيل صاحب الثورة يوما بيوم--حواشي نقدية على مهرجان البقع الارجوانية--المسمى الثقافي لمسمى الامكنة في عمائر السودان..وغيرها من كتابات حفل بها هذا الكتاب ..